……………»»
✍️ بدر خليفة
” شاعر وأديب عضو اتحاد كتاب مصر”
أمس كنت فى محاضرة وكان عنوانها “سيد حجاب أحد أعمدة شعر العامية المصرية.. والأغنية الدارمية ما بين الشعر والمعنى” بمناسبة ذكرى رحيله.
وكنت محاضرا لمجموعة كبيرة من الطلبة بالمراحل الإعدادية والثانوية.. وللأسف أحزننى جدا جدا ما رأيته من هؤلاء الطلبة وهو عدم معرفتهم أية معلومة عن الرموز سوء كانت أدبية وفنية وثقافية أو حتى تاريخية اطلاقا !.
وأيضا عدم معرفتهم بتاريخهم سوء كان ثقافى أو خلافه بل زاد حزنى حينما أدركت أنهم يجهلون أيضا ما هو مقرر عليهم من نصوص بالمناهج..
ذكرت شوقى ولا أحد منهم يعرفه أو غيره ..جيل بمعنى أصح لا يعى ولا يعرف إلا “صاصا ..وبيكا”..
وما أحزننى أكتر أننى عجزت أن التمس منهم أية معلومة تدل على أنهم يفقهون أى شئ عن تاريخنا أو ثقافتنا المصرية والعربية.حتى فى أبسط الامور عن الدين !.
هل اصبحنا بهذه الحالة البائسة والمحزنة،لكى نجلس لنشاهد أطفالنا وشبابنا فى طريقهم للضياع دون أن نعيد النظر فى ذلك أو نحرك ساكنا.. أسفا !
نصيحة لوجه إلى كل أب وأم، و إلى كل مدرس فى مدرسة يحمل رسالة ..اتقوا الله في أولادكم وعلموهم ماذا يعني تاريخ ..ماذا تعني هوية ثقافية وفنية
..ماذا يعني تراث ومن هم رموزنا الأدبية والتاريخية.. وكيف انتصرنا حين كنا محافظين على أصالتنت وهويتنا واخلاقنا.
.عرفوهم أن ما يسمعوه عن “صاصا” وغيره ليس ما تربينا عليه ،وأن كل هذا ما هو إلا مخطط لتدمير جيل كامل ثقافيا واجتماعيا وأخلاقيا..
علموهم أن هذا لا يصنع تاريخا ولا أجيالا يعتمد عليها..
وأنت أيها المدرس اتق الله وحاول إنقاذ ما تبقى إنقاذه من هذا الجيل ،وحاول أن تزرع بداخلهم معاني التاريخ والحضارة والهوية وماذا يعنى الصح من الغلط ..لوجه الله.
وايضا أطالب المثقفين والعلماء والأدباء بتكثيف جهودهم لمحاولة توعية هذا الجيل بقدر الإمكان
وياليت كل واحد فينا يحاول المساعدة فى إنقاذ هذا الجيل ،فهو حرفيا لا يفقه شيئا عن تاريخه سوء كان ثقافيا أو فنيا أو حتى حربىا …الخ
ولو لم نتحرك فإننا نسهم بلا وعي في طمس هويتنا الثقافية والتاريخية،و أيضا نساعد على تنشئة جيل غير مدرك اطلاقا بقيمة الوطن أو مكانته، أو أدنى مفهوم عن الهوية التاريخية والثقافية لبلده..
أرجوكم فوقوا قبل فوات الآوان!!