اختتم المؤتمر السنوي الثاني لشبكة المنافسة العربية، برئاسة مصر فعالياته التى استمرت يومين بالمملكة العربية المغربية هذا العام، وتولى الدكتور محمودممتاز –رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكارية المصري– رئاسة أعمال المؤتمر باعتباره رئيسًا لشبكة المنافسة العربية، وذلك بحضور رؤساء وممثلي أجهزة المنافسة بالدول العربية أعضاء الشبكة وعدد من الخبراء وممثلي المؤسسات الدولية.
وكان قد تم إطلاق وتدشين شبكة المنافسة العربية Arab Competition Network (ACN)، وعقد مؤتمرها الأول في شهر مارس من العام الماضي، بمقر جامعة الدول العربيةبالقاهرة، وتم اختيار مصر لتولي رئاستها لمدة عامين.
قال الدكتور محمود ممتاز –رئيس جهاز حماية المنافسة ومنع الممارسات الاحتكاريةورئيس شبكة المنافسة العربية–إن شبكة المنافسة العربية، نجحت في أن تكون منصة حقيقية ساعدت على تضافرالجهود وتبادل الرؤى والأفكار والخبرات في مجال تطبيق سياسات المنافسة، لتحقيق المنفعة المشتركة، ومكافحة الممارسات الاحتكارية العابرة للحدود بشكل أكثر قوة وصرامة،وهو ما انعكس بشكل إيجابي على التعاون العربي المشترك في هذا المجال حيث أصبحت عملية التواصل بين أجهزة المنافسة العربية تتم بشكل منتظم وفعال، بجانب تبادل الخبرات والمستجدات بصورة دورية حول أبرز التطورات في الجوانب المتعلقة بالمنافسة،خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية المتتالية التي تواجه العالم أجمع، وظهور بعض الممارسات الاحتكارية في قطاعات جديدة خاصة في القطاعات الناشئة كالأسواق الرقميةوغيرها.
من جانبه أكد رياض مزور –وزير الصناعة والتجارة بالمملكة المغربية– على انخراط المملكةالمغربية واستعدادها لدعم ومواكبة جميع المبادرات والإجراءات الرامية إلى تحقيقالتكامل الاقتصادي بالمنطقة العربية، والتعاون في كافة المجالات خاصة في مجالات التجارة والصناعة والاستثمار، وذلك من أجل استشراف مستقبل أفضل لشعوب المنطقة.
وقال أحمد رحو –رئيس مجلس المنافسة بالمملكة المغربية– إن عقد المؤتمر هذا العام يأتى فى ظروف استثنائية عالمية تنعكس بشكل مباشر على الأسواق التي نسهر نحن كأجهزةلحماية المنافسة على احترام مبادئ المنافسة داخلها، حيث إن التحولات التي شهدها ولايزال يشهدها العالم كان لها تأثيرا صريحا وملموسا على مجموعة من العناصر التي تسهم في تشكيل وضعية المنافسة داخل الأسواق، كمستوى التضخم الذي سجلته مختلف الاقتصادات، و تأثير مساعدات الدولة إضافة إلى التقلبات التي عرفتها أسعار الموادالأولية دوليًا، وكذلك التغيرات في مستوى العرض والطلب.
أما الدكتور بهجت أبو النصر –مدير إدارة التكامل الاقتصادي بجامعة الدول العربية– فقدأكد على وجود اهتمام كبير للارتقاء بمنظومة المنافسة ومراقبة الممارسات الاحتكاريةبالدول العربية، وحققنا نجاحات متتالية من أجل التعاون بين الدول العربية في مجالالمنافسة، مشيرًا إلى أنه ينبغي العمل على توحيد الجهود ومواصلة تعزيز قدرات الدولالأعضاء في هذا المجال الحيوي والهام، وأن الدور المتوقع الذي تلعبه شبكة المنافسةالعربية سيعزز هذه الجهود.
على مدار جلسات عدة تم مناقشة عدد من الملفات والقضايا المتعلقة بسياسات المنافسة،من بينها الآليات والسياسات اللازمة لتوفير بيئة تنافسية في ظل التحول نحو الاقتصادالرقمي، والتركزات الاقتصادية، ودور حماية المنافسة لتحقيق الأهداف الأممية للتنميةالمستدامة لدول المنطقة وغيرها من الأمور المتعلقة بهذا الشأن.
كما شهدت فعاليات المؤتمر الثاني تكريم الفريق الفائز في الدورة الأولى لنموذج محاكاةسلطات المنافسة العربية، والذي عقده جهاز حماية المنافسة المصري بالتعاون مع أجهزةالمنافسة العربية، وذلك تحت مظلة شبكة المنافسة العربية، حيث تم منح الفريق الفائز منبين المتدربين فرصة حضور المؤتمر السنوي للشبكة هذا العام. كما استعرضت كل دولةنتائج أعمالها خلال العام لتبادل الرؤى والخبرات.
وفي الجلسة الختامية –والتي حضرتها وزيرة الاقتصاد والمالية بالمملكة المغربية– اتفقالحاضرون على ضرورة استمرار أعمال مجموعات العمل الثلاث، وقيام الشبكة بإعدادكوادر فنية مدرَّبة لسلطات المنافسة العربية، واستمرار نموذج محاكاة سلطات المنافسةالعربية المخصص للطلاب من كليات الحقوق والاقتصاد بالجامعات العربية؛ والعمل علىإجراء دراسات مشتركة في المسائل ذات الاهتمام المشترك، كما تم الاتفاق على عقد المؤتمرالسنوي الثالث لشبكة المنافسة العربية في أبريل 2024 بالمملكة العربية السعودية.