يطيب لي ونحن نفتتح سويًا … دور الانعقاد العادي الثالث … من الفصل التشريعي الأول… بعد صدور قرار فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي… بدعوة المجلس للانعقاد اليوم… أن أنتهز هذه الفرصة لأرفع إلى فخامته … باسمكم جميعًا … أسمى آيات الشكر والعرفان والتقدير … على كل ما شهدته مصرنا الحبيبة تحت قيادته من إنجازات … وما حققته من نجاحات عديدة ومتنوعة في المجالات المختلفة … وعلى المستويات كافة… إنجازات شهد لها العالم … ولم ينكرها إلا أعداء الوطن الذين يسوؤهم النجاح … ويغيظهم العمار… وهم فئة قليلة ضالة … لا نأبه لهم … بل نقول لهم موتوا بغيظكم… لأن القافلة تسير على بركة الله.
السيدات والسادة أعضاء المجلس المحترمين ..
ونحن نفتتح دور الانعقاد الثالث لمجلسنا اليوم… نلقى بنظرة سريعة … على ما أنجزه هذا المجلس من مهام خلال دوري الانعقاد الأول والثاني … وقد عرضنا موجزه لحضراتكم في نهاية كل دور… ولا زلنا نتذكر العرض الأخير … وما به من إنجازات نفخر ويفخر الشعب بها… ولذلك أجد لزاماً بأن أتوجه بخالص الشكر وعظيم التقدير إلى سيادتكم جميعًا… على ما أوليتموه من اهتمام كبير … لتمكين المجلس من أداء دوره التشريعي والرقابي على النحو الذي رسمه الدستور والقانون.
فقد أسهمتم من خلال مشاركاتكم المتميزة في اجتماعات اللجان النوعية … أو مداخلاتكم القيمّة في جلسات المجلس… في خروج التشريعات بشكل منضبط ودقيق … وأشيد بدراستكم القيمة بشأن الزيادة السكانية … التي أبرَزَتْ أسبابَها وآثارها… واقترحتم في نهايتها الحلول الناجعة لها … وأرسلتُها الى فخامة رئيس الجمهورية … فوجه سيادته مجلس الوزراء باتخاذ اللازم نحوها … فوجه السيد الدكتور رئيس مجلس الوزراء … الوزارات المعنية بدراسة النتائج التي خلصت إليها… كما أنهى إليكم أن توصيات المجلس ولجانه فيما قدمتموه … من طلبات مناقشة عامة واقتراحات برغبة … أرسلت جميعها للحكومة … فتدارستها … وأرسلت ردوداً على معظمها… بما يكشف عن أن أداءكم كان محل تقدير من الحكومة … لما لَمَسَتْه من تعاونٍ وعمقٍ في الدراسة والتحليل …ورغبة في خدمة الصالح العام … التي كشفت عنها تلك التوصيات… كما أن رأيكم في مشروعات القوانين التي ناقشتموها … كان محل تقدير من مجلس النواب الموقر… أعلنه جهاراً ومراراً … رئيسه المحترم … الأخ والصديق ورفيق العمر وشيخ القضاة الدستوريين … معالي المستشار الدكتور حنفي جبالي … الأمر الذي يؤكد على عمق التعاون … والتكامل في الأداء مع مجلس النواب الموقر لصالح الوطن.
السادة الأعضاء…
ونحن نفتتح دور الانعقاد الثالث… لدى أمل في الله عز وجل… وثقة في قيادتنا السياسية … فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي… أن يتجاوز بمصر هذه المرحلة الحرجة … التي يمر بها العالم … الذي لا يكاد يخرج من جائحة كورونا … وتداعياتها على الاقتصاد … ليدخل في كارثة اقتصادية أشد وطأة … وأكثر وبالاً على العالم كافة … وعلى وجه الخصوص الدول النامية… وهى الحرب الروسية الأوكرانية … وتعلمون أن مصر غير بعيدة عن تداعياتها … التي خفف من قسوتها إلهام المولى عز وجل … للسيد الرئيس … بالمشروعات العملاقة التي بدأها … منذ توليه المسؤولية … من مصانع جديدة أنشئت … ومصانع قديمة طورت… ومصانع مُعطلة شُغلت… ومزارع سمكية عملاقة دُشنت … وأنتجت … وملايين أفدنة من الصحاري استصلحت … بأحدث أساليب العلم الحديث واستزرعت … وآتت أُكلها … بعد أن أثمرت … وصوامع لتخزين الغلال … لسد احتياجات البلاد لأطول مدة ممكنة … شيدت.
كما رفع المعاناة عن محدودي ومعدومي الدخل… ووجه بتطوير القرى والمناطق غير الآمنة … وغير المخططة… بما أطلقه سيادته من المبادرات الرئاسية الكثيرة … التي تعرفونها… وعلى رأسها مبادرة حياة كريمة … لتطوير قرابة أربعة آلاف قرية… ومبادرة تكافل وكرامة … وتطوير العشوائيات… وتحلية مياه البحر … ومعالجة مياه الصرف الزراعي … وتبطين الترع والمصارف … وغير ذلك من مبادرات جعلت مصر من أفضل البلاد … في الحد من آثار الكارثتين كورونا والحرب الروسية الأوكرانية.
ولذلك لزاماً علينا من جانبنا … أن نشكر سيادة الرئيس … وأن نكون سواعد لسيادته تؤازره بكل ما نملك … في سعيه الدائم والدؤوب … نحو تحقيق حلم الشعب المصري المثابر… والداعم لقياداته… والواثق في رؤيتها… والمؤمن بحكمتها… والمساند لجهودها… والمعزز لمجهوداتها.
السادة أعضاء المجلس ..
إن افتتاح دور الانعقاد الثالث لمجلسنا الموقر… يتزامن مع احتفالنا بذكرى غالية علينا جميعاً… وهي ذكرى انتصار أكتوبر المجيد… وهي الذكرى التاسعة والأربعين لهذا النصر المبين… فانتهز هذه الفرصة … لأقدم باسمنا جميعًا … تحية تقدير وإعزاز لجيش مصر الباسل… الذي نصفه دومًا … بأنه مدرسة الوطنية المصرية… ومَجْمَعُ الأبطال العظام … الذين نفخر بهم … وبدورهم الداعم والمساند دومًا للإرادة الشعبية… فما خاضه الجيش المصري … من معارك تاريخية طويلة … حقق فيها البطولات والانتصارات… جعلته واحدًا من أقوى الجيوش … وأقدرها … ليس فقط في مجال المعارك العسكرية النظامية… بل والمعارك غير النظامية … في مواجهة التنظيمات الإرهابية … التي نجح في دحرها والقضاء عليها… بالتعاون والتكاتف مع أشقائهم … من رجال الشرطة الوطنية المؤمنين برسالتهم … المخلصين لوطنهم … إلى أن ساد الأمن والأمان في ربوع البلاد.
فتحية احترام وتقدير … لكل جندي مصري … ودعوة صادقة … لكل شهيد …افتدى وطنه وأمنه واستقراره بأغلى ما يملك… وطوبى لهم في جنات الفردوس بإذن الله.
كما أنه من حسن القدر … أن يتزامن افتتاح هذا الدور … بذكرى المولد النبوي الشريف… الذكرى العزيزة على كل مسلم … الذكرى التي بشرت بمولد رسولنا… وقدوتنا وهادينا … ورحمة الله تعالى للعالمين … سيدنا ونبينا محمد …. صلى الله عليه وسلم… وباسمكم أهنئ المصريين جميعا قيادة وشعبًا بالمولد النبوي الشريف.
السادة الأعضاء المحترمون …
اليوم… ونحن نبدأ دور انعقاد جديد… أكرر ما قلته في افتتاح دوري الانعقاد الماضيين … وأجدد العهد معكم بأن نبذل جهداً أكثر مما مضى … لمعاونة مؤسساتنا… في استكمال طريق مسيرتنا التنموية… على النحو الذي رسمه لنا الدستور والقانون… حتى نعبر هذه المرحلة الصعبة علينا … وعلى العالم من قبلنا… وأتوقع أن يزخر هذا الدور الجديد … بالموضوعات الهامة … التي قد تكون أكثر مما مضى … ولعل ما يؤكد ذلك … أنه قد قُدم للأمانة العامة … مع بداية هذا الدور … ثلاث دراسات هامة … من شأنها أن تشكل تحركًا ملموسًا … في بعض الملفات التي توليها الدولة أهمية … وهي ظاهرة العنف الأسري … الشباب وسوق العمل غير الرسمي … والألعاب الإلكترونية “الفرص والتحديات” … والتي تقدم بها على الترتيب … السادة النواب (محمد هيبة – أحمد أبو هشيمة- حسانين توفيق) … وهذا كله يحتاج مزيداً من الجهد الممزوج بالفكر الثاقب المخلص … في أداء رسالتنا الدستورية … على النحو الذي يرضى ربنا وشعبنا … فنعاهد الله على ذلك … مُستعينين به عز وجل … وراجينه … التوفيق لما فيه خير بلادنا وشعبنا … فهو نعم المولى ونعم النصير.