✍️ صفاء الشاطر
“كاتبة”
توفر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة العديد من الخدمات،كما يسرت شتي المعاملات علي مختلف المناحي في ظل تسارع نمطي للحياة اليومية، مما أجبر العالم علي ضرورة التعامل مع طفرة المنظومة الإلكترونية المواكبة لتطور الحادث.
وبات الإعلان عن الخدمات التجارية عبر الوسائل الاتصالية المختلفة أمرا اساسيا لجمع الانشطة والمعاملات التجارية موفرا في ذلك الوقت والجهد في الحصول علي عملائهم ؛ علي الرغم من القيمة العالية لذلك الخادم الالكتروني إلا أنه أربك النظام الاجتماعي في تخطية من نطاق الفائدة إلي نطاق الضرر ببعض من التاثيرات السلبية عبر سموات مفتوحة امزجت الثقافات والأفكار والهويات دون معيار ؛ أن الامر الذي دعانا للحديث هو ظهور فئة جديدة فاجأتنا منذ سنوات قريبة بفضح أعلاناتهم علي فيس بوك وغيره من الوسائل الاتصالية بعد أن كانت تعمل في سرية تامة. وجدناهم يتوارون خلف مسميات مختلفة معالج روحاني قاريء فنجان تاروت المعجزات يصحبها عبارات تسويقيه مستفزة كالشيخة فلانة لجلب الحبيب ورد المطلقه وزواج العانس ..إلخ.
أصبحنا مطاردين ليل نهار في جرأة سافرة علي المجتمع بفعلهم هذا ، حيث اتسعت دائرة هؤلاء السحرة والمشعوذيين وتعالت الثقة بهم يوما تلو الآخر في ظل غياب الرقيب ووجود فجوة قانونية منظمة لتلك الجريمة الالكترونية وماتمثلة هذة الظاهرة من خطر بتفشيها الغير مسبوق فيما يهدد العقيدة والعقول والأموال ويشوة الأفكار ويدمر الأسر.
الخطر يتفاقم بعد أن بات المجتمع يلهث نحو مؤشرات البحث عن هؤلاء السحرة لقراءة الطالع ومعرفة أحوال الغيب والمستقبل أو الرغبة في ايذاء الاخر.
وأخيرا طال هذا الجرم الشديد والذنب العظيم أمن وسلامة المجتمع مع محاولات نشر وتعليم السحر وخلق اعتقاد بوجود قوة غير إلهية تغير وتبدل الاشياء ؛ وفي ختام القول ليس بوسعنا الزعم بأنه لاوجود لسحر اوالساحر تصديقا لقول المولي عز وجل: “وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ” وقوله أيضا “وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ “؛ السحر حقيقة لاشك في وجودها ،ولكن لا إنكار لوجود تلبيس ونصب واحتيال وشعوذة وفي هذا وذاك هلاك المجتمع لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أتى عرَّافا أو كاهنا فصدَّقه بما يقول، فقد كفر بما أُنزِل على محمد).
الأمر الذي يوجب التصدي له بقوانين منظمة ووعي بأضرار هذا السلوك المحرم وتضيق الخناق علي المنافذة الداعية لنشر السحر والشعوذة وقطع حبالها الممتدة لتطويق عنق العقيدة وإفساد المجتمع.