✍️ صفاء الشاطر
” كاتبة”
الرفق بالحيوان أمر معلوم قديما علي المستوي الانساني والديني ، ويعد أحد علامات المجتمع المتحضر ،وهذا ماخلدته لنا الحضارة الفرعونية القديمة منذ آلاف السنين ؛ فوجدنا جدران المعابد منقوشة بصور الكلاب والقطط ،وأقرته الأديان السماوية ايضا.
كما أخبرنا التاريخ برحلات الصيد والمعارك الحربية التي كانت بصحبة الكلاب حيث استخدمها المصري القديم في حراسة الممتلكات والأفراد ؛ وامتد هذا المورث وصولا إلينا وهو تربية الحيونات الاليفة بنفس اهداف المصري القديم مع تطوير وجوه الانتفاع ؛ فمازال أهالي قري ونجوع صعيد مصر يهتمون بتربية الكلاب في حديقة المنزل واحواش البهائم كأداة لدفع الضرر وارهاب اللصوص وصيد الزواحف الخطرة ومرافقة الضرير.
وبالرغم مماذكرناه من من أهدف واضحة ومحددة إلا إن مؤخرا طلت علينا ظاهرة لن اوصفها بل اترككم أعزائي القراء توصيفها والحكم عليها .. وهي اقتناء الأسر وتحديدا الشباب للكلاب بصورة مذهلة يصاحب ذلك العديد من أنماط المنظرة ؛ وتوسعت الظاهرة وصارت جنونا تحت مظلة الرفق بالحيوان!.
فأصبح لايخلو شارع او سوق في مصر من شاب يمسك بكلب مطوق عنقة بسلسة قوية وثمينة .. هل هذا هو الرفق ، متجولا في تباه وفخر داخل الأحياء والتجمعات السكانية الأمرالذي جعلنا نستمع يوميا لوقائع العقر وأصوات النساء والأطفال يصرخون ترويعا!.
ومنظر آخر لذاك الكلب المقيد فوق أسطح المنازل أو داخل بلكونة شقة، يقابله علي ناحية أخري العديد من المحاضربأقسام الشرطة لما يتسبب من ازعاج ونشوب مشاكل تؤدي إلى السب والضرب!.
هل يكون هذا هوالرفق ؟ فأن كان الرفق بالحيوان فأين الرفق بالانسان ؟!
ولااخفي عليك عزيزي القاري أن تلك الظاهرة لم تراع معضلات الشعب الاجتماعية والمعيشية والتي أرهقت الاسر علي استحياء..
ويجدر بي طرح سؤل متي تربي الكلاب ؟!
المنفعة الاكيدة والحاجة الملحة هي الجواب ،إن هذة الثقافة المغلوطة لتربية الحيونات تحت مظلة الرفق بالحيوان باتت متشعبة الضرر ، خاصة بعد أن صار الشاب يروع المارة في الطرقات واستخدمه البعض أحيانا كذلك وسيلة حديثة لمضايقة الفتيات واستخدمه آخر في تصفية الحسابات مع خصومه!
لقد تاه الهدف الحقيقي وأصبحنا لاندرك أن كان الهدف الرفق بالحيوان أم الارهاب والبلطجة والمنظرة!
واصبحت الشوارع مؤرقة من خطر إيذاء الكلاب ؛أين إماطة الاذي عن الطريق .. إن آفة القناعه بتربية الكلاب واصطحابها في الاماكن العامة والطرقات باتت أسلوب حياة يحتاج النظر إليه ، ولائحة تنفيذية تحمي المجتمع.