تكللت رحلة كفاح السيدة حمدية عبد اللاه عطية بشير، البالغة من العمر 60 عامًا، والمقيمة بناحية طوخ – أولاد ضياء بمركز نقادة بمحافظة قنا، بالنجاح بعدما واجهت أعباء الحياة عقب وفاة زوجها قبل 17 عامًا، لتتولى رعاية ثلاثة أبناء بمفردها، حت وصلت بهم إلى بر الأمان ، لتحصد في النهاية لقب الأم المثالية على مستوى محافظة قنا في مسابقة وزارة التضامن الاجتماعي لعام 2023 .
الأم المثالية الأولى بمحافظة قنا، الحاجة حمدية عبداللاه، بعد أن تزوجت رزقها الله بثلاثة أبناء ، واستمرت الحياة الزوجية 12 عام، ثم توفى الزوج تاركاً ثلاث أبناء أكبرهم يبلغ من العمر ” 11 عام ، وأصغرهم 8 سنوات “.
كرست الأم حياتها لأبنائها وتربيتهم ،ورفضت كل عروض الزواج المقدمة لها وعكفت على تربية أبنائها الثلاثة، فأعانها الله على شراء ماكينة لحياكة الملابس لتساعدها في تلبية احتياجات أبنائها ، بجانب معاش الزوج، وتقاسمت مع الأم هذا المعاش الصغير الزوجة الأولى للزوج المتوفى ، وعلى الرغم من معاناة الأم وظروف الحياة الصعبة إلا أنها جاهدت وتحملت الصعاب لتربيه أبنائها ، وسعت لتحقيق كل سبل الحياة الكريمة لهم.
وبالرغم من صعوبة حالتهم المادية إلا أنها حرصت على تعليم الأبناء وحصولهم على الشهادات العلمية ، حتى تخرج الابن الأكبر وحصل على بكالوريوس هندسة، وحصلت الابنة الثانية على بكالوريوس علوم ، وحصلت الابنة الثالثة على ليسانس آداب ، وأصبحت الأم أيقونة في بلدتها الريفية من الصبر والتحمل على الرغم من أنها ليست على درجة كبيرة من العلم. وهي تدعى الله دائماً ليمدها العون فقد تحملت الكثير والكثير حتى وصلت إلى تحقيق حلمها في رعاية أولادها على أكمل وجه، ومازال عطاء الأم مستمر لأبنائها وأحفادها .
وفي مسابقة الأم الحاصلة على مشروع ” التمكين الاقتصادي ” لعام 2023 فقد حصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية، السيدة مريم شاوول جورجيوس مغاريوس، البالغة من العمر 60 عامًا، والمقيمة بناحية العزب المصري بمركز دشنا بمحافظة قنا، وهي الأخرى خاضت تجربة قاسية مع الحياة، بعد ان كانت تعيش حياة مستقرة والزوج يعمل ممرض في إحدى الوحدات الصحية بإحدى القرى، قبل أن يمرض الزوج ويصاب بمرض مزمن توفى على أثره تاركاً للأم حمل ثقيل في تربية الأبناء وحدها ، فقد توفي الزوج وكان الأبناء في عمر ” 11 عام ، 8 سنوات” .
أعان الله الأم وحصلت على مشروع حياتها وهو ماكينة ” لحياكة الملابس ” بالتقسيط ،وتعلمت عليها لتعينها في تلبية احتياجات ومتطلبات أبنائها في التعليم، وحرصت الأم على تعليم أبنائها بعد عناء وتعب من ظروف الحياة الصعبة، ليلتحق الابن الأكبر بكلية الهندسة بعد عناء من الأم لتوفير كل متطلباته لاستكمال تعليمه حتى تخرج ، بينما التحقت الابنة الصغرى بكلية الطب البيطري لتحقيق حلم والدتها وكانت تساعد أهالي قريتها وهي تعالج حيواناتهم بالمجان. وبذلك تحقق حلم الأم في تعليم أبنائها ووصولهم إلى هذه المكانة رغم كل الصعاب التي واجهتها منذ وفاة زوجها، وكانت ثمرة الكفاح أن التحق الابن الأكبر للعمل في إحدى الشركات الكبرى، بينما أصبحت الابنة طبيبة الوحدة البيطرية بالقرية، ومازال عطاء الأم مستمر نحو أبنائها وأحفادها.