قبل التعليق على تشكيل الحكومة الاسرائيلية الجديدة نأسف للتهنئة التى وجهها الرئيس التركى رجب طيب اردوغان الى اليهود على مواقع التواصل الاجتماعى بمناسبة الحانوكا او عيد الانوار اليهودى.
ربط اردوغان بين العداء للاسلام وحملات الهجوم الظالمة التى يتعرض لها الدين الحنيف من ناحية وبين ما يسمى بالعداء للسامية.
كيف يساوى بين مظالم يتعرض لها الاسلام واتباعه وبين اكذوبة تروج لها اسرائيل لاستدرار التعاطف والبطش بمعارضيها.
ونأسف ايضا لبيان الاتحاد الاوروبى ردا على اعتداءات اسرائيل الاخيرة على الكنائس المسيحية فى عيد الميلاد الذى اكد فيه على ضرورة تعايش ابناء الديانات الثلاثة فى القدس. ذلك ان البيان يعتبر اليهود اصحاب حق فى القدس. وهذا امر غير حقيقى. ولم يكن للقدس اى اهمية لدى اليهود الا اعتبارا من القرن 15 حينما اصطنع الحاخامات تلك القداسة لتجميع اليهود.
ونعود الى التعليق على حكومة بنيامين نتنياهو
لايوجد جديد يمكن ان نضيفه على التعليقات التى تناولت التشكيل الحكومى الجديد. فهو يثبت ان الكنيست مجرد منبر شكلى لاضفاء الشرعية الشكلية على قرارات تتخذها الحكومة الاسرائيلية. فقد اقر قانونا يسمح باشراك اريه درعى زعيم حزب شاس (ويعنى اسمه حماة التوراة) فى الحكومة الجديدة رغم صدور حكم قضائى فى حقه.
والحكومة متضخمة بشكل يلفت النظر(33 وزيرا) لارضاء حلفائه. ومع ذلك فهى لاتضم وزيرا عربيا واحدا.
وبدأت الحكومة عملها بطرح 11 مشروع قانون تستهدف الفلسطينيين اساسا مثل منع تعيين اى مدرس يعارض الاحتلال.
فاشية!!!
وبعد ذلك لابد ان تثور التساؤلات حول التعاطى مع هذا الموضوع فى الاعلام العربى والاعلام الفلسطينى نفسه. ترددت عبارة الحكومة الفاشية اليمينية المتطرفة بسبب الشخصيات التى تضمها تلك الحكومة امثال ايتامار بن غفير وسموتريتش.
ما الفرق بين يمين ويسار ووسط. هل كانت الحكومات السابقة على اختلاف اتجاهاتها المعلنة اقل بطشا بالفلسطينيين وحرصا على مصادرة اراضيهم وتهجير اليهود من كل ارجاء العالم الى فلسطين ليقيموا فيها على حساب صاحبها الاصلى.
انها مجرد شكليات وتظل السياسة واحدة والاختلاف فقط فى الاسلوب. ولنذكر مثلا حزب العمل الذى تراجع وجوده البرلمانى كثيرا. فهذا الحزب يروج لنفسه بانه حزب يدعو للسلام مع العرب بدليل انه وقع اتفاقية غزة اريحا مع منظمة التحرير عام 1993. لكن الواقع يقول ان الحزب اطلق حملة استيطان شعواء اسفرت عن مصادرة 74 الف دونم فى العام الاول لتوقيع الاتفاق. وقبل ذلك كان هذا الحزب هو الذى قاد اسرائيل منذ انشائها وهو الذى شارك بريطانيا وفرنسا فى العدوان الثلاثى وهو الذى شن عدوان 67 على مصر وسوريا والاردن. وهو الحزب الذى قام بهدم حى المغاربة بالقدس بمجرد احتلال المدينة المقدسة.
وهناك مثال حديث وهو حزب ميريتس الذى يتظاهر بالدفاع عن حقوق الفلسطينيين ويؤيد حل الدولتين. وكان يضع مرشحين فلسطينيين فى قوائمه الانتخابية ومثله اثنان منهم فى الكنيست المنصرم وهما على صلالحة وحنين زعبى.
كان الحزب ممثلا فى الحكومة المنتهية ولايتها بوزير الصحة نيتسان هوروفيتز. رفض هذا الوزير حل الازمة المالية الخانقة التى تواجه المستشفى الانجليزى فى الناصرة مما عطله عن القيام بدوره فى خدمة المجتمع الفلسطينى فى اراضى 48.
وارجو الا نركز كثيرا فى ازمة احتجاج عدد من اليهود على الحكومة الجديدة. فكلهم فى النهاية صهاينة يختلفون حول كل شئ الا الاستيطان وتهجير اليهود واعتبار القدس عاصمة لاسرائيل. وتبالغ بعض وسائل الاعلام العربى في الامر وكانهم سوف يحملون السلاح ضد بعضهم البعض.