عقد مركز النيل للإعلام بقنا، ندوة تثقيفية بعنوان: “الموروثات الخاطئة عقبة في طريق التنمية” بحضور يوسف رجب مدير مجمع إعلام قنا، ومسئولي البرامج والمتابعة بالمركز.
استضافت الندوة د.منى شحات _ عضو هيئة التدريس بكلية الآداب بقنا جامعة جنوب الوادي، التي أشارت إلى أن القيم لابد من ترجمتها إلى سلوك، لأن أكثر المتحدثين عن الصدق هم الكذابون، وأغلب المتشدقين بالشجاعة هم الجبناء. فنجد البعض يلجأ للهروب عند اختبار القيم في المواقف التي تصادفه ولا يحول ما يدعيه من فضائل إلى سلوك عملي.
وأضافت: أن قيمة الفرد ترسم صورة ذهنية له وتشكل انطباع الناس عنه. كما أن القيم بمثابة بصمة تصف الشعوب وتميزها عن غيرها. موضحة أن المعضلة الكبرى هي أن القيم الأخلاقية التي ندعي التحلي بها لايتم تطبيقها في واقعنا.
وأكدت أن بعض القيم تركت نهباً وضربت في مقتل فأصبح لدينا ميراث ثقيل من قيم سلبية مثل التمييز، واللامبالاة، والميل للعنف، والخلاف مع الآخر، وقطع أواصر العلاقات، والتمسك بالثأر، والرشوة بتعدد أشكالها ومسمياتها فتحولت من جريمة إلى هدية أو إكرامية. لذا فمطلوب تضافر الخطاب التعليمي مع الخطابين الديني والإعلامي ودعم دور الأسرة في بناء الشخصية السوية.
وتحدثت د.منى شحات عن التنمية كعمل جماعي ومنظومة، لأن أي تنمية ليس في حسبانها بناء الإنسان هي تنمية ناقصة، فالاستثمار في البشر يمثل وقاية توفر الكثير من تكلفة علاج العديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية. لذلك فمن المؤسف أحياناً أننا نهتم بمظاهر التنمية دون المضامين، فالاعتناء ببناء الإنسان أهم من الإنجازات الكمية.
وأضافت: أن التنمية لم تعد تعني التطور فقط بل أضيف إليها مصطلح (المستدامة) لتلبية احتياجات الحاضر دون الإضرار بمستقبل الأجيال القادمة.
واختتمت الندوة بأن الأوان قد آن لقطف ثمار الجمهورية الجديدة والمشاركة الفاعلة في البناء، لأن التاريخ لا يضيعه المؤيدون ولا المعارضون بل يضيعه المتفرجون.