خبراء تكنولوجيا الهواتف المحمولة يبشرونك ــ ويحذرونك ــ من أن التطور الكبير والمستمر في دنيا الإتصالات يرتبط بصورة طردية بسهولة الإختراق والإستحواذ على ماتمتلكه من بيانات وصور وغيرها من المواد المخزنة على موبايلك وتعتقد أنها محفوظة في أمان بعيداً عن أيدي وعبث المتطفلين.
هؤلاء المتطفلون لن يتركونك في حالك خاصة في هذه الأيام، فإذا كان التطوير المتلاحق واستحداث أنظمة تكنولوجية يمثل طفرة للمستخدمين فإنه في ذات الوقت يساعد على انتهاك أسرارك التي أصبحت مستباحة بواسطة الهاكرز وما أكثرهم هذه الأيام سواء من المحترفين أو حتى الهواة الذين يتعاملون مع الأمر باعتباره تسلية يضيعون بها أوقات فراغهم.
الكثير من الفضائح والقضايا المتداولة الآن أو التي يشهدها المجتمع على فترات متقاربة ويتناولها الإعلام بوسائطه المختلف، بدأت بإستحواذ أحد الشباب على محتويات هاتف فتاة أو سيدة بما يتضمنه من أسرارها الخاصة وإبتزازها لينتهي الأمر في الكثير من الأحيان بجريمة بشعة مثلما نقرأ ونتابع.. الموضع يبدأ صغيراً ولايعدو كونه محاولة للحصول على بعض الأموال من الضحية أو ممارسة الضغوط عليها لإستمرار العلاقة ثم يتطور بصورة لايعلمها إلا الله وحده.
موبايلك تحول في الزمن الحالي الى ألد أعدائك وناقل لأسرارك، ولم يعد مجرد هاتف تتواصل به مع غيرك عند الحاجة، واذا لم تأخذ الحيطة والحذر وتحفظ سرك فلا تلومن إلا نفسك.
***
وفي ظل ثورة الإتصالات الحالية فإن رصد مشكلات المجتمع _ أي مجتمع _ أو الحصول على المعلومات بواسطة أجهزة الإستخبارات، لم تعد مهمة معقدة أو شاقة تستدعي بذل الجهد وانفاق ملايين الدولارات مثلما كان يحدث في الماضي القريب.
أسلوب عمل تلك الأجهزة اختلف بما يتناسب مع المعطيات والإمكانيات التي يوفرها الزمن الحالي، ووبات الموضوع أسهل بكثير وتجنيد الجواسيس لايحتاج ترتيبات ــ أو مخاطرة ــ مثلما كان في الماضي القريب وقبل زمن السوشيال ميديا.
الآن.. أصبح الأمر أسهل بكثير في وجود وسائل التواصل الإجتماعي وحالة السيولة التي تعاني منها مجتمعاتنا فأصبحنا نقدم المعلومات لمن يريد على طبق من ذهب وبصورة تفوق ما كان يحلم به أعداؤنا في الماضي القريب.
الموضوع لايحتاج أكثر من إنشاء صفحة على الفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل وارسال طلبات صداقة لأي عدد تريده من المهتمين والمختصين في المجال أو التخصص المطلوب، لكي تستمع وتتابع كافة الموضوعات وبالتحليل المناسب من جانب أصدقائك الذين لا يعرفونك أو يعلموا شيئاً عن الجهة التي تنتسب إليها بينما تعرفهم أنت جيداً.
***
تأتينا على فترات متقاربة وربما بصورة شبه يومية طلبات صداقة من هذه النوعية.. من أشخاص لانعرفهم ومن بينهم سيدات أجنبيات، مرة من كولونيل بالبحرية الأمريكية وأخرى من أرملة أو ابنة زعيم عربي وثالثة من مديرة بنك ورابعة من سيدة أعمال وخامسة وسادسة.. وهكذا.
وورغم أنها غير معروفة ويظهر بصورة واضحة أن الصفحة جديدة وتوحي بالشك والريبة إلا أنها بعد وقت ضئيل تحقق المطلوب وتنجح في اصطياد عدد لابأس به من الشخصيات المستهدفة، وبالطبع يتم نسيانها مع الوقت لأنها لا تشارك في أي حوار وتظل كامنة تراقب المناقشات والإنتقادات وترفع التقارير للجهة التي تتبعها، ونحن نقدم المطلوب وبمنتهى السذاجة!!
أيمن عبد الجواد