أعلنت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشؤون الوافدين عن إطلاق مبادرتك “قوم لسانا.. تبني إنسانًا”، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية الذي يحتفي به العالم يوم 18 ديسمبر، تأكيدًا على مكانة اللغة العربية باعتبارها الوعاء الحضاري للإرث والثقافة والفكر العربي بكل أبعاده وجوانبه.
وأضافت مستشارة شيخ الأزهر أن اللغة العربية تمثل حلقة هامة في سلسلة الحضارة الإنسانية، حيث كانت هي لغة التواصل والثقافة والعلوم لفترة طويلة من الزمن، داخل وخارج حدود العالم الإسلامي، وتمكنت من استيعاب التراث الإنساني والتفاعل مع مخرجاته والإضافة له، حتى أصبح أبرز معالم الحضارة الإسلامية هي اللغة التي كانت الأداة الهامة في تلاقح حضارتهم مع باقي الحضارات.
وأوضحت الدكتورة نهلة الصعيدي أن المبادرة تشجع على النطق الصحيح بالعربية والنهوض بها بين الأجيال الحالية، وتعزيز حضورها على الساحة الاجتماعية والثقافية، وتشجيع النشء على تقديم إبداعاتهم ومنتوجهم الثقافي بها في مختلف المجالات، وتأكيد استخدامها في وسائل التواصل الاجتماعي والأعمال الأدبية والفنية، باعتبارها تمثل أحد أهم ركائز الهوية الثقافية المصرية، بالإضافة إلى أن المبادرة لها بعد آخر تحت عنوان “تذوق لغتك.. يحسن خلقك”، يهدف إلى تذكير المسلم بالأخلاق الحميدة للعرب التي ميزتهم عن باقي الأجناس، وربطهم بالتاريخ الإنساني والحضاري للعرب.
وبينت الصعيدي، إن المبادرة انطلقت من الأزهر الشريف، وسيتم التوسع فيها أفقيًا لنقل التجربة وتعميمها على جميع الفئات، بهدف تشكيل شخصية الإنسان العربي وربطه بالقيم النبيلة التي تميز بها العرب تاريخيًا، والتصدي للاختراق الثقافي لمجتمعاتنا العربية، لأنه إذا كنا نريد ألا نتخلف عن ركب التقدم العلمي، يجب أن يكون ذلك مدفوعًا برباط ممتد لتراثنا العريق، وهذا لن يكون إلا من خلال اللغة العربية.