يعود مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة (دي-كاف) من جديد الشهر المقبل بعد عامين من الغياب، ثلاث أسابيع تشهدها مدينة وسط البلد على غير العادة فيجتمع فيها عدد كبير من الفنانين من مختلف أنحاء العالم ليقدموا عروضهم الفنية في مجموعة من أبرز المساحات العريقة والتاريخية في مدينة وسط البلد.
يتعاون دي-كاف من جديد مع مركز التحرير الثقافي(TCC) بالجامعة الأمريكية، ويعد المركز إضافة حديثة للمشهد الثقافي المصري، وهو مركز ثقافي متكامل يقدم مجموعة من الفعاليات والأنشطة والخدمات الثقافية المبتكرة والتي تناسب وتلبي احتياجات الجميع ويستقبل مسرحه الفلكي وهو واحد من المسارح التى دعمت الحركة المسرحية المستقلة مجموعة من عروض دي-كاف النسخة التاسعة الفنية المتميزة لفنانين من مصر وفرنسا وتونس والمغرب وبوركينا فاسو وتشيلي.
يفتتح المهرجان نسخته التاسعة بحفل موسيقى في “جريك كامبس” حيث يشهد الجمهور مزيج موسيقي مختلف يجمع بين خبرة الراب الأمريكي مع الراب المصري المعاصر. ويقع الجريك كامبس في شارع محمد محمود وظل مكتبة الجامعة الأمريكية لأكثر من 40 عامًا وشهد المبنى العديد من التغيرات على مدار السنوات الأخيرة. وحاليًا أصبح مساحة لأول حديقة تكنولوجية في مصر ويستضيف فعاليات من مختلف المجالات بالإضافة لعروض الأفلام وحفلات الموسيقى الحية.
ومنذ تعاونهما في النسخة الأولى عام 2021، تثمر الشراكة مع شركة الإٍسماعلية للاستثمار العقاري عن تعاون ثقافي داعم من خلال توفير أماكن ومساحات عرض هذا العام. منذ إنشائها في عام 2008، كانت شركة الإسماعيلية للاستثمار العقاري في رحلة لاستعادة وإحياء التراث الذي لا مثيل له لوسط البلد من خلال تجديد المباني التاريخية للحي إلى مساحات متعددة الاستخدامات مناسبة للاستخدام التجاري والترفيه. في النسخة التاسعة، تشهد ثلاثة من مساحات شركة الإسماعيلية مجموعة رائعة من الأعمال الفنية ضمن المهرجان.
ينطلق برنامج “الميديا الحديثة والفنون البصرية” من سطح مبنى “عدلي” من خلال معرض الفنانة المصرية هنا جمال. هذا المكان التاريخي مركز الثقافة القديم في وسط القاهرة. اشترى المبنى “كوداك” لأول مرة في عام 1924 واستحوذت شركة الإسماعيلية للاستثمار العقاري على المبنى في عام 2008، حيث قامت بتجديد ممر المشاة المحاذي لجانبي المبنى وتغيير واجهات المحلات الخاصة به إلى مساحات عرض. تم تنفيذ التجديدات في عام 2014 من أجل دي-كاف ، بهدف استيعاب عرض فني فردي للفنان المصري حسن خان، إيذانا بافتتاح هذا المكان واستقباله للفنون.
سيقدم البرنامج أيضًا مجموعة فريدة من نوعها من تجارب الواقع الافتراضي من خلال الأفلام والألعاب في مكانين، بالبناية المعروفة باسم الشوربجي. يعد المبنى أحد أرقى الرموز المعمارية في وسط البلد، ويطل المبنى على ثلاثة من شوارع وسط البلد الصاخبة: عدلي ومحمد فريد وعبد الخالق ثروت. مع سطح يوفر إطلالات لا مثيل لها على وسط المدينة. استحوذت شركة الإسماعيلية للاستثمار العقاري على الشوربجي في عام 2008، وبدأت أعمال التجديد في عام 2015 لإعادة المبنى إلى الحياة مجددًا وتأسيس بيوت فيوليت وفيكتوريا. هذا العام، ستعرض هاتان المساحتان العالميتان أعمالًا من المجر والدنمارك وفرنسا، بالإضافة إلى تركيب تفاعلي يقدمه خبير الواقع الافتراضي المصري عمر كامل.
سيشهد هذا الإصدار من دي-كاف أيضًا الانطلاقة الأولى لساحة روابط للفنون الجديدة كليًا بعدما تولت شركة المشرق إعادة تطويرها. كان هذا المكان المميز، المعروف سابقًا باسم مسرح روابط، قد فتح أبوابه لأول مرة للفنانين في عام 2006 وأصبح منذ ذلك الحين ركيزة أساسية لمشهد المسرح المصري المستقل. بعد غياب طويل، تكفل “المشرق” بروابط وتم تجديده ليصبح مساحة فنية متعددة الأغراض والتخصصات. تم تنفيذ أعمال واسعة النطاق لتجديد أرضيات المكان وجدرانه وقاعاته؛ حتى ليتمكن من استيعاب مجموعة واسعة من الأنشطة الفنية. يمكن أن تستوعب روابط الآن بحد أقصى 280 شخصًا – وهي زيادة أكبر بكثير مما كان عليه سابقاً حيث كان يستوعب 120 فردًا. تم إجراء تحسينات أيضًا على مرافق عزل الصوت والدوائر الكهربائية وتركيبات مقاومة الحريق، لتزويد كل من فناني الأداء والجمهور بتجربة عالمية عالية المستوى. هذا العام، تستضيف ساحة روابط للفنون محاضرات وعروض موسيقية ومعارض لمبدعين فرنسيين وسوريين ودنماركيين ومصريين ضمن مهرجان دي – كاف.
يؤمن دي- كاف أن الفنون لابد أن تنحصر بين جدران المعارض، لذلك سيحمل المهرجان عرضين فنيين إلى الشارع من فرنسا والمجر بهدف إعادة اكتشاف المدينة من جديد ماضيها وحاضرها.