أكدت نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى، أنه بالتعاون بين جامعة الدول العربية ووزارة التَّضامن الاجتماعي ووزارة الثقافة، والوزارات المعنية الشريكة، ومنظمات المجتمع المدني اعتماد المعرض العربي للأسر المنتجة “بيت العرب ” كمبادرة مصرية لدعم الأسر العربية المنتجة، وإطلاق موقع إلكتروني لِدَعم تسويق منتجات الأسر المنتجة العربية والمصرية، فضلا عن تعاون غرف الصناعات الحرفية لعمل دورات تدريبية وتسويقية للأسر المنتجة العربية الرائدة للتكامل عربيًا، والمنافسة دوليا.
جاء ذلك على هامش افتتاح “القباج” ووزراء الشئون الاجتماعية العرب، للمعرض العربي للأسر المنتجة “بيت العرب”، أمس الخميس، والذي يقام تحت رعاية رئيس الجمهورية، وبالتعاون مع جامعة الدول العربية في قصر القبة أروقة المعرض، ولقاء العارضين المشاركين من الأسر المنتجة العربية.
طالبت “القباج” بإِقامة منتديات للمتخصصين للخروج باستراتيجية عربية في مجال الحفاظ على الصناعات التراثية ذات الطابع العربي الأصيل، بالإضافة إلى الشراكة مع المؤسسات المصرفية في مصر والدول العربية للعمل على تصميم برامج تمويلية وإدخارية ملائمة، وتعزيز الوعي العربي نحو تثمين التراث المصري والعربي بكافة أشكاله الحرفية والفنية، مع مراعاة ضمان تناقل تلك الثقافات عبر الأجيال .
وجهت وزيرة التضامن رسالة إلى كل أسرة عربية بضرورة المشاركة فِي حركة العمل والإنتاج مِن أجل البناء والعمل، مِن أجل النهوض بمجتمعاتنا العربيَّة، فالفرص دائمًا موجودة وبلادنا العربية في حاجة إلى الأيادي القوية المنتجة فالغد مَلِك لمن يصْنعه، والتَّنْمية المسْتدامة تَتَطلَّب حُسْن استغلال مواردنا البشرية والطبيعية والتكنولوجية، ونحن نثق في قدرة شبابنا وفتياتنا على العمل والإنتاج والانخراط في دائرة البناء مِن أجل تحسين فرص الحياة الكريمة، وكتابة مستقبل مشرق مزدهر لشعوبنا العربية يتناسب مع ثقافاتنا العريقة وتاريخنا المجيد.
أثني الوزراء على المنتجات المعروضة وما تمثله المعروضات التراثية من قوة ناعمة، خاصة أن مشاركة المنتجات المختلفة تكسب العارضين المزيد من الخبرة والقدرة على التنافس فى الأسواق العالمية.
رحبت وزيرة التضامن الاجتماعي في كلمتها بضيوف مصر مِن الأشقاء العرب فِي بلدهم مصر “بيت العرب”، قائلةً: “إن مصر فاتحة الأبواب والْقلوب بكل المودة والترحاب بكم جميعًا، أهلا بكم في قبلة العروبة النابض نحو حراك قوي ومشهد عربي يعتد تشكيله مِن دَاخلِنا وبأيادينَا وبعزيمة تجمع ما بين الأصالة والمعاصرة”.
أضافت الوزيرة أن انعقاد المعرض العربي للأسر المنتجة في هذا القصر اَلعرِيق “قصر القبة” أحد أقدم القصور الرئاسية فِي مصر التي شهدت على العصر وعاصرت العديد مِن الفعاليات المصرية والعربية والدولية المهمة، ويجْمعنَا تاريخ مشترك مِن الكفاح والنضال والحرية والبناء والتنمية، هو تجديد للعهد، وتأكيدًا على رغبتنا جميعا كدول عربية فِي الترابط والتآزر لترسيخ الثقافة العربية والتراث الحرفي الأصيل، وترويجًا لمنتجات يدوية حرفية نسعى لتسويقها بَيْن دول المنطقة وإلى كافة أنحاء العالم .
أكدت “القباج” أن ثقافات الدول وتراثها هنا جزء لا يتجزأ من قوتها الناعمة، من ثراء تاريخها وصميم هويتها، وخصوصية فنونها، ومهنية صانعيها التي غزلوها ونسجوها ليس فقط بأياديهم، ولكن بأرواحهم الوطنية وأياديهم الشريفة لتوجد لنا إرث حضاري مميز ومنتجات يدوية تنوعت وتراكمت عبر حقب زمنية مختلفة ، نستهدف إبرازها عبر مشاركتنا اليوم في هذا المعرض، الذي نأمل أن يصبح مصدر قوة للتعاون العربي المشترك اقتصاديا وثقافيًا واجتماعيا .
أوضحت وزيرة التضامن أن المعرض يشكل فرصة مهمة ليس فقط للإطلاع على منتجات الأسر العربية ، والتعرف على ثراء وخصوصية ثقافات الدول العربية شرقًا وغربا في مجال الصناعات اليدوية والحرفية، وحماية كثير من الصناعات مِن الاندثار في وجه الثقافات الأخير اَلتِي قد تؤثر على أصالة هذه الحرف وتاريخها المشرف، هذا بالإضافة إلى فتح مجالات رائعة لتبادل الخبرات والتجارب الناجحة بين أرباب الحرف ومنتجيها وعارضيها، وبين قطاعات الأسر المنتجة بوجه عام.
أكدت “القباج” الحرص الشديد على استضافة الدول الشقيقة في معرض “بيت العرب” ليصبح المعرض تجمعا إقليميًا يضم عددًا كبيرًا ومتنوعا مِن المنتجات الإبداعية والعروض الحية لتوفير فرص تسويقية متميزة نستشرف بها سبل التعاون في ذلك المجال بين الدول العربية.
أشارت إلى أن مبادرة مصر بتنظيم المعرض العربي للأسر المنتجة ” بيت العرب “، تأتي إقرارًا واستمرارًا لمساعينا نحو تعزيز سبل التمكين الاقتصادي، والذي يعد أحد أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 ، مع إعطاء أولوية للمرأة العربيَّة، والأسر الأولى بالرعاية، وذوي الهمهم طبقا لقدراتهم ومهاراتهم، والارتقاء بالعلم والْعَمل، وهما رافدان رئيسيان في دفع قاطرة التنمية المستدامة، وبعزيمة صادقة وإصرارا مستمر ومتجدد، متعهدة أن نقدم جميع أوجه الدعم الفني والمادي للاستثمار في العنصر البشري، والارتقاء بِمهاراته وقدراته فِي جميع القطاعات لنهضة بِلادِنَا الحبيبة.
أشارت وزيرة التضامن إلى أن المعارض الحرفية والتراثية الصديقة للبيئة تعزز منهج الحفاظ على مبادرات الاقتصاد الأخضر، واقْتصاد المستقبل القائم على المعرفة والتكنولوجيا والرقمنة وهي جوانب تعتمد على العنصر البشري فِي المقام الأول ويمكنها تعظيم القدرات الاقتصادية والتنموية لِلْمنْطقة العربيَّة بأسرها.