»»
كنا فى الماضى نتهيأ لشهر رمضان الكريم من أجل الصوم والعبادة ، أما الآن فقد أصبحنا ننتظره لمتابعة التليفزيون والقنوات الفضائية ومشاهدة المسلسلات الرمضانية ، والسهر طوال الليل والنوم طول النهار ، لكى لا نشعر بالجوع والعطش .
رمضان زمان كان الإفطار جماعيا وكانت البيوت مفتوحة تجمع بين العائلات والجيران يتبادلون الأطعمة والحلويات فيما بينهم ،ويتبادلون الأحاديث وتعلو الضحكات فرحا بشهر رمضان ،أما فى زمن العولمة اصبحنا غرباء اجتماعيا ، وتراجع التواصل والعلاقات الاجتماعية والإنسانية ، التى كانت تربط الأسرة المصرية.
فى رمضان زمان ، كنا نرتبط بظاهرة ( المسحراتى )الذى يتجول فى الشوارع ليوقظ الناس على السحور قبل الفجر على إيقاع طبلته التى يحملها مرددا بعض العبارات اصحى يا نايم ،أما الآن فى زمن العولمة أصبح الصائمون لا يعتمدون على المسحراتى لايقاظهم بل يعتمدون على المسحراتى الاليكتروني !.
رمضان زمان كان الفانوس إحدى أهم الموروثات التاريخية لدى المصريين كانت تتميز ببساطة صنعها وألوانها الجذابة المصنوعة من الزجاج والمضاءة بواسطة الشموع ، رخيصة الثمن ، أما الآن فى زمن العولمة تغيرت ملامح فوانيس رمضان وأصابتها تعرية العولمة وأدخلت عليها التكنولوجيا الضوئية والصوتية .
فى زمن العولمة انعدام الفراغ أهم مميزات رمضان ،فنحن فى العشرة الاوائل منه مشغولون بشراء السلع وياميش رمضان ،وفى العشرة الثانية فى العزائم وردها ،أما العشرة الأخيرة فى شراء مستلزمات العيد..
كنت لا اتمنى أن أعيش عصر العولمة التي جرفت القيم الدينية والعادات والتقاليد الاجتماعية!.
✍️ محمود جاب الله
(طهطا.سوهاج)