شارك الدكتور أشرف الغندور نائب رئيس جامعة الإسكندرية لشئون الدراسات العليا والبحوث، فى الندوة التثقيفية التى نظمتها كلية الحقوق تحت عنوان ” المواطنة بين المسيحية و الإسلام “، تحدث فيها كل من فضيلة الدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق ورئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، والمستشار منصف سليمان وكيل لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب ، وذلك بمقر كلية الحقوق بالشاطبى، وبحضور الدكتور محمد الفقي عميد كلية الحقوق، والدكتور محمد عبد اللاه رئيس الجامعة الأسبق، والسفير مزيد الهويشان قنصل المملكة العربية السعودية بالإسكندرية، والمستشار سعد السعدني رئيس نادي قضاة الإسكندرية والمستشار صادق بلال رئيس المحكمة الاقتصادية بالإسكندرية، وعمداء ووكلاء الكليات، وعدد من أعضاء الهيئات القضائية ، و أعضاء هيئة التدريس وطلاب الكلية.
واكد الدكتور أشرف الغندور على أهمية إلقاء الضوء على قيمة المواطنة كأساس للتعايش فى المجتمع، ومؤكداً على حرص الجامعة على تنظيم هذه الندوات من أجل إعطاء الفرصة للطلاب للإستماع إلى قامات وطنية وخبرات عظيمة في كل المجالات بهدف زيادة الوعي وتعزيز قيم الشعور الوطني والإنتماء لديهم، ومتمنياً أن تسود ثقافة المواطنة بين جميع أفراد المجتمع حيث تمثل السبيل الوحيد لتطور ورقى المجتمعات.
واكد الدكتور على جمعة على أهمية بذل الجهود من أجل نشر الثقافة وبناء العقول وإبراز مفهوم المواطنة فى العصر الحديث والتى تمثل عقد إجتماعى بين الفرد والدولة وهو ما بنى عليه مفهوم الجنسية التى يترتب عليها الحقوق والواجبات للفرد في المجتمع، مشيرا إلى تحقيق المفهوم فى التاريخ الاسلامي من خلال عدة نماذج فى عصر الرسالة المحمدية والخلفاء الراشدين وذلك من خلال عدة صور فى مجتمعات مكة والمدينة والحبشة، مضيفا أن الدولة فى الإسلام دولة مدنية تختلف عن الدول الدينية والعلمانية فى أنها تقوم على الفصل بين السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية ولكن بشرط أن يكون التشريع فى إطار مبادئ الشريعة الإسلامية، مما يعني أن المواطنة هى أسلم طريقة للتعايش فى العصر الراهن.
وأشار المستشار منصف سليمان إلى أن الأديان تؤسس لمفهوم المواطنة حيث أن جوهر الأديان هو الرحمة والسماحة والعطاء وقد تجلى هذا المفهوم فى التاريخ المشترك ما بين المسلمين والمسيحيين عدة مرات أبرزها المشاركة في ثورة ١٩١٩، وتشكيل الوفد الذى خاطب السلطات البريطانية بقيادة الزعيم سعد زغلول، والمشاركة في لجان كتابة الدستور عبر التاريخ، مؤكداً على دعم المسيحية لهذا المفهوم عبر الصلوات التى تتلى من أجل الأمن والأمان والسلام والاستقرار للجميع، كما لفت إلى دور الشباب في تعظيم الإيجابيات و مواجهة التحديات التي تواجه وطننا الغالي.
و أشار الدكتور محمد الفقى عميد كلية الحقوق إلى دور الكلية في القيام بمسؤوليتها الاجتماعية تجاه المجتمع المدني بكل أطيافه بجانب رسالتها التعليمية والأكاديمية ، مضيفا بان موضوع المواطنة عنواناً للندوة جاء نظراً لأهميته فى استقرار الدول والحفاظ على أمنها وأمانها، ومن أهم سبل تقدمها ورقيها، موضحا بأن المقصود بالمواطنة هى المواطنة الجامعة كإطار يستوعب الجميع، وبوصفها أسمي تعبير يصف طبيعة العلاقة بين الفرد والمجتمع الذي ينتمي إليه، مشيرا إلى أهمية دور بيوت العبادة فى الحث دائما على تقوية المواطنة واستنهاضها إذ تبقي الأديان والمؤسسات الدينية هي الأقدر على ترسيخ أسس المواطنة السليمة في المجتمعات العربية انطلاقاً من تنشئة أفرادها على القيم الإنسانية.
وأكدت الدكتورة سوزى ناشد وكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة إلى أن الجنسية هى السند القانوني لممارسة المواطنة حيث تم النص على مبدأ المواطنة في الدستور المصري، موضحة أن المفهوم يعتبر حاكماً لكل مواد الدستور والقوانين المصرية.