✍️ صفاء الشاطر
” كاتبة”
إعتادت الأسرة المصرية سماع ومشاهدة برامج الطبخ التى كانت قاصرة على برنامج واحد أو اثنين يوميا عبر قنواتها العامة ،لكن أصبحنا أمام الغزو الفضائي للقنوات المتخصصة لتعليم المرأة فنون الطبخ المصري والعربي والعالمي وعرض أطعمة دخيلة ووصفات ومعلومات غذائية جديدة حتى أنها لم تترك الأواني المستخدمة وتحدثت عنها.
هذا الانتشار الهائل لهذه القنوات التى تقدم محتوي يتعلق بصحة الانسان دون إستعانة بخبراء متخصصين فى التغذية ؛ في الوقت الذي تزامن معه إنتشار بعض الأمراض نتاج استخدامات وسلوكيات غذائية خاطئة.
وفي تحد لقدرات المجتمع الشرائية تقدم وجبات تجهز بخامات باهظة أسهمت في إلهاب رغبة المجتمع في أن ينال الوجاهة الاجتماعية في أستخدام، وتكلفة مثل هذه الوجبات ،علي سبيل المثال لا الحصر المُوزاريلة الجبن باهظ الثمن الذى توصي به جميع قنوات الطهي ،حتي أصبح لايخلو طعام منه بما فيها الحلويات!.
فما سر هذا المنتج وغيره من أنواع الجبن و”الصوصات” وخلافه ؛هل ترسيخ لثقافات وأفكار، أم ترسيخ لطبقية من يملكون تكلفة إعداد هذه الوجبات بهدف الترويج لمنتجات بعينها عبر غرس ثقافي ينمو بتوسيع دائرة التقليد.. نعم التقليد لقد باتت الأسر تسعي فعليا لتنوع المائدة التى كانت قبل ذلك تحتوى علي أصناف محدوة، هذا نتاج طبيعي لما تبثه تلك القنوات ليل نهار دون مراعاة ألم وحسرة الجمهور على أحوال المعيشة في ظل أزمة اقتصادية تزداد حدتها يوم يلى الآخر .
وهنا يتبادر لنا تساؤل.. هل غرض هذه القنوات الغرض هو الترفيه .. أي ترفيه هذا الذى يشعرك بالعجز ، قطعا المشاهد لن يترفه، وهو ينشد فى الخيال أن يحظي بوجبة فاخرة أعلي من حدود امكانياته، أم ان هذا غياب للمحتوي المفيد ليصبح الطبخ المستفز هو البديل؟!.
وعلى جانب آخر هل الأعلام الذي ينادي في الصباح قبل المساء بترشيد الاستهلاك ورباط الجأش لتخطي الأزمة الاقتصادية يحيا علي التناقض ؟.
كيف النجاة من قنوات “الموزارلية” التى أصابت جمهورها بالعجز والعوز بما تقدمه ،ولا يتوافق وظروفه المعيشية ولم تساعده حتي بشكل من الترفيه على أن يغادر همومه الاجتماعية والأقتصادية!.