الإحسان في مصر كثير ووصوله إلي مستحقيه وصاحب الحاجة إليه قليل، ليس الإحسان هو العطاء كما يظن الناس ، الإحسان هو عاطفة كريمة من عواطف النفس تتألم لمناظر البؤس ومواطن الفقر والشقاء ، الإحسان في مصر فوضي لا نظام له يناله من لا يستحقه، ويحرم من يستحقه ، الإحسان في بلادنا أن يدخل صاحب المال مسجدا فيضع في الصندوق قبضة من المال ، ربما يتناولها من هو أرغد منه عيشا وانعم بالا ، وكان خيرا له أن يهديها إلي جار فقير أو قريب عفيف يبيت ليلته يتلوي جوعا والما علي اطفاله الصغار.
أعظم ما يتقرب به محسن إلي الله ويحسب أنه بلغ من البر والمعروف أعالي السماء، أن ينفق الملايين في بناء مسجد للصلاة في بلد مملوء بالمساجد ، وفي هذا البلد كثير من البائسين وذوي الحاجات ينشدون مواطن الصلات لا أماكن الصلوات .
الإحسان أن تحسن إليهم وتعلمهم صناعة يرتزقون منها رزقا حلالا ففي الطرقات أري متسولين يطفون الأرض يقلبون الأرض رأسا علي عقب وعلي ابواب المساجد فهولاء هم أسوء يطرق الإحسان بطونهم الكاذبة العفنة، إن أكبر جريمة يجرمها الإنسان إلي الإنسانية أن يساعد هولاء المتسولين بقاله، ويكون سببا في مساعدة عصابات الخطف وتجارة الأعضاء وتفشي أنواع الجريمة الغريبة علي مجتماعتنا العربية، فهل رأيت معروفا أقبح من هذا المعروف وإحسانا أسوء من هذا الإحسان؟
أنا أعتقد إعتقادا لا ريب فيه أن من يخطو الخطوة الصحيحة في مواطن الإحسان ويضع الحجر الأول في المودة والتراحم بين أطياف المجتمع هو أفضل عامل في الوجود وانقي واشرف إنسان