احتلت الموانئ في الشرق الأوسط أربعة من المراكز الخمسة الأولى في الإصدار الثاني منمؤشر أداء موانئ الحاويات على مستوى العالم الذي وضعه البنك الدولي ومعلوماتالأسواق الصادرة عن وكالة ستاندرد أند بورز العالمية. وهذا المؤشر قابل للمقارنة ويوضحأداء موانئ الحاويات على مستوى العالم، ويتمثل الهدف منه في أن يكون أساساًمرجعياً للأطراف المعنية الرئيسية في الاقتصاد العالمي.
تصدر ميناء الملك عبد الله في المملكة العربية السعودية الترتيب في عام 2021، في حينجاءت الموانئ المنافسة في منطقة الخليج، وهي ميناء صلالة في عمان وميناء حمد فيقطر وميناء خليفة في أبو ظبي، ضمن المراكز الخمسة الأولى. بالإضافة إلى ذلك، احتلميناء جدة الإسلامي في السعودية المركز الثامن.
يعتمد هذا الترتيب على الوقت الذي تحتاجه السفن للبقاء في الميناء لإكمال أعمالالشحن والتفريغ على مدار عام 2021، وهو العام الذي شهد تكدساً غير مسبوق فيالموانئ وتعطل سلاسل التوريد العالمية.
وفي معرض تعليقه على التقرير، قال مارتن همفريز، كبير الخبراء الاقتصاديين في مجالالنقل في البنك الدولي وأحد الباحثين الذين أعدوا المؤشر: “تُعد زيادة استخدامالتكنولوجيا الرقمية وبدائل الوقود الأخضر طريقتين يمكن للبلدان الاستعانة بهمالتحديث موانئها وجعل سلاسل التوريد البحرية أكثر قدرة على الصمود مشيرا الي إنعدم كفاءة الموانئ تمثل خطراً كبيراً على العديد من البلدان النامية لأنها قد تعرقل النموالاقتصادي، وتلحق الضرر بالعمالة، وتزيد التكاليف التي يتحملها المستوردونوالمصدرون. وفي الشرق الأوسط، أثبتت الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية لموانئالحاويات والتكنولوجيا المستخدمة فيها فعاليتها.”
في هذا السياق، يسلط التقرير الجديد الضوء أيضاً على ما تتمتع به موانئ شرق آسيامن قدرة على الصمود، وقدرة الموانئ الصينية على وجه الخصوص على التصدي بفعاليةللتحديات الناجمة عن جائحة كورونا.
وتأتي ثلاثة من أكبر الموانئ الصينية؛ هي شنغهاي (يانغشان) ونينغبو وجوانزو فيجنوب البلاد، ضمن المراكز العشرة الأولى، في حين تراجع ميناء يوكوهاما في اليابان،الذي كان يُعد الميناء الأكثر كفاءة في العام الماضي، إلى المركز العاشر.
ويتمثل الهدف من المؤشر والبيانات الأساسية في تحديد الثغرات وفرص إدخالالتحسينات التي من شأنها أن تحقق الفائدة لجميع الأطراف المعنية الرئيسية في مجالالتجارة العالمية، بما فيها الحكومات، وخطوط الشحن، وشركات تشغيل الموانئ ومحطاتالحاويات، وشركات الشحن، وشركات الخدمات اللوجستية، والمستهلكون.
كشفت المقاييس الرئيسية لأداء الموانئ أوجه تفاوت كبيرة في كفاءة الموانئ العالمية فيعام 2021، حيث حقق أفضل الموانئ، مثل ميناء الملك عبد الله، 97 حركة حاويات فيالساعة في المتوسط من الزمن الذي تبقى فيه السفينة في الميناء في مقابل 26 حركةللحاويات في الساعة في الموانئ الرئيسية في الساحل الغربي لأمريكا الشمالية.
من الجدير بالذكر أن ما يربو على أربعة أخماس تجارة السلع العالمية من حيث الحجميتم نقلها عن طريق البحر، ويتم شحن نحو 35% من إجمالي حجم الشحنات وأكثر من60% من الشحنات ذات القيمة التجارية في حاويات.
من جانبه، قال تيرلوك مووني، المدير المساعد للنقل البحري والتجارة في وكالة ستاندردأند بورز العالمية: “أظهرت جائحة كورونا بأوضح الصور الدور المحوري الذي يلعبه أداءالموانئ في توريد السلع في الوقت المحدد إلى البلدان والسكان. لافتا الي ان آثار الجائحةعلى المنافذ والموانئ العالمية الرئيسية وما يرتبط بها من سلاسل التوريد تثير قلقاً بالغاً،وتستمر في التسبب في حالات تأخير كبيرة في الإمدادات ونقص حاد في السلع، ممايؤدي إلى ارتفاع الأسعار وإحداث تأثير سلبي على الوضع المالي للعديد من الشركات.”
من جهة أخرى، احتل ميناء فيرجينيا المركز 23 على المؤشر، متصدراً بذلك قائمة موانئأمريكا الشمالية، يليه ميناء ميامي (في المركز 29 على المؤشر) وميناء هاليفاكس في كندا(في المركز 29 على المؤشر).
أما ميناء طنجة في المغرب فيحتل المركز السادس، وهو أعلى تصنيف يحصل عليه ميناءفي أوروبا وشمال أفريقيا. ويحتل ميناء قرطاجنة في كولومبو (في المركز 12 على المؤشر) صدارة الترتيب في أمريكا اللاتينية والبحر الكاريبي، في حين يُعد ميناء ماتادي فيجمهورية الكونغو الديمقراطية (في المركز 171 على المؤشر) أفضل ميناء من حيث الأداءفي أفريقيا جنوب الصحراء.
يعتمد مؤشر أداء موانئ الحاويات على إجمالي عدد الساعات التي تتوقف فيها السفينةفي الميناء، ويتم تعريفه على أنه الزمن المستغرق بين وصول السفينة إلى الميناءومغادرتها من الرصيف بعد إكمال شحن أو تفريغ البضائع. ويتم استيعاب أعباء العمل،سواءً الأكبر أو الأقل، عن طريق فحص البيانات الأساسية ضمن عشرة نطاقات مختلفةوفقاً لحجم السفن في الميناء. وتتضمن المنهجية المتبعة خمس فئات مميزة لحجم السفننظراً لإمكانية تحقيق خفض أكبر في الوقود المستخدم في السفن الأكبر حجماًوالانبعاثات الصادرة عنها