بقلم
الشيخ محمد عبد العزيز الشملول
إن الإسلام دين أسرة ، ويقر تبعة المؤمن في أسرته ، وواجبه في بيته ، والبيت المسلم هو نواة المجتمع ، وهو الخلايا التي يتألف منها .
وإن مما يساعد الأب على تربية طفلة ، ورعايته في العملية التربوية : الزوجة الصالحة ، التي تتفهم دورها ، ووظيفتها ، وتقوم على أحسن وجه ؛ وهي الركن الرئيسي في هذا العمل ، وعملها هذا له دور تاريخي في حياة المجتمعات ، فقد تنتج ولداً مصلحاً للمجتمع ، يقود الأمة إلى الخير والقوة .
إن البيت شبيه بالقلعة ، ولا بد للقلعة أن تكون حصينة في ذاتها ، كل فرد منها يقف على ثغرة لا ينفذ إليها ، وإلا تكن كذلك .
وواجب على المؤمن أن يؤمن بيته من الداخل ، وأن يسد الثغرات فيه .
ولا بد من الأم الصالحة ، فالأب وحده لا يكفي لتأمين البيت ، لابد من أم وأب ليقوما كذلك على الأبناء والبنات ، فعبثا يحاول الرجل أن ينشىء المجتمع المسلم بمجموعة من الرجال ….لابد من النساء في هذا المجتمع ، فهن الحارسات على النشء ، وهو بذور المستقبل وثماره .
هذا أمر ينبغي أن يدركه المجتمع ، وعلى رأسه الدعاة والعلماء…إن أول جهد ينبغي أن يوجه إلى البيت ، إلى الزوجة ، إلى الأم ، ثم إلى الأولاد ، وإلى الأهل بعامة ؛ ويجب الاهتمام بتكوين الزوجة الصالحة حتى تنشىء البيت الصالح .
ولذلك قيل :(إن خير ما تنكح عليه المرأة دينها ، وصلاحها ، وتقوها ، وإنابتها إلى ربها تبارك وتعالى ؛ مثل هذه تقر العين بها ، وتؤتمن على نفسها ، ومال زوجها ، وتربية أولاده ، كي تغذيهم بالإيمان مع الطعام ، وتصب فيهم أحسن المبادىء مع اللبن ، وتسمعهم من ذكر الله تعالى ، ومن الصلاة على نبيه _صلى الله عليه وسلم _ مايشربهم التقوى ، ويركز فيهم حب الدين إلى أن يموتوا ؛ والمرء يشيب على ماشب عليه ، وإن صفات الوالدين تنحدر إلى الأولاد .
إن قيام المرأة بالعملية التربوية لأطفالها ، وأولادها ، وقيامها على خدمة زوجها ، يرقيها إلى أعلى الدرجات ويضعها في مصاف النساء العظيمات ، روى مسلم في صحيحه أن أسماء بنت يزيد بن السكن رضي الله عنها أتت النبي -صلى الله عليه وسلم -فقالت : إن رسول من ورائي من جماعة نساء المسلمين ، كلهن يقلن بقولي ، وعلى مثل رأيي ، إن الله بعثك إلى الرجال والنساء ، فآمنا بك واتبعناك ؛ ونحن معشر النساء ، مقصورات مخدورات ، قواعد بيوت ، وإن الرجال فضلوا بالجُمُعات ؛ وشهود الجنائز ؛ والجهاد ، وإذا خرجوا للجهاد ، حفظنا لهم أموالهم ، وربنا أولادهم ، أفنشاركهم في الأجر يارسول الله ؟!
فالتفت رسول الله _صلى الله عليه وسلم _ إلى أصحابه فقال : (هل سمعتم مقالة امرأة ، أحسن سؤالاً عن دينها من هذه ؟ )
فقالوا : لا يارسول الله !!.
فقال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ :(انصرفي يا أسماء ! وأعلمي من وراءك من النساء : أن حسن تبعل إحداكن لزوجها ، وطلبها لمرضاته ، واتباعها لموافقته ، يعدل كل ما ذكرت ).
الزوجة الصالحة خير متاع الدنيا…فاللهم اجعل زوجاتنا كذلك ، صالحات قانتات حافظات للغيب.