سلوكيات الأطفال منذ الصغر تحكمها اساليب التعامل فى محيط الاسرة والاصحاب ثم يأتى دور المدرسة التى إما أن تؤكد على الاسلوب أو تعدله او تعمل على تحويره ، فدائما ما يكون للكبار الراشدين دور مهم فى تشكيل شخصية الطفل باعتبارهم القدوة .. من هنا يتم تكوين الشخصية
هذا بالتحديد ما قدمته مسرحية الأقوى على خشبة مسرح الهناجر بكل موضوعية وجرأة من فريقها المكون من أطفال فى سن 8-13 سنة
من تأليف الكاتبة الصحفية ومؤلفة كتب الأطفال ناهد السيد وصياغة واخراج الفنان محمد زكريا ، ليكون العرض الثانى من نتاج ورشة مؤسسة ساقية مصر بعد نجاح العرض الأول بعنوان ( تايه بمزاجى ) الذى تناول اضرار السوشال ميديا وتم تقديمه العام الماضى عل مسرح سيد درويش بأكاديمية الفنون
عرض الأقوى .. وضع يده على اساس مشكلة التنمر والتى اختار ها وحددها الاطفال بأنفسهم من خلال ورشة الارتجال ليتم تقديم العرض فى شكل اسكتشات بين الماضى والحاضر يتنقل بينها الأطفال بكل احترافية ، ملتزمين بالحركة والاداء والتسليم وكافة لغات المسرح كأنهم فنانون محترفون ، كاسرين بذلك القاعدة المتعارف عليها فى أغلب مسارح الطفل وهى ضرورة وجود ممثل سنيد بمجهود كبير للمخرج محمد زكريا الذى أجاد التعامل مع الأطفال وترك لهم حرية التعبير والثقة بالنفس
كما قدمت المؤلفة ناهد السيد رسالة واضحة وهامة للراشدين فى محيط الطفل بضرورة الاهتمام بسلوكياتهم أولا ، حيث تقع لائمة التنمر على الكبار وحدهم والتى يظل تأثيرها السلبى عالقا مع الطفل يعيق تقدمه فى حياته
فقد تناولت فكرة العرض من خلال تقديم طبيبه نفسيه لديها حالتان من الراشدين تعرضا للتنمر فى الصغر ، وتعود معهما الى الماضى لتتعرف عن اساس المشكلة ، ويتضمن العرض ايضا استعراضا بسيطا يبرز الصراع بين المتنمرين والضحايا ،والذى تركت نهايته مفتوحة لأبداء الرأى من الراشدين أصحاب المشكلة الاساسية
ليضعوا بأنفسهم حدا لاساليب التعامل الخاطئة التى تؤثر سلبا على تكوين شخصية الطفل .