أكدت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي ونائب رئيس الهلال الأحمر المصرى، أن مصر بها ما يقرب من 8 ملايين لاجئ من الدول المختلفة، حيث تضم أكبر عدد من اللاجئين على مستوى العالم خاصة في السنوات الأخيرة، مشيرةً إلى أن هذا العدد يضغط علي السلع التموينية والخدمات، موضحة أن الحكومة تبذل قصارى جهدها في هذا الصدد.
قالت وزيرة التضامن: أن أزمة اللاجئين الناجمة عن الحرب السودانية تعد ثالث أكبر أزمة لاجئين في العالم بعد سوريا وأفغانستان ووفق ما أعلنته مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين، فإن 63٪ من لاجئي جنوب السودان تقل أعمارهم عن 18 عامًا وغالبية النازحين من جنوب السودان من النساء والأطفال فرارا من العنف الدائر على الأراضي السودانية.
أضافت أن وزارة التضامن لديها بند للإغاثات المحلية والدولية يقدر بحوالي ١٥٠ مليون جنيه وتعمل من خلال 26 مركز إغاثة على مستوى الجمهورية وعشرات الآلاف من المتطوعين، بالإضافة إلى التدخلات المقدمة بالشراكة مع منظمات المجتمع المدني.
أوضحت “القباج” أن محافظ أسوان اللواء أشرف عطية قام باحتواء الموقف منذ بداية الأزمة، من خلال توجيه مديرية التضامن الاجتماعي بتشكيل غرفة عمليات لرصد الموقف والتدخل السريع والكفء بالشراكة مع الجهات الحكومية والأهلية.
أوضحت أن وزارة التضامن تنتظر المزيد من الدعم لجهودها وجهود الهلال الأحمر المصري للدفع بمزيد من التدخلات الإغاثية والإنسانية والتموينية والحماية الاجتماعية ومتابعة وضع هذه الأسر خاصة النساء والأطفال وكبار السن، وذلك بالشراكة مع الجهات المعنية.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده الهلال الأحمر المصرى، بحضور وزيرة التضامن، ود. رامي الناظر، المدير التنفيذي للهلال الأحمر المصري، و كريستيان برجر، رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر، و أليساندرو فراكاسيتي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وذلك للإعلان عن الدعم المقدم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي بإجمالي 27 طن إمدادات رعاية صحية فورية لتعزيز مجهودات الحكومة المصرية على الحدود الجنوبية فى مواجهة الأزمة السودانية.
قام وفد الاتحاد الأوروبى ومسؤول الأمم المتحدة بتسليم لوازم الرعاية الصحية للهلال الأحمر المصري لتعكس هذه المساعي ضرورة وأهمية اتحاد المجتمع الدولي لدعم الشعب السوداني والتضامن مع مصر في تقديم المساعدات لمستحقيها في الوقت المناسب.
أكدت “نيفين القباج” أن المنحة المقدمة تأتى تحت مظلة التعاون المشترك بين وزارة التضامن والاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ضمن مشروع تعزيز القدرات المؤسسية والموارد البشرية.
أشارت إلى أن تقديم المنحة لدعم جهود الهلال الأحمر إزاء الأزمة السودانية يعكس التقدير والثقة التي أولاها المجتمع الدولي للهلال الأحمر المصري لما يبذله من جهد فى خدمة الإنسانية داخل وخارج مصر، ورصدا لتدخلاته العاجلة والمؤثرة فى مجال الإغاثات والنكبات، وقدرته على تعبئة الموارد بكفاءة التى ظهرت جليا خلال جائحة كوفيد 19، وخلال الأزمة الروسية الأوكرانية و غيرها من قضايا اللاجئين.
من جانبه، أوضح رئيس وفد الاتحاد الأوروبي في مصر السفير كريستيان بيرجر، أن الاتحاد الأوروبي يلتزم ودوله الأعضاء بمساندة مصر والسودان في تلك الأوقات الصعبة، قائلاً: نعمل مع شركائنا لمساعدة مصر في جهودها لضمان الاحتياجات الاجتماعية والصحية الأساسية للاجئين السودانيين، وإضافة إلي ذلك، قدم الاتحاد الأوروبي ٢٠٠ ألف يورو لجمعية الهلال الأحمر المصري لمساعدة القادمين من السودان الي مصر.
قال أليساندرو فراكاسيتي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي: “اليوم نقف معًا لدعم الحكومة المصرية في توفير لوازم الرعاية الصحية الأساسية للنازحين السودانين وسط هذه الظروف الصعبة، وسيكرس برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في مصر مجهوداته لبناء وحماية سبل العيش للمجتمعات المضيفة والسودانيين في مصر، ليكون هدفنا الأول تعزيز قدرات الحكومة والجهات المحلية المعنية لتقديم الخدمات الأساسية الحيوية للمتضررين”.
أضاف فراكاسيتي: “ملتزمون بتعزيز التماسك الاجتماعي والحد من الفقر والبطالة، وتعزيز الخدمات الاجتماعية للمجتمعات المصرية المستضيفة للسودانيين”.
اختتم الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي كلمته قائلًا: “بالتعاون مع الحكومة المصرية والعاملين على المساعدات الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني ووكالات الأمم المتحدة الأخرى سنعمل يد بيد لخلق نهج موجه نحو التنمية في جهود الاستجابة الفورية وطويلة الأجل”.
من جانبه، أكد د. رامى الناظر المدير التنفيذى للهلال الأحمر المصرى، أنه منذ بداية الأزمة السودانية، يتواجد متطوعو الهلال الأحمر المصري على مدار الساعة على الحدود المصرية السودانية لتقديم خدمات الإغاثة الإنسانية والطبية للعابرين بما يتوافق مع مبادئ حركة الهلال والصليب الأحمر.
أضاف تعتبر الشراكة مع الاتحاد الأوروبي من خلال وزارة التضامن الاجتماعي في هذا الوقت الحرج شراكة استراتيجية وفعالة ستنعكس آثارها على تحقيق الاستفادة القصوى لجهود الهلال الأحمر المصري في الاستجابة للأزمة على الحدود المصرية.