تستضيف الأمم المتحدة قمة “تحويل التعليم” الشهر المقبل، وتكتسب القمة أهمية كبيرة نظرالأنها تسعى إلى تنشيط الجهود الوطنية والعالمية لتحقيق الهدف الرابع من أهـداف التنميةالمستدامة. ويرى الأمين العام للأمم المتحدة أن التعليم – في جميع أنحاء العالم – في أزمة بطيئةالاشتعال وغالبا ما تكون غير مرئية وعواقبها وخيمة على الأفراد والمجتمعات.
وتشترك الأمم المتحدة مع جمعية خيرية رائدة تعنى بالأطفال “Theirworld” وآخرين، في إطلاقحملة “دعني أتعلم” أو (#LetMeLearn)، لحث قادة العالم على الاستماع إلى أصوات الشبابووضع الخطط والتمويل اللازم لتوفير التعليم الجيد لكل طفل.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في رسالة بمناسبة إطلاق الحملة إنه بسب الاضطراب الناجم عن الجائحة، لا يزال مئات الملايين من الأطفال والشباب خارج المدرسة. والكثيرمن الملتحقين في المدرسة لا يتعلمون المهارات الأساسية التي يحتاجون إليها كمواطنين ومشاركينفي المجتمع.
أشار الأمين العام إلى أن قمة تحويل التعليم ستعيد تصوّر التعليم لتزويد المتعلمين من جميعالأعمار وجميع الخلفيات بالمهارات والمعارف والقيم التي يحتاجون إليها للازدهار. وقال نحنبحاجة إلى حشد حركة عالمية لتحويل ذلك التصور إلى واقع.”
وأضاف أن حملة “دعني أتعلم” (Let Me Learn) هي حملة للتأكد من أن قادة العالم الذينيحضرون القمة مهتمون بأصوات وآراء الشباب.
وتابع يقول: “من خلال هذه الحملة، ستغذي التجارب ووجهات النظر المتنوعة للشباب والمتعلمينطوال حياتهم في كل مكان المناقشات والقرارات ونتائج القمة.”
وحث على المشاركة بنشاط في حملة “دعني أتعلم” وتسهيل مساهمات الفئات المهمشة “التيغالبا ما يتم استبعادها من القرارات التي تؤثر على مستقبلهم.“
“صورة مفزعة” لحالة التعليم
بحسب القائمين على الحملة، حتى قبل الجائحة، كان 260 مليون طفل غير ملتحقين بالمدارس،معظمهم من الفتيات. وأدت الجائحة إلى تعميق الأزمة. واليوم تشير التقديرات إلى أن 70 فيالمائة من الأطفال في سن العاشرة في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل غير قادرين على فهمنص مكتوب بسيط.
وبحلول عام 2030، يتوقع الخبراء أن 825 مليون طفل – أكثر من نصف أطفال العالم – سينهونالمدرسة بدون اكتساب حتى المؤهلات الأساسية التي يحتاجونها للحصول على وظيفة.
وأشار القائمون على الحملة إلى أن أنظمة التعليم اليوم تفشِل جيلا من الشباب وتتركهم غيرمستعدين للمستقبل، وفقا لاستطلاع عالمي شمل 10,000 من الشباب.
في البلدان الغنية والفقيرة على حدّ سواء، يُعدّ نقص الدعم المقدّم للمعلمين؛ والمناهج الدراسيةالقديمة؛ والافتقار إلى الاتصال الرقمي؛ بعضا من الأسباب التي تجعل الطلاب يفتقرون إلىالمهارات اللازمة للتنقل في عالم اليوم سريع التغيّر، بحسب الاستطلاع الذي أجري في 10 دول.
وتعكس النتائج ما يسمّيه الخبراء بـ “أزمة المساواة والجودة والملاءمة” في التعليم العالمي.
ويرسم الاستطلاع صورة مفزعة لحالة التعليم في جميع أنحاء العالم. فهناك ما يقرب من أربعة منكل خمسة شباب بمعدل 77 في المائة قلقون من احتمال ضعف التعليم الذي يترك ملايين الأطفالدون مهارات القراءة أو الكتابة الأساسية بحلول عام 2030.
وقال 69 في المائة منهم إن قادة العالم لا يفعلون ما يكفي لضمان حصول جميع الأطفال علىتعليم جيد، بينما يعتقد 88 في المائة أن قادة العالم بحاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لتمويلالتعليم.
قمة تاريخية
من المتوقع أن يتخذ قادة العالم في
قمة تحويل التعليم في الأمم المتحدة في نيويورك، قرارات حاسمة بشأن تعليم الأطفال.
ويصف غوردن براون، مبعوث الأمم المتحدة الخاص للتعليم العالمي، القمة التاريخية بأنها “فرصةأخيرة للعمل لتجنب كارثة تعليمية.”
وسيقرر قادة العالم الإجراءات التي يجب اتخاذها لتحقيق الهدف الرابع من أهداف التنميةالمستدامة للأمم المتحدة “التعليم الشامل والجيد للجميع” بحلول عام 2030.
من جانبهم حذر نشاطات من أن التعليم في جميع أنحاء العالم أصبح “امتيازا وليس حقا.”
وقال رئيس Theirworld، جاستين فان فليت، إن القرارات التي سيتخذها القادة الشهر المقبل“ستؤثر على حياة مئات الملايين من الأطفال حول العالم، وسيتردد صداها في كل مجتمع على هذاالكوكب.”