في إطار حرص وزارة الشباب والرياضة من خلال مديرية الشباب والرياضة بمحافظة قنا، على حث مراكز الشباب لإثارة الوعى القومي وتعميق الانتماء الوطني وإعلاء قيم الولاء حول قضايا الوطن، وضرورة عقد ندوات توعوية وتثقيفية لتحقيق الفائدة المرجوة والإجابة على تساؤلات الشباب، نظم مركز شباب مدينة قنا “استاد قنا الرياضي” بإشراف أسامة قدوس العماري، رئيس مجلس الإدارة، ندوة موسعة ضمن نشاط التثقيف السياسي وجاءت بعنوان: « 25 يناير : ذكرى تضحيات الشرطة المصرية والتطلع لمستقبل أفضل» والتى حاضر فيها الدكتور على الدين عبد البديع القصبي استاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة جنوب الوادي، وبحضور محمد شاكر، المدير التنفيذي للمركز، وسالي إبراهيم مشرفة النشاط.
استهلت الندوة بقراءة الحضور الفاتحة على أرواح شهداء الواجب من الشرطة المصرية الباسلة والجيش العظيم لما قدموه من تضحيات من أجل مصر واستقرارها.
وفي كلمته، أشاد أسامة قدوس العماري، رئيس مجلس إدارة مركز شباب مدينة قنا، بدور الشرطة المصرية والتضحيات التي قام بها رجالها في محاربة الإرهاب الأسود والتصدي لمحاولات زعزعة أمن واستقرار الوطن، مثمنا تضحياتهم العظيمة على مر التاريخ من أجل حماية مصر والمصريين والحفاظ علي الوطن من كل عناصر الشر.
وأكد “قدوس” أن مصر لن تنسى أبداً شهداؤها الأبرار من رجال الشرطة والجيش الذين قدموا أرواحهم ودماءهم الذكية فداء للوطن، مهنئا رجال الشرطة بعيدهم ال ٧١ الذي يذكرنا بملحمة تاريخية تجسدت فيها تضحيات وبطولات رجال الشرطة البواسل، داعياً المولى عز وجل، أن ينعم علي مصرنا الحبيبة بالأمن والأمان والاستقرار والرخاء والازدهار، فى ظل القيادة الرشيدة لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية.
من جانبه أكد الدكتور على الدين عبدالبديع القصبي استاذ علم الاجتماع المساعد بجامعة جنوب الوادي، خلال الندوة، ان شباب أمتنـا … كلمة السر في المستقبل وأيقونة التحدي في الحاضر وستظل مصر باقية بسواعد شبابها الأوفياء العظماء الذين يحملون وعى حقيقي بمجريات الأمور، ولا أحد يستطيع الاستخفاف بعقولهم أو تغييب وعيهم فهم محبون للاستقرار والنماء شأنهم في ذلك شأن أجدادهم القدماء الذين نحتوا حضارتهم الخالدة.
وأشار إلى تزامن الاحتفال بعيد الشرطة يوم 25 يناير، مع ذكرى أحداث يناير 2011م، والتي بدأت ثورة وانتهت بمؤامرة وفوضى كادت أن تدمر مصر، لولا تدخل الجيش المصري العظيم.
وعرض “القصبي” لفيلم تسجيلي لبطولات وفداء رجال الشرطة المصرية في معركة الاسماعلية في «25 يناير» 1952م حفاظا على الأرض والعرض برفضهم تسليم مبنى محافظة الإسماعيلية للاحتلال البريطاني آنذاك، والتي راح ضحيتها 50 شهيدًا و80 جريحًا مما جعل هذا اليوم نقطة مضيئة في تاريخ الشرطة المصرية.
وحللت الندوة، أحداث يناير ٢٠١١م باعتبارها مرحلة تحول هدمت الماضي، كان الآمال كبيرة في بدايتها، وكذلك كان الشعور بالإحباط غير مسبوق، عندما انحرفت الثورة عن مسارها واستولت عليها المصالح الضيقة، فكانت ثورة الشعب من جديد في ٣٠ يونيو ٢٠١٣م، لتصحح المسار ويسترد الشعب حقه وكفاحه ويتصدى لجماعات الإرهاب والظلام.
كما ذكر الدكتور علي الدين القصبي، الحضور بالتداعيات الاقتصادية الناجمة عن أحداث 25 يناير 2011 من خسائر ناجمة عن توقف عمل المصانع وهروب المستثمرين، وتوقف كثير من الصادرات المصرية، وتراجع الدخل السياحي وتوقف دعم تحويلات المصريين في الخارج، فضلا عن الانفلات الأخلاقي والقانوني وتنامى الفساد والرشوة وارتفاع معدلات البطالة والفقر.
وأكد: أنه لولا يقظة الشعب المصري وانحياز جيشه الوطني العظيم لإرادة شعبه في 30 يونيو2013 للإطاحة بحكم هذه الجماعة الفاشية الإرهابية لكانت الدولة المصرية قد سقطت في غياهب الفشل والتحلل. ومن هنا سوف يتذكر التاريخ أن ثورة 30 يونيو هي الابن الشرعي ل 25 يناير فقد صححت ما تم إفساده واستعادت هيبة الدولة، وأنه منذ ذلك الحين ومصر تسير بثبات على مسار التنمية وبناء الدولة الحديثة.
ومن ثم عرضت الندوة لنماذج من المشروعات القومية في مصر، مركزة على الافتتاحات الرئاسية للمشروعات القومية في محافظة قنا، ومنها مشروع المراشدة لاستصلاح 50 ألف فدان، ومشروع الصوامع، وإنشاء مدينة غرب قنا كنموذج لمدن الجيل الرابع الذكية، ومحور الشهيد باسم فكرى، فضلا عن المشروعات المستقبلية الأخرى كمشروع المثلث الذهبي الذي يعد شريان التنمية في صعيد مصر.
وفي نهاية الندوة قدم الدكتور علي الدين القصبي، رسائل لشباب منها ضرورة المعرفة الصحيحة والوعى بما يحاك ضدنا، وعدم الانسياق وراء الشائعات والدعوات الهادمة، وضرورة ملء الفراغ الفكري والعاطفي والجسدي بممارسة الرياضة وبالقراءة والاطلاع، وإعمال العقل والمنطق واستدعاء الحس الوطني وقيم الانتماء والولاء.