كتب – عبدالرحمن أبوزكير :
على الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها الدولة المصرية، لتطوير قرى الريف، وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين هناك، في إطار المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” التي دشنها الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلا أن هناك بعض المناطق النائية التي لا تزال بحاجة إلى مزيد من الاهتمام لرفع الأعباء عن كاهل المواطنين وتوفير أبسط مقومات الحياة الضرورية، وفي مقدمتها مشروع الصرف الصحي الذي يضمن توفير بيئة آمنة للحفاظ على ما حققته المبادرة الرئاسية “100 مليون صحة” حتى لا يقع المواطن فريسة للأمراض الناتجة عن غياب هذا المشروع المهم.
وكانت ” المساء ” قد تلقت عدة شكاوى عديدة من أهالي منطقتي الهدايات وأولاد ضياء التابعتين لقرية طوخ بمركز نقادة بمحافظة قنا، وكذلك أبناء النجع القبلي بقرية جراجوس بمركز قوص، بمحافظة قنا أيضًا، والتي نوجزها في السطور التالية.

من داخل قريتي الهدايات وأولاد ضياء، بقرية طوخ، التابعة لمركز نقادة، بمحافظة قنا، يقول عبدالحميد أحمد عبدالجليل، إن أهالي القريتين قاموا بجهود كبيرة لتوصيل الصرف الصحي للقريتين باعتبارهما من القرى المحرومة، ولكنهم فوجئوا بعدم ادراج القريتين ضمن أمر اسناد مشروع صرف صحي نقادة، حيث خلت الرسومات التنفيذية لقرية طوخ من منطقتي “الهدايات وأولاد ضياء” اللتان تقعان على الناحية البحرية، وذلك بحجة بعدهما عن محطة الرفع الرئيسية بطوخ

وقال إن الأهالي توجهوا إلى مقر الجهاز التنفيذي للهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي مطالبين بتوصيل الصرف الصحي للأماكن المحرومة بالقريتين، وتمت الإفادة من الجهاز بضرورة توفير عدد واحد موقع محطة رفع تخدم تلك المنطقة، وبناء عليه ونظرًا لعدم وجود أرض فضاء أملاك دولة، فقد قام الأهالي بشراء قطعة أرض على حسابهم الخاص والتبرع بها لإنشاء موقع المحطة، وتم مخاطبة الجهات المختصة لعمل محضر معاينة للموقع؛ وبالفعل تم عمل المعاينة بتاريخ 30 / 5 / 2021، ثم تم عمل تقرير من قبل مكتب استشاري بالصلاحية الفنية لموقع محطة الرفع لمنطقتي “الهدايات وأولاد ضياء”.

وأفاد تقرير الاستشاري بأن الموقع المحدد صالح من الناحية الفنية من حيث أبعاد الموقع ( 20 X 20 ) ومناسيب سطح الأرض وأعماق المواسير وكذلك سهولة الوصول إليه لزوم أعمال تنفيذ خط الطرد وخط الانحدار وأعمال الصيانة لاحقًا، وتم ارسال هذا التقرير لإدارة التصميمات بالهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي والتي لم تقم بإعداد الرسومات التصميمية للمنطقتين للبدء في تنفيذ المشروع لإنهاء معاناة المواطنين الذين طالبوا من خلال ” المساء ” بتدخل رئيس الوزراء ووزير التنمية المحلية ومحافظ قنا لتحقيق حلمهم في تنفيذ مشروع الصرف الصحي.
ومن مركز نقادة غرب النيل، إلى مركز قوص شرقًا، حيث يقع النجع القبلي بقرية جراجوس، فالأمر هناك مختلف تمامًا، فمن يتخيل أن الدولة تنفق ملايين الجنيهات لتوفير الحياة الكريمة للمواطنين، بعدما انتهت من تنفيذ مشروع الصرف الصحي هناك، لينعم الجميع بحياة صحية آمنة، ثم يفاجئ سكان النجع القبلي الكائن أمام مدرسة فاطمة الزهراء الإبتدائية، بالحرمان من هذه الخدمة رغم توافر جميع المرافق من كهرباء ومياه وتليفونات وانترنت فائق السرعة؛ كما يقول المواطن ممدوح سليمان جرجس – أحد سكان المنطقة – وهو بالمناسبة مواطن من ذوي الهمم؛ – يقول – أنه يعاني بشدة من أجل قضاء حاجته ! ففي الوقت الذي تولي الدولة والقيادة السياسية اهتمامًا كبيرًا لذوي الهمم إلا أن ذلك لم يشفع لنا لدى مسئولي الصرف الصحي والقيادات التنفيذية بمحافظة قنا ومركز قوص.
أضاف المواطن ممدوح جرجس قائلًا: شكونا مرارًا وتكرارًا من قيام أحد الجيران له قطعة أرض فضاء علي زمام الشارع بالاعتراض على توصيل الصرف الصحي لمنازلنا، ورغم قيام الأجهزة التنفيذية بالمحافظة باتخاذ الإجراءات الإدارية ضده إلا أننا لا نعلم سبب عدم تنفيذها لهذه الإجراءات، فحتى الآن نعانى من طفح بيارات الصرف الصحي داخل منازلنا مما يؤدى بنا إلى قضاء حاجتنا في الخلاء، وهذا امتهان لكرامتنا الانسانية والاجتماعية، وانتهاك معنوي ونفسي لنا ولأولادنا، مطالبًا بتدخل سريع من رئيس الحكومة ووزير التنمية المحلية لإنهاء المعاناة بعدما أرهقتهم وعود مسئولي المحافظة وقيادات الصرف الصحي دون ايجاد حل جذري ينهى المعاناة التي دامت سنوات.