تستعد هيئة قصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة،ومؤسسات وزارة الثقافة كلها، للاحتفال بعيد ميلاد “سينما الشعب”وقد تم إعلان حالة الطوارئ استعدادا للاحتفال، وإن كنت حتى الآن لاأعرف هل سيكون الاحتفال محليا، نظرا لحالة التقشف التي نحن فيها، أم إنه سيكون عالميا باعتبار أن المشروع حقق أرباحا طائلة وغير مسبوقة، فضلا عن أثره الثقافي العميق في مصر والدول الشقيقة، ولذلك ستسمح الدولة بإنفاق جزء من الأرباح المتلتلة للإنفاق على الاحتفال بعيد ميلاد مشروع عظيم نقل مصر نقلة عظيمة ومفتخرة ومبتكرة..يحسدها عليها العالم أجمع.
وقد علمت أن جماعة المثقفين تقوم الآن بجمع توقيعات لمخاطبة المؤسسات الدولية والأفريقية والاسترالية لترشيح مدير المشروع لأكبر جائزة ثقافية مصرية، وهي جائزة النيل، وللأمانة فنحن نظلم هذا المدير إذا منحناه جائزة النيل، النيل قليلة عليه، لن أطالب بترشيحه لجائزة نوبل، فلنؤجل نوبل إلى عيد ميلاد المشروع السنة الجاية .وبما إن النيل قليلة عليه، وبما إن لدينا بحرين أحمر وأبيض وليس بحرا واحدا، فمن الأجدر به أن نخترع له جائزة تسمى ” جائزة البحرين” ونمنحه إياها، طبعا كنت أتمنى أن تكون مصر مطلة على أحد المحيطات لنخترع له جائزة ” المحيط” فهو أكبر من النيل وأكبر من البحرين، “المحيط ” يليق به.
الهيئة الآن، كما علمت، تجهز بيانات وإحصاءات حتى تضعها في عين التخين وتؤكد بها أن مشروعها لنشر الثقافة السينمائية في ربوع المحروسة، أصبح العالم كله يتهافت على تطبيقه حتى يتقدم ويتطور مثلنا بالظبط، وإن كان مدير المشروع، ونظرا لحكاية الملكية الفكرية وكده، يرفض تماما سرقة الفكرة ويشترط على كل دولة تريد أن تستغلها أن تدفع ملايين الدولارات حتى تستغلها لمدة عام واحد، وإذا أرادت أن تستغلها لعام آخر تدفع زيادة عشرة بالمئة.. زي الإيجار الجديد كده.
أثق أن الهيئة ستفحم المشككين في المشروع وستخرج علينا بهذه البيانات والاحصاءات متضمنة الإيرادات العظيمة التي حققها المشروع خلال العام المنقضي، وكذلك المصروفات، يعني جملة ماتقاضاه المسئولون عن تشغيل السينما في قصور الثقافة، وهي بالمناسبة حقوق مشروعة، وكذلك جملة مادفعته الهيئة من فواتير كهرباء لزوم تشغيل أجهزة التكييف وكده، وأعداد المترددين على كل حفل، هل هم ثلاثة أفراد فعلا كما يقول المغرضون وأعداء الدولة ، أم أن العدد فاق الخمسة أو حتى العشرة في بعض الحفلات.
أيضا ستقدم الهيئة بيانا بأسماء الأفلام العظيمة التي قدمتها للشعب، والجوائز العالمية التي حصلت عليها،وكيف أن هذه الأفلام غيرت حياتهم وجعلتها أجمل وأحلى من القرع العسلي، وكذلك ستنشرالمقالات والدراسات النقدية التي كتبها خبراء ومهندسون ومراكبية وسائقو التكاتك والميكروباصات من دول العالم كافة حول هذه الافلام وضرورتها في بناء الوعي والعضلات وإعداد جيل جديد قادر على الحصول على كأس العالم في لعب الكوتشينة والثلاث ورقات وماشابه.
الهيئة أكيد أعدت استبيانات ستنشرها خلال الاحتفال، حول نوعية الجمهور التي تدفقت على قصور الثقافة لحضور سينما الشعب، ورأيها فيما شاهدته، والتحولات التي طرأت على حياتهم بعد المشاهدة، وذلك من خلال الاستعانة بعلماء نفس وخبراء أرصاد وأطباء بيطريين ولاعبي بينج بونج!
أخي المواطن من حقك أن تفرح بأن لدينا مسئولين يواصلون الليل بالنهار من أجل راحتك..واعلم أن راحة الجسم تبدأ من سينما الشعب!