»»
✍️ م. ابراهيم عبدالرحمن
(مدير إعلام جامعة القناة سابقا)
قصة كفاح ، أو نضال ، او إعجاز فى زمن لا يوجد به معجزات ، قصة بطولة أدمت صاحبتها دماً من قلبها ، قصة فخر يتخذها شباب اليوم نبراساً وقدوة ومثل ، انها رحلة كفاح لسيدة مصرية تفخر بوطنها وتعتز بكونها تنتمى الى محافظة الاسماعيلية مدينة الابطال والكفاح والنضال ، اسمها امل وحيد المهدى ، جدة وعمرها ٧٤عاماً حصلت على درجة الدكتوراة منذ ايام قليلة من كلية التربية بجامعة عين شمس بعد مناقشتها لموضوع الرسالة دراسه مقارنه لبعض أبعاد التربيه البيئيه في مناهج التعليم الابتدائي بين مصر واليونان.
والدكتورة أمل وحيد المهدي ارمله وأم لاربعه ابناء مهندس ودكتورة جامعيه وقبطان بحري والاخيرة خبيرة سياحيه ولديها خمسه أحفاد ٤ ذكور وبنت واحده ٣ أنهوا تعليمهم بكليات التجارة ويعملون والآخر خريج الاكاديميه البحريه ويعمل مديرا لاحدي الشركات الخاصة وحفيد بكليه الالسن.
ولأمل المهدى قصة كفاح طويلة حيث : حصلت علي شهادة الثانويه العامه من مدرسه ام الابطال بالاسماعيليه وقبلت بحقوق الإسكندرية حيث كان حلمها وحلم الوالد أيضا ولكن الاب رفض ذهابها الي الإسكندرية للدراسه فمرضت مرضاً شديداً وقامت بإعادة السنة الدراسية “منازل ” وقبلت بكليه التربية الرياضيه بالجزيرة بالقاهرة ، وكانت من الطالبات المتميزات ولكن ظروف حرب ٦٧ جعلتها تترك الجامعه لتطرق باب العمل
وتزوجت في الهجرة وعاشت في محافظه الغربيه ٧ سنوات استطاعت من خلال عملها بوزارة الشئون الاجتماعيه خدمه كل المهاجرين في كل معسكرات التهجير حتي العودة للاسماعيليه بعد انتصارات اكتوبر المجيدة.
ولقد شاءت الاقدار بالعودة للقاهرة لظروف دخول الابناء للجامعات فألتحقت للدراسة فى المعهد العالي للدراسات التعاونية والإدارية من خلال منحه من العمل وفي خلال ٤ سنوات حصلت علي بكالوريوس التجارة بتقدير جيد جدا وهي ام لاربعه ابناء بالتعليم الجامعي والثانوي والابتدائي ويعد هذا إنجازاً كبيراً حققته امل المهدى ، ولم يقف طموحها عند حصولها على درجة البكالوريوس ، فمن سكرتيرة قفزت الي منصب رئيس الوحدة الاجتماعية بالسلام اول ومديرة منفذة لمشروعات الجمعيه
ولظروف خاصة سافرت لليونان لزيارة والدتها اليونانيه واخوتي فبهرت بهذة الدوله الراقيه وعملت في كل الأعمال حتي اقامت مشروع خاص لاستيراد المنتجات الوطنيه المصريه ثم اغلقت المشروع لظروف صحيه
وحصلت على درجة الماجستير فى سن كبير تخطى الستون عاماً ، وفي زيارة للجامعه لاستخراج شهادة الماجستير وترجمتها حيث كانت تنو ي الدراسه بالخارج تقدمت بأوراقها لدراسه الدكتوراة وذلك بعد مرور ١٦ سنه علي حصولها علي درجة. الماجستير
وكان نجاحها فى تمهيدي الدكتوراة بامتياز في معظم المواد
واستمر عملها ليل نهار لمدة ٦ سنوات بخلاف الترجمه للمناهج اليونانية وتعطلت عاماً كامل لإجراء عمليه تغيير مفصل بالركبه الشمال وكملت المشوار ، وتمت مناقشة الرساله امل المهدى مواطنة مصرية تعشق الوطن وأهدت عصارة جهدها وفكرها الى مصر والرئيس السيسي الذي ترى فيه عودة الحياة والقوة والكرامه لمصر وتهدى هذا العمل لمصرنا الحبيبة ليكون منارة للأجيال القادمه حتى يصبحوا حماه للبيئه والمناخ.
دكتورة امل المهدى نموذج لكل الشباب الذين ستحملون رساله مصر ، وتطالبهم أن يكونوا باحثين عن العلم لان الدول ترتقي بالعلم والبحث العلمي.