حاولت سرقة “الحلق” .. كتمت أنفاسها .. ودفنت الجثة في الرمال فوق السطوح
والد المجني عليها: ابنتي شاهدت تفاصيل الجريمة في المنام قبل عامين .. والحلم تحقق على يد جارتنا الملعونة
كتب – عبدالرحمن أبوزكير :
امرأة غلبت الشيطان .. لم تعط نفسها فرصة لتنظر حولها تشاهد ما وصلت إليه قريناتها من السيدات اللاتي زاحمن الرجال في المجالات المختلفة حتى حققن نجاحات وشهرة غير مسبوقة .. فقد أعماها الشيطان عن رؤية كل ذلك وقادها إلى طريق آخر لتزاحم الرجال في مجال ارتكاب جرائم القتل وسفك الدماء بكل أشكال الوحشية، بعد أن خلعت ثوب الأنوثة وسجلت أسمها كسفاحة وقاتلة محترفة.
هكذا فعلت سفاحة نجع حمادي بمحافظة قنا .. شيطانة ملعونة، تجردت من كافة المشاعر الإنسانية، ولم تجد طريقًا لمواجهة ضيق الحياة سوى ازهاق روح طفلة صغيرة لم تتجاوز الثامنة من عمرها، لتستدرجها إلى منزلها وتتخلص منها بطريقة وحشية من أجل سرقة قرطها الذهبي.
أحداث صادمة في الواقعة التي تنشر تفاصيلها “المساء” والتي راح ضحيتها تلميذة في الصف الثاني الإبتدائي تدعى رودينا محمد كامل – 8 سنوات – مقيمة قرية النجاحية بدائرة مركز نجع حمادي، والتي فقدت حياتها على يد جارتها التي تحولت إلى شيطانة بين عشية وضحاها .
في كل يوم قبل دقائق من آذان العصر تجلس الطفلة ” رودينا ” داخل المنزل مع والديها واخوتها، تنتظر سماع الآذان لتصلى العصر، ثم تحمل بين يديها المصحف الشريف وتنطلق نحو مكتب تحفيظ القرآن الكريم بالقرية، لتحفظ كتاب الله مع أقرانها من أطفال القرية.
اعتادت الطفلة أن تذهب للكُتاب بمفردها، فهو لا يبعد سوى أمتار قليلة من منزل الأسرة، والطريق آمن من وجهة نظر أسرتها، فالكل هناك جيران جميعهم يعرف بعضهم بعضًا ، ولا يوجد ما يدعو للقلق .
لم تتخيل أسرة الطفلة رودينا، أن ابنتهم التي ودعتهم قبل قليل، ستخرج هذه المرة بلا عودة .. فقد تأخرت عن موعد عودتها المعتاد ووالدتها تقف في شرفة المنزل تراقب الشارع في انتظار عودة فلذة كبدها .
خرج الأب قاصدًا مكتب تحفيظ القرآن الكريم، ليسأل عن سبب تأخر ابنته .. وبينما هو في الطريق تقابل مع بعض الأطفال زملاء كريمته، الذين أخبروه أن ابنته لم تذهب إلى الكُتاب في هذا اليوم .
وقف الأب مذهولًا .. يسأل نفسه : “كيف ذلك ؟! ” .. فابنته “رودينا” خرجت من المنزل قاصدة مكتب تحفيظ القرآن ، ولم تخبره بغير ذلك وهي التي اعتادت على الصدق في القول والفعل رغم صغر سنها .. لم يصدق الأب حديث الأطفال وأكمل طريقه نحو مكتب تحفيظ القرآن وهناك تيقن ابنته لم تذهب للكُتاب .
عاد الأب إلى المنزل مرة أخرى يسأل عن طفلته ربما تكون قد سبقته في العودة للمنزل دون أن يصادفها في الطريق .. ولكن رد الزوجة بأن فلذة كبدها لم تعد منذ خروجها إلى الكتاب ، الأمر الذى تسبب في حالة من الفزع بين كافة أفراد الأسرة الذين هرولوا إلى الشارع يبحثون عن عصفورة الجنة التي خرجت لحفظ القرآن الكريم ولم تعد .
حان وقت آذان المغرب، والطفلة لم تعد .. وفجأة دق هاتف والدتها لتجد صوت امرأة أخرى تخبرها ان ابنتها في الحفظ والصون، ولكن عليهم دفع مبلغ عشرة آلاف جنيه من أجل عودة الطفلة .. ثم أنهت المكالمة وأغلقت التليفون ، ليتجمع الجيران فيما بعد على صوت صراخ والدة الطفلة التي انهارت ولم تتحمل نبأ خطف ابنتها، بينما بادر الأب بتحرير محضر بالواقعة في مركز شرطة نجع حمادي لتبدأ أجهزة الأمن في فحص البلاغ واجراء التحريات اللازمة لكشف ظروف وملابسات الواقعة
بدأ الجيران في مساعدة الأسرة للبحث عن الطفلة، البعض يسأل في المنازل داخل قرية “النجاحية” وآخرين انتشروا في الشوارع العمومية يراقبون حركة الطريق .. بينما البعض جلس أمام الشاشات يراجعون كاميرات المراقبة التي ترصد كل كبيرة وصغيرة في المنطقة .
أسدل الليل ستاره على القرية والطفلة رودينا – لا حس ولا خبر – وفي تلك الأثناء كانت عملية مراجعة كاميرا المراقبة لا تزال مستمرة .. وفجأة ظهرت الطفلة في الكاميرا بصحبة جارتهم “رشا.أ.و” حيث دخلت معها الشارع الذي تقيم به الأخيرة ولم تخرج بعد !!
سارع الأهالي نحو الشارع للبحث عن الطفلة .. وما إن وصلوا إلى هناك حتى فوجئوا بشقيقة السيدة التي ظهرت في الكاميرا برفقة الطفلة .. وهي تصرخ : ” الحقوا اختي قتلت البنت ورمتها فوق السطح ” !
هرول الجميع إلى السطح ليجدوا الطفلة البريئة داخل جوال ومدفونة وسط الرمال أعلى سطح المنزل ، وعلى الفور تم إخطار أجهزة الأمن التي انتقلت لموقع البلاغ.
وبالفحص ومناظرة الجثة تبين أنها للطفلة ” رودينا ” المبلغ بتغيبها فتم نقلها إلى مستشفى نجع حمادي تحت تصرف النيابة العامة التي أمرت بانتداب الطبيب الشرعي لإعداد تقرير طبي حول أسباب وظروف وفاة الطفلة، في الوقت الذي كانت أجهزة الأمن قد تمكنت من ضبط السيدة مرتكبة الواقعة.
وبمواجهة المتهمة أقرت بارتكاب الواقعة، وأشارت أنها لم تكن تقصد قتلها، وأنها فقط قامت باستدراج الطفلة بحجة اعطائها بعض الحلوى، وكان هدفها سرقة قرطها الذهبي .. وقالت : ” أنا حاولت أخد منها الحلق لكن هي كانت بتصرخ وانا كنت بحاول أسكتها .. وبعدين دماغها اتخبطت في الحيطة من غير ما اقصد وصوتها زاد في البكاء .. رحت حطيت يدي على بقها علشان اسكتها قبل ما تفضحني .. وبعد ما سكتت شيلت يدي وفضلت ابص عليها لكن لقيتها ماتت “.
أضافت المتهمة : ” بعد كده أنا معرفتش أعمل ايه .. رحت جبت شوال وحطيت فيه البنت ودفنتها في الرملة فوق السطوح .. كنت مستنية الناس تنام بالليل وانا أخد البنت وارميها في الترعة أو أي مكان تاني بعيد قبل ما حد يشوفني والموضوع يتكشف .. لكن اختي فضحتني وطلعت تصرخ وقالت انى قتلت البت .. واتقبض علىّ “.
من جانبه قال محمد كامل – والد الطفلة المجني عليها : ” حسبي الله ونعم الوكيل .. أنا مش مصدق اللي حصل .. بنتي لو خبطتها عربية انا كنت صدقت .. لكن معقول في بشر بالشكل ده مستحيل تكون دي بشر .. دي شيطانة ربنا ينتقم منها وحسبي الله ونعم الوكيل ” .
أضاف والدموع تنهمر من عينيه : ” بنتي حلمت من سنتين ان في حد بيكتم نفسها ويموتها .. ومن يومها مش بتعرف تنام أبدًا إلا لما نقرأ لها قرآن .. وكانت تطلب منى أو من اختها الكبيرة تقرأ لها قرآن علشان تعرف تنام .. ومكنتش عارف ان حلم بنتي هيتحقق على يد جارتنا الشيطانة الملعونة ” .. واختتم كلامه قائلًا : ” أنا عايز حق بنتي .. عايز قصاص عاجل وعادل علشان حق بنتي يرجع “.
وكانت النيابة العامة بمركز نجع حمادي قد أمرت بحبس المتهمة أربعة أيام على ذمة التحقيقات مع مراعاة التجديد لها في الموعد القانوني، وصرحت بدفن الجثة.