كنت حريصا على حضور المؤتمر، الذي عقده المخرج الكبير خالد جلال ،بالمسرح القومي، في حضور وزيرة الثقافة د. نيفين الكيلاني،للإعلان عن خطة وتفاصيل الموسم المسرحي الجديد،والإعلان كذلك عن أسماء أعضاء اللجان التي تم تشكيلها من النقاد والمسرحيين للقيام بواجبها نحو مسرح الدولة.
تصورته مجرد لقاء سريع يتم خلاله استعراض بعض ملامح الموسم الجديد، ومناقشة أعضاء اللجان في المهام الموكلة إليهم، لكني فوجئت به مؤتمرا كبيرا ومحتشدا بعشرات الأسماء المسرحية المهمة، وفوجئت كذلك بأن كل مدير مسرح يعرض خطته بشكل تفصيلي وعلى مرآى ومسمع من الجميع،وفي إخراج مسرحي بديع، ليكون مسئولا عن تنفيذ خطته المعلنة أمام المهتمين والمتابعين.
ولأنني كنت عائدا من الوادي الجديد بعد حضور مؤتمر أدباء مصر، فقد وصلت متأخرا، وندمت أنني لم أصعد إلى خشبة القومي مع أعضاء اللجان التي تم تشكيلها، كنت أحلم بالوقوف على خشبة القومي ، ممثلا أو مخرجا أو أي حاجة، وعندما جاءتني الفرصة ضيعتها، أو ضيعها صديقي السائق الذي جاء بي من الوادي الجديد رافعا شعار ” سوق على مهلك سوق“، ذهبت إلى الوادي الجديد في طائرة ووعدوني بالعودة بالطائرة أيضا، لكنهم فوجئوا بأن الطائرة العائدة لامكان لي فيها، فأسقط في يدهم ويدي أيضا، وقلت أمري لله بس يارب ألحق المؤتمر، وللمرة الأولى لم يستجب الله لدعائي.
المهم أنني لحقت جزءا كبيرامن المؤتمر، لكنني لم أجد مكانا أجلس فيه لكثرة المتواجدين في المسرح، فشاهدت هذا الجزء واقفا،وقلت إن الله يعوضني بالوقوف، فقد جلست عشر ساعات في السيارة من الوادي إلى القاهرة مرورا بشارع فيصل ،الذي أصر صديقي السائق على المررو به لأنه من الوادي الجديد ولايعرف شارعا في القاهرة إلا فيصل.
وبعيدا عن ندمي على التأخير، أو فرحتي بالوقوف صفا واحدا، فقد تأكدت أن خالد جلال واخد المسألة جد كعادته، كنت أظن أن قيامه برئاسة البيت الفني للمسرح إلى جانب عمله كرئيس لقطاع الإنتاج الثقافي،أمر ليس طيبا بالنسبة له، أو ليس على هواه،لكن انت بتكلم مين، فقد عودنا جلال على الجدية والانضباط والنجاح في أي عمل يسند إليه،ودائما وأبدا مايفاجئنا بأشياء لم تكن على البال ولا الخاطر، فهذا هي المرة الأولى في تاريخ المسرح المصري، في حدود معلوماتي الضئيلة، التي نرى فيها حدثا كهذا،وزيرة تهتم وتحضر وتتابع وتناقش،وبرنامج مسرحي معلن على رؤوس الأشهاد،وأمام وسائل الإعلام،وخطة عمل محكمة للنهوض بمسرحنا،وأسماء محترمة وفاعلة في اللجان التي تم تشكيلها،لنكون أمام نقلة نوعية ومهمة تجعلنا نطمئن أن المسرح الآن في يد أمينة، وأن انطلاقة قادمة مهمة تنتظر هذا المسرح، لأن المسئول المباشر عنه الآن فاهم اللعبة كويس.
شكرا للمبدع خالد جلال على هذه الأفكار المختلفة التي تفاجئنا بها دائما.