أي عدالة.. وأي منطق في حرمان أبنائنا الحاصلين على الثانوية الأزهرية من دخول المرحلة الأولى من تنسيق الجامعات الخاصة مثل أقرانهم بالثانوية العامة مثلما كان معلناُ بشكل واضح وصريح وبلا أي لبس قبل ساعات من فتح “السيستم”.
ومالذي جرى في الكواليس خلال اللحظات الأخيرة وغير دفة الأمور بهذه الطريقة التي تحمل ظلماً وتفرقة بين الطلاب بلا أي مبرر أو سبب مفهوم، حيث فوجيء طلاب الأزهر بحرمانهم ووضعهم في الإنتظار للمرحلة الثانية مهما كان مجموع درجاتهم؟؟!!
طلاب الثانوية الأزهرية لديهم مشكلة أصلاً مع الجامعات الخاصة حتى قبل استحداث المجلس الأعلى، حيث كانت تقبلهم بعض الجامعات وترفضهم أخرى دون أن يعلم الطلاب السبب في القبول في هذه أو الرفض من تلك، فالدستور ساوى بين المصريين في الحقوق والواجبات والفرص، وأكثر الكليات انضباطاً مثل “الحربية” و”الشرطة” تقبل الجميع على أساس المجموع وحده.
وقد تناولت القضية في مقالي في نفس ذات التوقيت من العام الماضي مع بدء التقديم للمرحلة الجامعية، بناء على طلب عدد كبير من أولياء الأمور والطلاب الذين أبدوا استياءهم من رفض قبول أوراقهم بحجة أنهم لايقبلون الحاصلين على الثانوية الأزهرية بلا أي سبب، خاصة وأن بعضهم حصل على درجات أكبر بكثير من غيرهم ممن تم قبولهم.
هذا العام استبشر الطلاب خيراً بعد صدور قرار المجلس الأعلى للجامعات الخاصة “المستحدث” بأن يكون التنسيق موحداً لجميع.. طلاب الثانوية العامة والأزهرية وغيرهم مراعاة لتكافؤ الفرص وعدم تحكم تلك الجامعات في الطلاب المتقدمين بالمنع والمنح حسب الرغبة والهوى.
القرار نزل برداً وسلاماً على الطلاب وأولياء الأمور واعتبروه بمثابة تصحيح لوضع خاطيء ــ وظالم ــ من ناحية فضلاً عن أن التنسيق الموحد لجميع الجامعات يحقق تكافؤ الفرص فعلاً ويحد من التحكم والتلاعب بالطلاب.. لكن الفرحة لم تدم طويلاً، فمع بدء التسجيل للمرحلة الأولى اكتشفوا فجأة وبلا مقدمات أنها محرومون من التقديم.
ومن ثم أصبح الأمر أسوأ من الأعوام الماضية، فلم يعد المنع والحرمان يأتي من جامعة واحدة أو عدة جامعات ولكن أصبح مقنناً وبقرار ملزم للجميع، مما تسبب في وقوع الضرر والظلم على آلاف الطلاب الذين يستحقون التقديم للمرحلة الأولى.
وبما أن القرار في البداية كان واضحاً وتغير أو تم تعديله في اللحظات الأخيرة ــ كما هو واضح ــ فمن حق أولياء الأمور أن يفهموا ويجدوا من يجيبهم على تساؤلاتهم المشروعة عن السر وراء هذا التغيير المفاجيء، وهل القرار في صورته النهائية يحقق فعلاً تكافؤ الفرص الذي تحدثوا عنه كثيراً عند صدور القرار في صيغته الأولى؟؟!!
المثير للدهشة والتعجب أن البعض يبررون الأمر بأنه نوع من التنظيم لمواجهة الضغط المتوقع على شبكة الإنترنت الناتج عن دخول مئات الآلاف في وقت واحد، وهو عذر أقبح من ذنب، لأن الضغط سيحدث في كل الأحوال، وهناك مائة طريقة للمواجهة بعيداً عن الظلم المقنن لعشرات الآلاف من الحاصلين على الثانوية الأزهرية.
ثم هل يضمن من يتحدث عن الضغط أن يتم اتاحة الفرصة أمام هؤلاء الطلاب وبعضهم حصل على أكثر من تسعين في المائة لدخول كليات القمة عن تقديمهم للمرحلة الثانية ــ المفروضة عليهم ــ أم يتساوون مع طلاب “الملاحق” الذين ينتظرون مابقي من كليات وهو الأرجح والأقرب طبقاً للمنطق، وهل في ذلك شيء من العدالة؟؟!!
والسؤال الأهم: من له مصلحة في هذا التمييز ضد طلاب الأزهر؟! ..وما الهدف من اغلاق الأبواب أمامهم ؟!.. وهل يعود ذلك بالنفع على المجتمع ؟!
الأسئلة موجهة للمسئولين بالمجلس الأعلى للجامعات الخاصة.. لمن أصدر قرار التنسيق المجمع ومن عدله في اللحظات الأخيرة!!!
أيمن عبد الجواد