أكدت وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج نبيلة مكرم، أن الجالية اليونانية بمصر جزء لا يتجزأ من نسيج المجتمع المصري على مر العصور.
جاء ذلك خلال لقائها اليوم /الخميس/ نائب وزير الخارجية اليوناني لشئون المغتربين والدبلوماسية العامة أندرياس كتسانيوتس، عبر تطبيق (زووم)، لبحث ترتيبات زيارته المرتقبة إلى مصر والمضي قدمًا في تنفيذ البرامج المُعدّة في ضوء مبادرة (إحياء الجذور).
ولفتت مكرم إلى النجاح الكبير الذي حققته مبادرة (إحياء الجذور) على مدار أربع نسخ، موضحة أن المبادرة تجسد تلاقي الثقافات والحوار بين الحضارات لبناء مستقبل جديد والتعاون لما يهدف لصالح شعوب البلدان الثلاثة (مصر واليونان وقبرص) ويعمق الصلات ويوثق الروابط في مجالات الاقتصاد والسياحة والثقافة والطب وغيرها.
وأشارت إلى الجهود التي يبذلها المفوض الرئاسي لشئون القبارصة المغتربين فوتيس فوتيو، لإنجاح المبادرة من دعم وتعاون وتنسيق مستمر وجني ثمارها لصالح شعوب الدول الثلاث.
من جهته، أعرب نائب وزير الخارجية اليوناني لشئون المغتربين والدبلوماسية العامة عن تطلعه إلى زيارة مصر في أقرب وقت ولقاء الجالية اليونانية بها، قائلًا: “إن العلاقات مصر واليونان ضاربة في عمق التاريخ، وتلعب الروابط القوية بين شعبي البلدين، دورا رئيسيا في تحقيق المزيد من التعاون المشترك”.
وأشاد بالمبادرة الرئاسية “إحياء الجذور” التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي وما استطاعت تحقيقه من تقارب على مستوى شعوب البلدان الثلاثة مصر واليونان وقبرص، متطلعا أن تسهم المبادرة أكثر في تحقيق مزيد من التقارب على المستوى الإنساني والثقافي والحضاري بين شعوب الدول الثلاث.
وفي ختام اللقاء، تم الاتفاق على التنسيق لزيارة نائب وزير الخارجية اليوناني لمصر، وإعداد برنامج شامل لها تضمن زيارات لمدن مصرية تحتضن جاليات يونانية، وكذلك مناقشة دور المهاجرين وبحث الاستفادة من الجاليات المصرية واليونانية والقبرصية في مساندة الدول الثلاث (مصر واليونان وقبرص) وسط التطورات الجارية على الساحة في ظل هذا التوقيت الحرج الذي يمر به العالم أجمع.
يذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان قد أطلق المبادرة الرئاسية “إحياء الجذور NOSTOS”، في القمة الثلاثية بنيقوسيا في نوفمبر 2017، وتم تنفيذ النسخة الأولى للمبادرة في أبريل 2018 بحضور رؤساء الثلاث دول (مصر واليونان وقبرص) بمحافظة الإسكندرية، وتنظيم العديد من الزيارات للأماكن السياحية والدينية لوفد يوناني وقبرصي ضم نحو 250 فردًا من الجاليتين كانوا يعيشون في مصر بالماضي، وكذلك زيارات للأماكن التي كانوا يقيمون بها قديمًا.
كما تم تنظيم النسخة الثانية لمبادرة (إحياء الجذور) للأطباء المصريين في إنجلترا بجانب الأطباء اليونانيين والقبارصة في نوفمبر 2018، وكذلك النسخة الثالثة عام 2019 بأستراليا لتعزيز التعاون التجاري بين الجاليات المصرية واليونانية والقبرصية المقيمة بأستراليا، ثم النسخة الرابعة والشبابية في يوليو 2021 التي استهدفت ربط الشباب من الدول الثلاثة لتقوية العلاقات التاريخية والثقافية والتركيز على الروابط والتحديات المشتركة.