أظهرت دراسة استطلاعية أجرتها كاسبرسكي وجود مخاوف بين الموظفين في منطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا، تتعلق بالروبوتات وأنظمة الأتمتة التي تستخدمها المؤسسات. فقد أبدى ما يقارب نصف الموظفين في مصر (44%) مخاوفهم من فقدان وظائفهم لصالح الروبوتات، وأفاد 25% منهم بأنهم على دراية عن حوادث أمن رقمي ارتبطت بالروبوتات والأنظمة المؤتمتة في مؤسساتهم. وفي المقابل، يرى العديد من الموظفين المشاركين في الدراسة جوانب إيجابية تجلبها لهم الروبوتات.
ويرى الخبراء أن تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي قد يشكل خطراً على وجود العديد من الوظائف البشرية. ويمكن للتطبيق الروبوتي ChatGPT الذي أتيح في الآونة الأخيرة للاستخدام العام، إجراء محادثة متماسكة، وشرح المفاهيم العلمية المعقدة، وترجمة النصوص بين اللغات بطريقة فنية، وإجراء غير ذلك من المهام. هذا بالطبع عدا عن الأنواع الأخرى من الروبوتات الموجودة بين الناس منذ سنوات، والتي تقوم بغسل السيارات وتوصيل الطلبات وفرز البضائع في المستودعات وتوصيل حبوب الدواء للمرضى وإنجاز عمليات التجميع في المصانع.
وأفاد المستطلعة آراؤهم في دراسة كاسبرسكي الحديثة، في أحيان كثيرة، بوجود مزايا نافعة لصحة الموظفين؛ إذ قال 66% إن الروبوتات تحرّر الموظفين من القيام بأعمال تتطلب مجهوداً بدنياً صعباً أو خطراً. وذكر 52% أن الروبوتات زادت من كفاءة عمليات الإنتاج وجلبت منافع اقتصادية للمؤسسات. وأعرب 40% عن اعتقادهم بأن الروبوتات أتاحت أمام الموظفين مزيداً من فرص التدريب على وظائف أهمّ وأعلى أجراً، فيما قال 37% إنها قللت من احتمالية وقوع حوادث بسبب العامل البشري.
وقال عماد الحفار رئيس الخبراء التقنيين لمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا لدى كاسبرسكي، إنه بينما يحذّر بعض الأفراد والمؤسسات من الأتمتة ويمتنعون عن استخدامها، يرى غيرهم أن من المهمّ تكييف عملياتهم لتحقيق أقصى استفادة ممكنة من أحدث التقنيات، مشيراً إلى أن باحثين هما بيلي ريوس وجوناثان بوتس، أوضحا في مؤتمر “بلاك هات” في عام 2017، كيفية اختراق نظام آلي لغسل السيارات، وبيّنا التهديد الذي تمثله واقعة كهذه على البشر. وأضاف عماد: “درس الباحثان نظام غسل السيارات PDQ LaserWash المتصل بالإنترنت، ووجدا طريقة لاختراقه، بل أظهرا أن بالإمكان إغلاق باب مرآب الغسل على السيارة أثناء وجودها داخله، الأمر الذي قد يعرّض حياة سائقها للخطر”.
ودعا الحفار مختلف المؤسسات حول العالم إلى التعرّف على السبل الكفيلة بجعل حلول الأتمتة أكثر أماناً وفاعلية لتلبية احتياجات الأعمال، نظراً لأن التوجه نحو المزيد من رقمنة الأعمال “أمر لا بدّ منه”.