انتشرت شبكات التواصل الاجتماعي وأشهرها فيس بوك وأصبحت هي البديل الماثل لأنشطة الماضي التقليدية وأصبحت تسيطر على النظام الاتصال بدرجة لافته للنظر، وقد نشط جزء كبير من شبكات التبادل في نقل الأفلام القصيرة التي ينتجها أناس عاديون من حول العالم، مما يؤكد حدوث تحول جذري في أدوات التخاطب والتعبير بسبب جاذبية مواقع التواصل الاجتماعي واصبحت مواقع التواصل الاجتماعي وسيط ووسيلة جماهيرية تمنح قدراً كبيراً من السرية والخصوصية قدرتها على تحقيق التواصل الاجتماعي مع الآخرين بكل اللغات والثقافات لمختلف شعوب العالم.
يقول الدكتور عبداللاه صابر بكلية الخدمة الاجتماعية في جامعة أسوان أنه توجد العديد من الأثار السلبية المتربطة بشبكات التواصل الاجتماعي منها الأثار الاجتماعية بسبب تعقد الحياة بالمجتمع وسرعة التغير مع إهمال العلاقات الاجتماعية و تقلل اهتمام الزوجين بالأبناء وتؤثر على قدرة الأبناء في اتخاذ القرار بمفردهم و ترسخ الحياة الخيالية وتجاهل الحياة الواقعية وتحد من التفاعل مع مشاكل المجتمع و تؤدي لعدم احترام العادات والتقاليد ، علاوة علي الأثار الاقتصادية بسبب اشتراكات الانترنت لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وقد أثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي علي عدم الانتظام في العمل و تخفض قيمة العمل لدي أفراد الأسرة و تخفض مستوي الأداء في العمل.
واضاف انه العديد من السلوكيات الخاطئة تحدث بسبب انتشار استخدام وسائل التواصل الاجتماعي في نشر السلوكيات السلبية في المجتمع ومنها نشر الشائعات و تسهم في الإحباط والاكتئاب لدي الشباب والأطفال والوالدين وتساهم في انتشار الكذب وتدعم انتشار السلوكيات و المشينة في المجتمع مثل الانحرافات السلوكية والاعتداء علي ممتلكات الغير وزيادة العنف الأسري ، علاوة ايضا علي الأثار التعليمية تأثير استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتي تظهر في تهميش دور المؤسسات التعليمية وتخفض مستوي التحصيل الدراسي و تقلل من احترام المواعيد الدراسية و تزيد من الشرود والسرحان أثناء اليوم الدراسي و تزيد ظهور حالات التنمر المدرسي و تؤدي إلي عدم تقدير واحترام المدرسين والعاملين بالمدرسة تعرض الأبناء للتأخر الدراسي وقد تتسبب في التسرب من التعليم.
موضحا أنه يمكن التقليل من هذه الأثار من خلال تقنين النفقات الأسرية علي اشتراك الانترنت وترسخ للاتجاهات الايجابية تجاه قيم العمل والإنتاج لدي الأبناء والتوعية بمخاطر الشراء من علي وسائل التواصل الاجتماعي بسبب انتشار النصب والتزييف وتدعيم السلوك الايجابي لأفراد الأسرة والدافعية في الانجاز وتربية الأبناء علي العاطفة و الألفة الأسرية مع ووضع ضوابط حاسمة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في الأسرة حتي لا تكون مصدر إهدار للجهد والوقت والمال ومساعدة الأبناء علي التغلب علي إحساسهم بالضعف والذي غالبا ما يدفعهم للشعور بالخجل و الاضطهاد ويقلل من الألفة الأسرية.
“ادمان السوشيال ميديا”
تقول شريهان عبدالظاهر – معيدة في قسم الاعلام بكلية الاداب في جامعة أسوان أن كثير من الناس أدمن استخدام السوشيال ميديا بوجه عام حيث وجدو الناس الراضيين عن حياتهم فيها كل ما يشغل اهتمامهم وتطلعاتهم اما عن الناس غير راضيين عن حياتهم فوجدوا فيها مجال للهروب من الواقع المرير.
وأضافت أن الاداره الخاصه بكل تطبيق تعمل علي التطوير من ذاتيته حتي يتناسب مع كافه الناس بل ليصبح استخدام الناس للسوشيال ميديا عاده يوميه ومن ثم يتحول الامر من كونه عاده يوميه الي ادمان، لذلك تقوم الادارات الخاصه للسوشيال ميديا بالتعمق في علوم النفس للوصول إلى الناس بسهوله فمن الاشياء التي اقرتها علوم النفس وقامت اداره الفيس بوك بتطبيقها
واوضحت ان لتلك التطبيقات سلبيات عديده وفقا لمجموعه من الدراسات التي أجريت بشأن السوشيال ميديا ان هناك علاقه بين استخدام الناس للسوشيال ميديا وبين ارتفاع معدلات الاكتئاب لديهم وعدم الرضا عن حياتهم، ويمكن ملاحظه ذلك في انستجرام حيث يعتبر التطبيق الاكثر تاثيرا في الناس بمختلف انواعهم .
وأشارت الي انه بالرغم من المساويء الناتجه عن استخدام السوشيال ميديا الا انه يمكن استغالالها بشكل افضل اذ طبقت بعض المقترحات الاتيه، ومنها تحديد عدد الساعات التي يقضيها الفرد امام الانترنت اما عن الحل الاخر فهو قيام مواقع التواصل الاجتماعي المختلفه بتقديم معلومات عامه في شتي المجالات لمن يقوموا باستخدام تلك الوسائل لفترات طويله ثم غلق الموقع ويكون شرط فتح الموقع مره اخرى ان يجتاز الشخص الاختبار في المعلومات التي قدمتها له وسائل التواصل الاجتماعي وذلك لضمان تثقيف كل شخص يقوم باستخدام السوشيال ميديا لفترات طويلة.
“مخاطر السوشيال ميديا”
يقول الدكتور نادى كمال عزيز جرجس نائب رئيس جامعة أسوان الاسبق ان السوشيال ميديا مثل غيرها من كل شىء حديث وجديد لها مزايا عديدة وايضا لها مخاطر كثيرة وخاصة على الأطفال والشباب والمراهين ، حيث أصبحت السوشيال ميديا جزء مهم في الحياة اليومية لجميع الأعمار، فقد سهلت وسائل الاتصال بشكل ملموس، لكن على الرغم من ذلك فإن لها آثارها السلبية على الفرد والمجتمع.
وأضاف ان مخاطر السوشيال ميديا كثيرة ومتعددة فقد رصدت العديد من الدراسات والأبحاث قائمة تضمن 46 أثرًا ضارًا لوسائل الإعلام الاجتماعية، فهي الهلع- التهيج – الضغط العصبي – الكآبة – الشعور بالذنب – الغيرة – الشعور بالوحدة – السلوكيات المشتعلة – القلق – عدم الرضا عن النفس – إنشغال دائم – تدهور المزاج – انخفاض الثقة بالنفس – إدمان استخدام وسائل التواصل الاجتماعي – الحمل الزائد للمعلومات – إضاعة الوقت ، وأصبح تأثير السوشيال ميديا في حياتنا متشعب لأنها تدخل في كل تفاصيل الحياة اليومية، حيث أنها تؤثر على المجتمع وأفراده، خاصة الأطفال والمراهقين، لذا فإنه يجب الانتباه لهذه التأثيرات ومحاولة التقليل منها بالحد من الإفراط في استخدامها، مع تعظيم الإيجابيات حتى تؤتي ثمارها.
مؤكدا علي ضرورة توجيه أولياء الأمور والمعلمين بالمدارس ورجال الدين الإسلامي والمسيحى وغيرهم لتقديم نصائح للشباب والمراهين من خلال القدوة الحسنة ومساعدتهم على قضاء أوقات الفراغ بطريقة مفيدة لهم وللاسرة وللمجتمع.
حروب الجيل الرابع
يقول الدكتور عبدالله على عبدالله الجهني عميد المعهد العالي للخدمه الاجتماعية بأسوان ان عدد كبير من صفحات شبكات التواصل الاجتماعي( الفيس بوك ) تعتمد على المعلومات و البيانات الكاذبه و المضلله و التى تكون الأزمات مجالا خصبا لانتشارها ما يؤدي الي انتشار الشائعات المغرضه على اختلاف أنواعها و خاصة الأسرع إنتشارا و ترويجا
واضاف انه يجب علينا الا نصدق الشائعات التى تعد من أخطر الأسلحة المدمره ( من حروب الجيل الرابع ) ونتجنب ترويج المعلومات غير الموثقه على مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وان نتتحلى بشفافيه كبيره للقضاء على الشائعات و الخاصه المنشورة على الفيس بوك ، كما يجب زيادة تنمية الوعى اللازم بمخاطر و تداعيات الأزمات والكوارث والأحداث المثيرة