تخدعنا أحياناً ــ أو كثيراً ــ المظاهر، مظاهر القوة “الوهمية” التي سرعان مايكشفها موقف صغير، مثل طفل أو طفلة فلسطينية تتصدى بشموخ وعزة لعدو متغطرس يروعها بكل أصناف وألوان وأنواع المعدات العسكرية الثقيلة.
شاهدت مقطع فيديو مصوراً الأسبوع الماضي لسيدة فلسطينية عجوز تلاحق وتطرد عدداً من قوات جيش الإحتلال من المسجد الأقصى باستخدام “ممسحة”، بينما يهرب الجنود المتغطرسون مذعورين مثل الفئران رغم مايحملونه من أسلحة فتاكة.
هذه المواقف البطولية الشجاعة للصغار والكبار وغيرها تؤكد أن القضية الفلسطينية لم تكتب فصولها الأخيرة بعد، وأن إنحياز وتواطؤ الغرب لايزيد الفلسطينيين إلا اصراراً وقوة بينما على الجانب الآخر يزيد قوات الإحتلال رعباً وضعفاً وهواناً، فـ “ممسحة” السيدة العجوز أثبتت أنها أقوى من جميع أسلحتهم.
وسيظلون هكذا بلا أمن أو أمان، مذعورين مهزومين، يعيشون في رعب دائم، مثلما صورهم القرآن الكريم ” لا يقاتلونكم جميعاً إلا في قرى محصنة أو من وراء جدر، بأسهم بينهم شديد، تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى، ذلك بأنهم قوم لايعقلون ــ الآية 14 من سورة الحشر”.
***
ماهي الرسالة التي يريد المحتل “المتغطرس” أن يبعث بها للعالم من وراء استهداف الصحفيين، وهل يعتقدون أنهم بهذه الطريقة سيقصفون الأقلام الشريفة ويرهبون الإعلاميين في الداخل الفلسطيني، فلا ينقلوا حقيقة مايجري من اعتداءات وحشية يصر الغرب “المتحضر” الذي يرتدى نظارات عنصرية أن يراها دفاعاً عن النفس!!
لم تمض سوى أيام قليلة على إغتيال الزميلة “شيرين أبو عاقلة ” .. تلك الجريمة البشعة وماصاحبها من حماقات متواصلة من المحتل تمثلت في الإعتداء على جنازتها فيما بعد بلا أي مبرر أو منطق، حتى ارتكبوا جريمة لاتقل خسة وبشاعة تتمثل في قتل زميلة أخرى هي “غفران هارون”.
وبما أن الإعلامي لايحمل سوى قلم أو ميكروفون ينقل به مايجرى على الأرض، فما هي الحقائق التي لا يريد المحتل أن تصل الى الناس،وهل يعتقدون أن التصفية الجسدية التي يبرعون فيها هي الطريقة المثلى لترهيب غيرهم من شرفاء الأمة حتى لايصدحوا بصوت الحق، ولا يعرف العالم حقيقة مايجري في فلسطين المحتلة؟!
في يقني أن مايحدث من بلطجة وإجرام وإرهاب من قبل جنود الإحتلال بمثابة تعبير عن الضعف والهوان وليس شيء آخر, رغم المحاولات المستمرة لتصدير صورة مغايرة عن جيش الإحتلال الذي يحظى بالدعم العالمي سواء بالمال والسلاح أو في المنظمات والمؤسسات الدولية التي تتعامل مع مايجري بمنطق “لا أرى.. لا أسمع .. لا أتكلم” أو حتى بالتعتيم الإعلامي على جرائمه لمنع صوت الحق من الوصول للشعوب الحرة في العالم.
هم مرعبون من مجرد كلمة أو صورة تفضح جرائمهم البشعة، وربما تكشف ضعفهم وهشاشتهم في مواجهة شعب أعزل لايمتلك إلا الأمل واليقين في النصر.
***
هي مباراة وانتهت بكل ماحملته من ملابسات سواء فيما يتعلق بتقاعس بعض الموظفين بالإتحاد المصري لكرة القدم عن عرض خطاب الإتحاد الأفريقي “كاف” الذي يتعلق بتنظيم نهائي دوري الأبطال أو التعامل غير العادل فيما يتعلق بأداء المباراة على ملعب الخصم أو بالأداء السيء للأهلي أمام الوداد والمقترن بسوء الحظ في بعض الفرص التي تقاعس فيها المهاجمون.
بصرف النظر عن كل ماسبق فإنها مباراة كرة وانتهت ويجب إغلاق صفحتها فوراً باستثناءالأخطاء التي قد تستدعي اجراء تحقيق عاجل فيها، مثلما يتردد عن اخفاء خطاب داخل الإتحاد “المصري” لتنظيم المباراة، لأن هذا الخطاب ــ إذا صح ــ يبريء الكاف ويدين اتحادنا.
وفي ذات الوقت لايجب تضخيم الأمور والتعامل مع القصور في النواحي التنظيمية على أنه جزء من مؤامر كبرى، فالأخطاء واردة خاصة في ظل حالة الشحن الكبيرة التي سبقت وصاحبت المبارة، مع الوضع في الإعتبار العلاقات الطيبة والتاريخية بين الشعبين المصري والمغربي والتي لن يعكر صفوها مباراة أو بطولة.