إذا اردت ان تعرف شعبًا شاهد فنونهم ،، ففيلم كيرة و الجن واحد من اعظم ما قدمت مصر للسينما العالميه ،،ويضع مصر مجددًا في مصاف دول كثيرة احتلت سوق السينما العالمية ،، و يلقي الضوء علي واحد من عظماء المقاومة المصرية ضد الاحتلال الإنجليزي وهو المناضل ، أحمد عبد الحي كيرة ،
الفيلم من تأليف أحمد مراد وهو صاحب الرواية الاصلية بعنوان ١٩١٩ ،، ومن اخراج مروان حامد وابداع التصوير ل أحمد مرسي و موسيقي المبدع هشام نزيه و ديكور باسل حسام و مجموعة فناني العمل كريم عبد العزيز احمد عز و هند صبري،احمد مالك ،،
يرصد الفيلم في بداية الاحداث حالة الغليان التي صاحبت حادثة دنشواي في ١٣ يونيو ١٩٠٦ مما ادت الي اندلاع ثورة ١٩١٩ ،،شاهد احمد عبد الحي كيرة مقتل امه و اعدام ابوه و هذه الحادثة فضحت بريطانيا مما اجبرت اللورد كرومر علي ترك مصر و صرح ان المصريين شعب همجي لا يعترف بالحضارة الغربية ،،و يبدأ كيرة في التحول للمقاومة المسلحة ليكون اول خلية ضد الانجليز و يتضح ان مكان الخلية تحت الارض وهو نفس مكان سهر جنود الانجليز و يديره كيرة مع مجموعة من زملائه فمنهم الرسام و المطبعجي و الفتاة المسيحية القادمة من الصعيد و بطل رفع الاثقال وخبير سلاح ،، ونجح كيرة وقتها في خداع الانجليز و اظهار الانتماء لهم حتي انهم اطلقوا عليه ابن الليمبي وهو المندوب السامي البريطاني وقتها،كما اطلقوا عليه ابن الامبراطورية البريطانية كما اطلق عليه زملائه الدارسين للطب ابن الانجليز ،،
وفي صباح يوم ثورة ١٩١٩ اشتعلت المظاهرات وبدأت الاشتباكات و الحرائق و سقوط قتلى و تصادف اشتراك عبد القادر الجن في المظاهرات و هو يرتدي ذي عسكري مصري فقتله احد الظباط الانجليز و يدعي دوجلاس ويظهر ابنه الجن و هو احمد عز راجل محب للنساء يبيع المياه و المخدرات للانجليز علاقته بهم طيبه و يدافع عنهم و لكن بعد مقتل والده تحولت شخصيته لينقم علي الاحتلال و يتقابل مع كيرة و بعد صراع ينضم للمقاومة ليثأر لوالده و يقتل دوجلاس و وتندفع الأحداث بإيقاع سريع جدًا لنشاهد مجموعات من الاكشن و الصراعات المحتدمة في اشهر و اهم احداث اللتي تسببت في قتل المدنيين المصريين و تتبعها المقاومه في الاشتباك مع جنود الإحتلال لتأخذ بالثأر ،، ثم تتوالي الاحداث بشكل سريع ليظهر نجيب الهواري الخائن و الذي تسبب في فضح أمر كيرة و المجمعة السرية بعد تهديدة من المخابرات ،، و تبدأ مطاردة كيرة و ينجح بالهروب الي تركيا و هناك يعثر عليه جنود المخابرات البريطانية و ينجحوا في قتله ،
ظهر الفيلم بمشاهد غاية في الروعة حتي ان المشاهد يشعر انه امام فيلم اكشن عالمي ،، برع فيه المخرج و المصور في تقديم مسرح للأحداث المنطقية و اللتي تحترم عقولنا من خطط و عمليات و سيناريو محبك فالاشتباكات مقنعة علي غير ما تعودنا عليه و المطاردات و المؤثرات البصرية مع الموسيقي و الحضور الكبير لحشود من المجاميع الغير مسبوقة في الاعمال الدرامية مما رفع من سقف توقعاتنا للاعمال الدرامية فهو بالفعل عمل نستطيع ان نطلق عليه عمل ملحمي من الدرجة الاولي و يذكرنا بالاعمال السينمائية المصرية الخالدة في عقولنا و يحفر قيمة اضافية لتاريخ مصر المشرف،، كما ان ابداع جميع الممثلين و علي رأسهم هند صبري و الممثل الرائع سيد رجب في دور نجيب الهواري، الخائن، واحمد عز في أفضل اداء له علي الاطلاق ،، ولكننا كنا منتظرين بعض من موسيقي سيد درويش كما ان الاحداث سريعة جدا والمشاهد الانسانية لم تأخذ حظها بالشكل الطبيعي ،، ولكننا ايضا نستطيع ان نقول ان هذا العمل هوه افضل ما شاهدناه هذا العام لفيلم مصري بجميع عناصره الفنية
وىقودنا للبحث عن شخصية احمد عبد الحي كيرة و من هو هذا المناضل في الواقع،،
قابله الاديب يحي حقي بعد رحلة هروبه من مصر في تركيا مما دفعه ان يكتب كتابا تحت عنوان ، ناس في الظل ، فذكره الاديب يحي حقي بانه كان شديد الذكاء و البراعة في التنكر درس في كلية الطب و لا يتكلم نهائيًا في السياسة حتي ان زملائه بالكلية اطلقوا عليه ابن الانجليز و اطلق عليه رئيس الكلية ابن الامبراطورية اليريطانية كما ان تمثيله رفض المشاركة في مظاهرات الطلاب جعله محل ثقة لمدير الكلية مما اتاح له الدخول للمعامل الكيميائية و هو ما ساعده في اخذ بعض المواد المتفجرة لتساعده في اعمال العنف المسلح ،، و لكن فالمفاجئة ان هذا الشاب الموالي للانجليز كان أخطر فدائي عرفته مصر و ان الامبراطورية البريطانية جندت مخابراتها و جنودها في العالم لقتله ،
كما ذكره الكاتب مصطفي أمين في كتابه بعنوان ، الممنوع ، انه كإن مشاركًا في جمعية اليد السوداء السرية و كان كيرة عضوًا في قيادة فرقة الاغتيالات و اللتي شكلها عبد الرحمان فهمي اثناء الثورة و احمد ماهر و محمود فهمي النقراشي و عبد الرحمان الرافعي و هم من اصبحوا باشاوات ووزراء بمصر بعدها ،، ولكن بعد مقتل الساري ستاك قائد جيش الانجليز بمصر بدأ دور كيرة ينكشف في التحقيقات اللتي اجرتها مع نجيب الهلباوي بعد خيانته للمقاومة واعترافه علي التنظيم السري وعندما عرفت المخابرات دور كيرة علقت نشرات عن وصفه بالكامل مكتوب فيه الكيميائي احمد عبد الحي كيرة مطلوب حيًا آو ميتًا قمحي اللون قصير القامةذو شارب خفيف وهرب كيرة و سافر اللي ليبيا ثم ايطاليا ثم تركيا مستخدما قدرته علي التنكر واشتغل في التمريض ووقتها قابله يحي حقي وقال عنه انه الرجل الشريف و الفز و ملابسه تدل علي مقاومة عنيدة للفقر و،، و بعد معاهدة ١٩٣٦ سافر لتركيا ٣من المخابرات اليريطانية و استدرجوه و طعنوه و مثلوا بجثته وعادوا لمصر و هم فخورييين بما فعلوه ،، و بالفعل كيرة واحد من ابطال ثورة ١٩١٩ المجهولين ولكن هؤولاء الابطال يجب ان نعيذ ذكراهم في قلوبنا كرموز مصرية تفتخر بها الاجيال الجديدة وليتعرف الشباب علي كم التضحيات اللتي قدمها المصريين لتكون مصر حره مرفوعة الرأس ،
نشكر كل من ساهم في تقديم الفيلم الرائع كيرة و الجن و علي رأسهم المؤلف المبدع احمد مراد علي امل ان تكون اعمالنا الفنية بنفس المستوي،