حروف متحركة
هل يمكن لميكروب أن يتحكم في سلوكياتك ويحولك إلى “زومبي” تتصرف بالطريقة التي يريدها، فيجعلك أكثر جرأة وأكثر استعدادًا للمخاطرة؟؟ هناك طفيلي وحيد الخلية يسمى التوكسوبلازما جوندي، يمكنه تحويل الفأر، الذي يضرب به المثل في الجُبن والحذر عادة، إلى قارض جريء يبحث عن القطط !!. ويمكن للقطط التي تلتهم هذه الفئران أن تنقل الطفيلي إلى البشر. الدراسات تشير إلى أن الأشخاص، الذين ثبتت إصابتهم بهذه الحالة (داء المقوسات)، هم أكثر استعدادًا للإقدام على أنواع معينة من المخاطرة. يمكن أن يعيش هذا الطفيلي في معظم الثدييات، لكن دورة حياته يلزمها العيش أولاً داخل فأر. على الأرجح لأن القطط تفترس القوارض، مما يمنح الطفيلي وسيلة للوصول إلى أمعاء القطط، وهي المكان الوحيد الذي يمكن أن يتكاثر فيه. ولكي ينتقل من الفئران إلى القطط، فإن هذا الطفيلي لديه تقنية غريبة للغاية، وهي التلاعب في الدماغ. يغير الطفيل سلوك القوارض، فيجعلها أقل خوفًا من المخاطرة. كما يجعل الفئران تنجذب إلى رائحة القطط. بعبارة أخرى، يتلاعب الطفيلي بدماغ الفئران والجرذان فيجعلها أكثر جرأة للتحرك أمام القطة التي تقتلها وتلتهمها. البشر ليسوا محصنين ضد هذا الطفيلي. ويُعتقد أن ثلث سكان العالم مصابون بداء المقوسات، وهو العدوى التي يسببها هذا الطفيلي. ويصاب بعض البشر بالعدوى عندما يقومون بتنظيف القطط، كما أن الكثير من الناس يأكلون اللحوم غير المطبوخة جيدًا أو الخضراوات غير المغسولة. إذن، ماذا يعني هذا بالنسبة لضحايا ذلك الطفيلي؟ “بشكل عام، لا تظهر على المصابين مشكلات صحية أو أعراض مرضية ملحوظة،” حسبما يقول ماركوس فيتزا، أستاذ الإستراتيجية وريادة الأعمال في مدرسة فرانكفورت للتمويل والإدارة بألمانيا، والذي ركز بحثه على كيفية تأثير الطفيلي على القرارات في عالم الأعمال. وقال لـ موقعLive Science:” إن أساسيات مخ الإنسان تشبه بشكل عام تلك الموجودة في الفأر”. باختصار، مثلما يكون الفأر المصاب أكثر ميلًا إلى المغامرة، يكون الإنسان المصاب أيضًا أكثر إقداما على المخاطرة أحيانًا وقد يترتب على ذلك عواقب وخيمة. لكن انخفاض الخوف من الخطر قد يكون له أيضًا مزايا. أظهر عمل فيتزا نفسه أن رواد الأعمال أكثر عرضة للإصابة مقارنة بعامة الناس وأن رواد الأعمال المصابين بهذا الطفيلي يكسبون أكثر من غيرهم بمقدار 6000 دولار في المتوسط سنويًا. ويرى العلماء أن هذا الطفيلي يتلاعب بأدمغة الناس فيجعلهم أقل خوفًا من ترك وظائفهم والبدء في تأسيس شركاتهم الخاصة. مع ذلك، فالبشر المصابون بداء المقوسات ليسوا كائنات زومبي طائشة تأتمر بأمر الطفيلي. ولكن نظرًا لأنه قد يؤدي إلى بعض التغييرات السلوكية، فيجب أن تتريث، إذا كان لديك قطط، أثناء قيادة سيارتك في الطريق إلى فرصة تجارية مهمة أو صفقة محتملة.