خواطر عديدة تتداعى الى الاذهان فى الذكرى الخامسة والسبعين لنكبة فلسطين بالتقويم الميلادى بعد ان احتفلت بها اسرائيل بالتقويم العبرى فى الخامس والعشرين من ابريل الماضى.
و نخطئ حين نخصص يوم 15 مايو للحديث عن النكبة. فهذا التاريخ فى الحقيقة مجرد محطة من مأساة شعب فلسطين التى بدأت منذ مطلع القرن التاسع عشر مع بدء الهجرة اليهودية الى فلسطين وحتى الان.
واول مانبدأ به توجيه التحية إلى الشعب الفلسطينى الذى يتحمل مالايطيقه بشر من اجل مقدساته ووطنه وبشكل لايمكن تصوره . ان مطالعة القنوات الفلسطينية وماتسجله من معاناة الفلسطينى تجعلنا نتساءل كيف يعيش هؤلاء الناس. كيف يعيشون مع هدم البيوت والحصار والاقتحامات وارهاب المستعمرين الذين يمكن لاى منهم قتل أى فلسطينى دون عقاب بينما تفتح ابواب الجحيم للفلسطينى لو فكر فى الدفاع عن نفسه.
ان الفلسطينى يغادر بيته فى الصباح وربما لايحتاج الى مغادرته ولايعرف اين سيكون اخر اليوم…فى معتقل او فى قبر اويكون مصابا باعإقة تلازمه بقية حياته.
زغاريد
وهناك سلوكيات عظيمة لايمكن ان تمر مرور الكرام. منظر مؤثر للغاية للام الفلسطينية وهى تطلق الزغاريد فى جنازة ابنها الشهيد.
اما بطولات الفلسطينيين فى الدفاع عن المسجد الاقصى والحرم الابراهيمى فالعالم كله بات يعرفها. ولم يعد هناك جديد نضيفه سوى ان هذا الدفاع بدأ يتخذ مسارا جديدا وهو التصدى لمؤامرات اقامة معبد يهودى داخل المسجد الاقصى عند مصلى باب الرحمة.
هذا بعد احاطة المسجد الأقصى باكثر من 60 معبدا يهوديا حسب احصائية عام 2000. ولايعرف كم بلغ عددها الان. وكل هذه المعابد بيوت فلسطينية تم الاستيلاء عليها وتحويلها الى معابد..
وتبقى ملاحظات اخرى منها رفض التهانئ التى انهالت على اسرائيل فى الذكرى 75 لاعلان قيامها – كما حدث مع رئيسة المفوضية العامة وتهنئتها المدانة بكل تاكيد لاسرائيل ،واعتبار قيامها نصرا للانسانية والديمقراطية وتجاهل انها قامت على ارض الشعب الفلسطينى وفوق اشلاء ابنائه..
يمينية متطرفة!!!!
وهناك ملاحظة اخرى وهى استخدام عبارة “الحكومة اليمينية المتطرفة” فى الاشارة الى حكومة بنيامين نتانياهو الحالية. ومن حقنا التساؤل ..وماذا فعلت الحكومات السابقة التى لم تكن “يمينية” ولم تكن “متطرفة”.
ان حكومات اسرائيل منذ قيامها لم تكن تختلف حول البطش بالفلسطينيين ومصادرة اراضيهم وسرقة مواردهم وتهجير اليهود –وحتى غير اليهود – الى فلسطين ليقيموا بها على حساب صاحب الارض وكلها مبادئ لايختلفون عليها رغم مابينهم من خلافات.
ولا ننسى تأييد الحزب الشيوعى الاسرائيلى لعدوان 1956 بعد ان كان يتظاهر بالدفاع عن العرب والدعوة لقيام علاقات طبيعية معهم.
وهناك حزب العمل الذى يقدم نفسه كحزب سلام باعتباره الحزب الذى وقع اتفاقية غزة اريحا مع منظمة التحرير فى 1993.
فهذا الحزب هو الذى حكم اسرائيل منذ قيامها وهو الذى شارك فى العدوان الثلاثى على مصر. وهو الذى هدم حى المغاربة فى القدس بعد احتلالها فى 1967. وقاد الهدم وقتها حاييم هيرتزوج سادس رئيس لاسرائيل فيما بعد ووالد الرئيس الحالى.
وفى العالم التالى لاتفاقية غزة اريحا صادر الحزب 74 الف دونم من اراضى الفلسطينيين. ويوما ما تساءل اسحاق شامير رئيس وزراء اسرائيل عن سبب الهجوم على السياسات الاستيطانية لليكود رغم ان الاراضى التى تصادر فى عهد حكومات حزب العمل تفوق ما يصادر فى عهد حكومات الليكود.
ان الحكومة “اليمينية المتطرفة” الحالية ليست اسوأ من غيرها انها فقط اكثر صراحة من غيرها.
ويوما ما سئل الشهيد ابو جهاد عن الفرق بين العمل والليكود فقال مثل الفرق بين الكوكاكولا والبيبسى كولا. وقال الراحل احمد بهاء الدين ان الولايات المتحدة تفضل حكومات حزب العمل لانها ترتكب جرائمها فى صمت بينما يفضل الليكود الطنطنة مما قد يسبب الحرج للادارة الامريكية.
والاهم من ذلك ان رفض قيام دولة فلسطينية هو سياسة متفق عليها بين كل الاطياف فى اسرائيل من اقصى اليمين الى اقصى اليسار حتى وان تظاهر من يعرفون بدعاة السلام بغير ذلك .
والدليل على ذلك مظاهرة لليسار شهدتها تل أبيب للاحتجاج على التعديلات القضائية المقترحة. وعندما رفع احد المشاركين علم فلسطين حاول عدد من المشاركين “اليساريين” الاعتداء عليه لولا ان دافعت عنه متظاهرة يهودية. وعندما وقف عضو الكنيست الفلسطينى ايمن عودة ليلقى كلمة تلقى لكمة من متظاهر “يسارى” أخر