أعجبني تصرف د. جمال شعبان أستاذ جراحة القلب في واقعة الفنان محمد رمضان الأخيرة أو بالأحرى صورته الشهيرة على الطائرة وبجواره الدولارات، حيث طالبه بالمساهمة في علاج بعض الحالات المرضية المستعصية بدلاً من التفاخر بالمال.
وأعجبني رد الفعل السريع والإيجابي من الفنان الذي حرص على لقاء د. جمال خلال ساعات قليلة لتنفيذ طلبه ــ أو اقتراحه ــ وتم الإتفاق بالفعل على علاج الحالة الأولى بتكلفة ثلاثمائة ألف جنيه مثلما أعلن جراح القلوب بنفسه على صفحته بالفيس بوك.
الذي أعجبني بالتأكيد ليس تصرف الفنان أو صورته بالطائرة وبجوارة عدة آلاف من الدولارات وبصورة أثارت استياء البعض وسخرية البعض الآخر، ولكن الذي أعجبني هو التصرف ــ أو الإنتقاد ــ بصورة راقية من الطبيب لاقت استحسان واستجابة رمضان وكانت السبب في فتح باب خير لم يتصوره أحد لا الطبيب ولا الفنان ولا أحد من المتابعين الذين اكتفوا بالسخرية والإنتقاد اللاذع.
في تصوري أن ماينقص الفنان محمد رمضان هو كيفية ادارة حياته بصورة منضبطة أو على الأقل بالنسبة للجانب الذي يظهر للجمهور مع عدم اغفال مانعيشه في تلك المرحلة التي توحشت فيها السوشيال ميديا وأصبحت أداة في أيدي الجميع يستخدمونها بصورة عشوائية ومدمرة، فالنقد له أصور اذا المنتقد “بضم الميم” جاداً في تصحيح الخطأ.
هناك من يبالغون في اطلاق سهامهم تجاه الآخرين، الموضوع لايقتصر على محمد رمضان وغيره من النجوم والمشاهير بل يطول غيرهم من عامة الناس، فهناك حالات ليست قليلة تعرضت للتشويه والإغتيال المعنوي لمجرد خطأ واحد أو حتى بدون ارتكاب أخطاء.
لايوجد بيننا ملائكة أو شياطين ولكننا بشر نصيب ونخطيء ونحتاج الى من يأخذ بأيدينا ويساعدنا في تصحيح الأخطاء.. المهم كيف نفعل ذلك دون تجاوز أو خروج على قواعد النقد البناء.
***
الإشكالية أن هناك من يتعمدون خلط الأوراق ويعتبرون تلك المسائل الشحصية ــ مع استنكارنا لها ــ دليلاً ومؤشراً لمستوى الفنان خاصة اذا كان يتعرض للهجوم في ذات الوقت وباستمرار لاختياره أو بالأحرى حصره في هذه النوعية ، ومع انتقادنا لأدوار العنف ولكن من الظلم أن نحمل محمد رمضان تبعاتها وكأنه المسئول الوحيد عما نشاهده على الشاشة الكبيرة والصغيرة خلال العقود الماضية وحتى قبل أن يدخل عالم الفن!!
ومن الضروري أن نفرق بين قدرات الفنان والأدوار التي يحصره فيها المخرجون، فهناك شخصيات تسيطر على بعض الفنانين وتلازمه مثل “اللمبي” محمد سعد، تلك الشخصية التي قد لا تستهوي الكثيرين رغم أن الفنان محمد سعد لديه قدرات فنية كبيرة ظهرت بجلاء في فيلمي “الطريق الى ايلات” و”الكنز” بجزءيه، فانتقادك للدور لايعني بالضرورة انتقادك للفنان نفسه.
حكاية السوشيال ميديا أصبحت سخيفة ومبالغاً فيها مع محمد رمضان والمشاهير وغيرهم من عموم الناس.
أيمن عبد الجواد