اكد الدكتور محمد راشد مدرس الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة بنى سويف ان النظام المالي الدولي يمر بمرحلة مخاض في ظل التغيرات والأحداث المتلاحقة التي تلقي بظلالها عليه ولا سيما منذ بدء الحرب الروسية الاوكرانية وهناك محولات حثيثة من أطراف أخرى كروسيا والصين في إيجاد نظام مالي بديل وموازى للنظام المالي والنقدى الحالي والذى يهيمن عليه الجانب الأمريكي والأوروبي من خلال البنك الدولي وصندوق النقد الدولي وكذلك نظام السويفت لتسوية المدفوعات المالية
ويعتبر الصين وروسيا طرفان أساسيان في تكتل البريكس والذى يمثل 27% من الناتج المحلي الإجمالي ويضم 40% من سكان العالم وفقا لإحصائيات 2020 أى أنه قوة إنتاجية وشرائية لا يستهان بها
توقع د. راشد أن يمثل هذا التكتل نواة لنشأة نظام مالي موازى للنظام المالي الغربي لتسهيل التعاملات فيما بين أعضاء التكتل بالعملات الوطنية كما أن هناك فرصة جيدة لإصدار عملة مشفرة يقبلها أعضاء التكتل الذى يضم خمس دول هى الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب افريقيا مما يهدد عرش الدولار مستقبلاً وهو ما فطنت إليه الولايات المتحدة برفع سعر الفائدة بشكل كبير علي الدولار لمحاربة التضخم من ناحية ورفع الطلب علي الدولار من ناحية أخرى لتقويض أى محاولات لإزاحة الدولار عن عرش النظام النقدي الدولي
أوضح أن ارتفاع سعر الفائدة علي الدولار بشكل كبير كان سببا رئيسيا في تراجع اليورو أمامه بدرجة ملموسة حتى وصلا لسعر التعادل أو أقل كما أن روسيا استطاعت استغلال مقومات القوة الاقتصادية لديها والعودة بقيمة عملتها وتدعيمها بشكل كبير بعد أن تهاوت بشكل حاد في بداية فرض العقوبات الاقتصادية عليها
اشار د راشد إلى أن استخدام سلاح الغاز وإجبار الجانب الأوروبي علي الدفع بالروبل كان العامل الحاسم لرفع قيمة العملة الروسية بجانب رفع أسعار الفائدة عليه في البداية ثم تم خفضها تدريجيا بعد ارتفاع قيمته وزيادة الطلب عليه مما يشير لاستخدام جيد لادوات السياسة النقدية وللمكامن الذاتية لعناصر القوة الاقتصادية