أنا ضعيف أمام الرقص..أحب الرقص أيا كان نوعه، شرقي ، غربي، شمالي ، جنوبي، اعتبره فنا محترما ومهما وضروريا،دعك ممن يرون في بعض أنواعه مصدرا لإثارة الغرائز، فهؤلاء في حاجة إلى علاج نفسي، وإن كانت نوعياتهم لاينفع معها أي علاج.
أمس كنت في مسرح البالون شاهدت بروفة مسرحية ( ياشيخ سلامة) تأليفي وأشعاري، إخراج الفنان محمد الدسوقي غناء وألحان وتمثيل الفنان على الهلباوي مع مجموعة كبيرة من الفنانين، ديكور المبدع حمدي عطية، إضاءة أبو بكر الشريف،استعراضات أشرف شرف ومحمد صلاح ،بعد انتهاء البروفة دعاني الفنان د. عادل عبده رئيس قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية لمشاهدة حفل فرقة رضا العريقة، فلبيت الدعوة شاكرا ومهللا لأنني ضعيف، كما قلت لك ،أمام الرقص ، وضعيف أكثر أمام فرقة عريقة كفرقة رضا.
للأمانة فوجئت بمستوى الفرقة، التي تعد من أهم فرق الفنون الشعبية والاستعراضية في المنطقة العربية كلها، إن لم تكن أهمها على الإطلاق، واستمتعت جدا بأدائها، ولاحظت التطور الكبير الذي حدث لها، سواء من حيث العناصر الشابة التي بدت على مستوى عال من الأداء،أو من حيث الملابس والاكسسورات ،التي تم تحديثها مع احتفاظها بنفس التصميمات تقريبا التي وضعتها الفنانة الرائدة فريدة فهمي،وكذلك الفرقة الموسيقية التي دخل عليها الكثير من التطوير وتم تزويدها بآلات موسيقية جديدة، حتى أصبحت أوركسترا كاملا وخاصا بالفرقة، ولاحظ أن الأداء الحي للفرقة الموسيقية يفرق كثيرا جدا عن مجرد شريط صوت مصاحب لأداء الراقصين أيا كانت جودته.
معروف إن الفرقة لديها رقصاتها الثابتة التي صممها الفنان الرائد محمود رضا ، لكن اللى بيفرق طريقة تقديم هذه الرقصات ،وكانت للأمانة رائعة، والراقصون بسم الله ماشاء الله على درجة عالية من الرشاقة، والوعي ،والإيمان بأنهم يقدمون شيئا محترما ومهما ،والأهم هو هذا الأداء المحب، يعني الراقص أو الراقصة كانت حركته وتعبيرات وجهه تدل على إنه مستمتع بما يقدمه، مش بيأدي وظيفة وخلاص ،وهذا شئ مهم جدا في الرقص يشعر به المشاهد.
الفرقة تديرهاالفنانة ايناس عبدالعزيز، ويقود الأوركسترا هشام نبوى ومصطفى صبرى، ومشرف فنى وليد طموم، محمد الفرماوى، والتدريب قام به كل من :مها توفيق، محمد زينهم، عصام المصرى، احمد فاروق، منى فاروق، دعاء سلام، ومعهم كبير المدربين محمد القذافي.
على المسرح كانت هناك بعض الصور لمحمود رضا وفريدة فهمى .. واحدة منها بروفايل للاثنين معا، عندما تدقق في الملامح تشعر أنك أمام تمثال لملكة وملك فرعونيين، وهذه ليست مبالغة مع اثنين من أهم واكبر فناني مصر..فهما من ملوك هذا الفن ورواده الخالدين.. شكرا د. عادل عبده على هذا الانجاز المهم.. روحوا اتفرجوا على فرقة رضا بعد التطوير ح تنبسطوا جدا وح تشوفوا فرقة بتقدم فن شعبي محترم و بيعبر عن مناطق مصر كلها على اختلاف ثقافاتها وعاداتها.. فرقة من حقنا نفخر بيها.