ليس يوم القيامة الذي يوضع فيه الميزان ويفصل فيه بين العباد ويذهب فريق الى النار وفريق الى جنان الرحمن، وان كان مايجري على البسيطة من ظلم وقهر وغش وانتشار للأوبئة يؤكد أن الساعة قد تكون قريباً.
“يوم القيامة” الذي أعنيه هو متحور كورونا الذي يبشرنا ــ أو يحذرنا ــ العلماء من أنه لن يكون الأخير وأن هناك متحوراً أخطر وأشرس يلوح في الأفق من وحي مايجري في الصين من فوضى وعدم جدية في المواجهة بصورة ربما تعيد العالم الى المربع رقم واحد في مجال انتشار الوباء ووصوله الى حد الجائحة.
صحيفة “ديلي ميرور” البريطانية تتوقع نقلاً عن خبراء في مجال الصحة أن الموضوع مرشح للخروج عن السيطرة مرة أخرى كما كان خلال السنوات العجاف الماضية أو أكثر، وحذروا من أن هناك سلالة ستظهر وتنتشر قريباً وستقضي على مايقرب من مليون شخص أو يزيد “حسب تقديرهم”.
السؤال: هل نحن مستعدون لـ “يوم القيامة” ومابعده من متحورات أكثر خطورة في ظل حالة الإهمال والتراخي أو عدم الإلتزام أصلاً بالإجراءات الإحترازية خاصة بالأماكن المزدحمة وما أكثرها في بلادنا؟!، والسؤال الثاني: هل يتحمل اقتصادنا “أفراداً ومؤسسات” العودة الى الإغلاق التام أو الجزئي في ظل الظروف الحالية على المستويين المحلي والدولي؟!
الإجابة متروكة لحضراتكم!!!!
***
البنك الدولي يحذرنا “سكان المعمورة” بأن العام الجديد 2023 سيكون الأصعب وعلى الناس أن يتحملوا المزيد من المتاعب خلال الأشهر القادمة، وهي بالتأكيد ليست توقعات عاطفية ولكنها مبنية على دراسات تحليلة للوضع الراهن بأزماته سواء بسبب استمرار الحرب الروسية ــ الأوكرانية أو احتمالات عودة “كورونا” بشراسة ومايتبعها من اجراءات وتضييق على المعاملات الإقتصادية حول العالم.
ومن الضروري استيعاب الرسالة والتعامل معها عبر المزيد من الإجراءات سواء على مستوى الحكومة أو الأفراد، واذا كانت الدولة تسعى الى تحفيف حدة الأزمة ــ قدر المستطاع والمتاح ــ من خلال توفير السلع بأسعار مخفضة بمنافذ تابعة لوزارة التموين وغيرها، اضافة الى تشديد الرقابة على الأسواق لضمان عدم استغلال المواطنين في تلك الأيام الصعبة، فإن على المواطنين دوراً لايقل ــ بل يفوق ــ الدور الحكومي سواء من ناحية تغيير الأولويات واعادة النظر في سلوكياتنا الإستهلاكية وعدم تخزين السلع حتى لانتسبب “نحن” في أزمات تنعكس علينا باستغلال التجار الجشعين، اضافة الى التخلي عن السلبية والإبلاغ الفوي عن أي محاولة للإستغلال.
الأيام أو الشهور القادمة ربما تكون صعبة ــ على المصريين وغيرهم ــ من الناحية الصحية أوالإقتصادية، وكلمة السر في الحالتين هي سلوكيات الناس، فبها نعبر الى بر الأمان ونتجاوز متحور “يوم القيامة” ومابعده من متحورات وأيضاً تلك الظروف الإقتصادية القاسية وندعو الله أن نتجاوز تلك المحنة في أسرع وقت.
حفظ الله مصر والمصريين من كل شر وسوء.
أيمن عبد الجواد