حذرت الدكتورة شريهان محمود أبوالحسن، المدرس بكلية الاعلام وتكنولوجيا الاتصال بجامعة جنوب الوادي، من انتشار الألعاب الإلكترونية التي يتم اتخاذها كوسيلة لتجنيد الشباب في الجماعات المتطرفة، وفقاً لبحث منشور في دورية علمية متخصصة؛ ويمكن من خلالها مراقبة اللاعب والتصنت عليه لاكتشاف الأذكي والأكثر مهارة وتصيده ليقع فريسة سهلة لأعداء الوطن.
ونبهت إلى ضرورة مطالبة السلطات بغلق صنبور التطبيقات المنافية للأخلاق وأشهرها tiktok إلى حد قيام بعض الدول مثل الأردن بإغلاقها، لأن المحتوى السيئ ينتشر حتى لو تم معاقبة صاحبه بالحبس والغرامة.
جاء ذلك خلال مشاركتها في الندوة التي نظمها مركز النيل للإعلام بقنا، بعنوان “إيجابيات وسلبيات الانترنت” بهدف تعريف طلبة وطالبات المرحلة الثانوية بضرورة توخي الحذر عند استعمال الشبكة العنكبوتية، وذلك بحضور نادية شوقي مدير مجمع إعلام قنا، وأدارت الحوار رحاب عبد الباري _مسئولة البرامج بالمركز.
أكدت د.شريهان محمود أبوالحسن، المدرس بكلية الإعلام وتكنولوجيا الاتصال بجامعة جنوب الوادي، خلال الندوة أن سلبيات الانترنت مهما كثرت فإنها لا تفوق إيجابياته، حيث يمكن تحميل الأبحاث في مختلف المجالات بما يمثل موسوعة إلكترونية مكنت الباحثين من الاستغناء التام عن المكتبة التقليدية، وتكبد عناء السفر لتحصيل المعلومة، كما وفرت الدولة للطلبة بنك المعرفة الذي ساعدهم كثيراً ، إلى جانب تحميل الكتب الدراسية pdf مع إمكانية تلقى المحاضرات العلمية عبر تطبيق “زووم))”، كما يقدم الانترنت فيديوهات توضيحية مقرونة بالشرح النظري، وبرامج تعليمية لغير القادرين على تكلفة الدروس الخصوصية، وبرامج موجهة لذوي الهمم.
وأوضحت د.شريهان، أن إيجابيات الثورة التكنولوجية تشمل تسويق منتجات المشروعات التجارية، وتسهيل المعاملات المالية بين الأفراد عن طريق الدفع الإلكتروني. كما تقوم المؤسسات الحكومية بتقديم خدماتها للمواطنين عن بعد من خلال التحول الرقمي. وتوفر شبكة الإنترنت خاصية التتبع عن طريق GPS لمعرفة المواقع والأماكن، وتقدم ألعاب الذكاء المنشطة للعقل مثل الشطرنج، مع ملاحظة الطفرة الهائلة في بث الأخبار وممارسة العمل الصحفي عبر المواقع الإلكترونية الإخبارية، وأخيراً إتاحة كل الأوراق العلمية التي يتم مناقشتها في المؤتمرات بشكل إلكتروني لمن لم يحضر المؤتمر.
وأشارت إلى أن تعدد المزايا لا ينفي وجود السلبيات ومنها : إهدار الوقت، نشر معلومات وأخبار مجهولة المصدر، عدم وجود رقابة على المصنفات الإلكترونية، نشر محتوى عنيف لا يناسب الأطفال، نشر محتوي غير أخلاقي لا يناسب فئة الشباب، مشاكل صحية نتيجة إرهاق العين وفقرات الظهر، قد تحدث قرصنة على نظم الاستخبارات وبرامج أمن الدولة، نشر الوثائق السرية، سرقة حسابات البنوك ومدخرات المواطنين، إشاعة الفتنة والتحريض على مؤسسات الدولة، اختراق خصوصية الآخرين بالسطو على المكالمات والصور وابتزازهم بها، والتنمر الشائع لدي فئة المراهقين، الذي قد تصل أضراره النفسية إلى الانتحار.
وحول كيفية تمييز المواقع الموثوق فيها لمواجهة بث الشائعات والأخبار الزائفة أشارت “أبو الحسن” إلى أهمية التأكد أن الموقع مسجل في المجلس الأعلى للإعلام، أو الرجوع للصفحة الرسمية للمسئول المنسوب إليه الخبر، أو الدخول على الصفحة الرسمية للجهات الحكومية المذكورة في الخبر.
وأوصت د.شريهان، في إطار الحرص على تجنيب الابناء مخاطر الانترنت، بضرورة وعي الوالدين بمستجدات عصر التكنولوجيا، وتحديد المواقع المسموح للطفل الدخول عليها من خلال family link يسمح للأسرة بالتحكم في جهاز الابن وضبطه على عدد ساعات محددة يطفئ الجهاز تلقائياً بعدها، وأوصت اللعب على التابلت لمدة نصف ساعة فقط ثم إخفاؤه. وحماية الحسابات من الاختراق باختيار كلمات مرور قوية، وعدم تداول البيانات الشخصية والصور، و تجنب فتح الروابط المجهولة حتى لو أغرتك بالاشتراك في الحج والعمرة كوسيلة لجذبك واختراق جهازك.