✍️ صفاء الشاطر” كاتبة”
شهر رمضان هو سيد الشهور، لما يمثله من حالة روحانية فريدة، تتألق فيها الروح وتزداد قُربا من خالقها، حيث يُشَكِّل مدرسة إيمانية، تتوفر فيها كافة مقومات المعرفة الربانية الحقه.
في الشهر الفضيل تفتح مدرسة الخير أبوابها لإشراقات الروح، والقُرب والدعاء والبوح، لربٍّ خالقٍ عظيمٍ رحيمٍ، يغفر الذنب مهما كبر، ويتجاوز عن كثير.
في شهر الرحمات نرجو بكل جوارحنا الوصول إلى الله بكل مسؤولية ووعي، حيث يهذِّب الصوم ملكات النفس ويقوّي الإرادة ويشعر المرء بطمأنينة القلب.
في شهر المغفرة تكمن معاني الصوم لتأكيد قِيَم الإسلام التي تجعل المسلم نَهِما فكريا وروحيا، مندفعا إلى إعمار الحياة بكل طهارة عقل وروح ومشاعر صافية.
في شهر العتق من النار يكون برنامج المسلم للعبادة محطة أساسية تدعو إلى تخليص النفس من كل ما عَلقَ بها من أدْرانٍ فكرية أو شعورية منحرفة، ليعيش نظافة الروح والمشاعر.
شهر البركة بالفعل أيامه معدودات، يجب أن نغتنمها ونحسن العمل فيها، فنصلح ما بيننا وبين الله، وأن نبدأ صفحة جديدة في فعل الخيرات، لعلنا نكون من المفلحين.
إن شهر رمضان المبارك، هو رسالة الروح ومدرسة الضمير وفلسفة الفكر، لأنه فرصة لبدء حملة تطهير شاملة للنفس لتصفية الرواسب، كما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «لو تعلم أمتي ما في رمضان من الخير، لتمنت أن يكون رمضان العام كله”.
كما أن شهر الله يشكل رسالة مهمة للتكامل والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، الذين يكونون خلاله أكثر تواصلا وتراحما فيما بينهم، فهو شهر الصبر والرحمة والمغفرة والعتق من النار.. «خاب وخسر من أدركه رمضان ولم يُغفر له”.
نعتقد أنه إذا كان من فوائد الصوم خلال رمضان الإحساس بجوع الفقراء، فإن المغزى يكمن في الاقتراب الشعوري من الطبقة الفقيرة في المجتمع، ليتحول فيما بعد إلى عُرف إيجابي يتواصل به الناس فيما بينهم.
نرجو الله أن يكون الشهر الفضيل فرصة إضافية لينال المسلمون وعباد الله الصالحبن فرصة إضافية لبلوغ المراتب السامية، بفضل التقوى واجتناب المحرمات وتزكية النفوس وتهذيبها.