أجرت أمازون لخدمات الدفع الإلكتروني، الرائدة في معالجة عمليات الدفع الرقمي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بحثًا حول تفضيلات الإنفاق للأشخاص المولودين بين عامي 1997 و2012، والمعروفين باسم جيل ما بعد الألفية (Generation Z). ويُقارن المستند التقني البحثي، الذي يأتي تحت عنوان “فهم جيل ما بعد الألفية”، تفضيلات الإنفاق للجيل مقارنةً بالأجيال الأخرى، كأولئك المولودين بين عامي 1981 و1996، والمعروفين باسم “جيل الألفية” (Millennials). كما يناقش البحث تأثير جيل ما بعد الألفية خاصة مع نمو قوته الشرائية. واستنادًا إلى البحث الذي أجرته شركة Sixth Factor Consulting برعاية أمازون لخدمات الدفع الإلكتروني، تم تقديم حصيلة من المعلومات الثرية في مستندها التقني البحثي الثاني من نوعه للشركة، وقد تمّ نشره في منتدى “إعادة تصور المدفوعات” الذي يستهدف تقديم فكر قيادي ومساعدة التجار والمهتمين بالمدفوعات الرقمية على معرفة المزيد عن هذا المجال.
وقال بيتر جورج، المدير الإداري في أمازون لخدمات الدفع الإلكتروني في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا: “يتمتع جيل ما بعد الألفية بإمكانيات هائلة من شأنها زيادة نمو الأعمال في المستقبل لدى التجار، مما يجعلها شريحة عملاء مهمة بالنسبة للشركات. ويستطيع التجار استخدام التحليل البحثي – الذي تقدمه أمازون عن سلوك جيل ما بعد الألفية تجاه المدفوعات الرقمية وتعاملهم معها وبالإضافة إلى غيرها من المواضيع المرتبطة بالقطاع في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا – في التواصل بفعالية مع هذا الجمهور من أجل نمو صحي ومستدام”.
ويقدّم المستند بحثًا استند إلى استطلاع للرأي شارك فيه أكثر من 1,800 شخص من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر.
وأضاف بيتر جورج، قائلًا: “في وقت سابق من هذا العام، أطلقنا منتدى “إعادة تصوّر المدفوعات” (re:Imagine Payments) لتوفير مساحة للتعاون بين الشركاء الحاليين والمحتملين للمشاركة في الحلول الجديدة واستكشافها وتأسيسها معًا. ويأتي هذا البحث تماشيًا مع هدفنا المتمثل في مشاركة الأفكار حول التوجهات الحديثة للقطاع في استهداف مختلف الشرائح وتعزيز تبادل المعرفة لدعم النمو والابتكار في قطاع المدفوعات الإقليمي”.
يمكن للتجار المتواجدين في المنطقة الاستفادة من نتائج البحث التقني “فهم جيل ما بعد الألفية” (Understanding Generation Z) للتعرّف إلى تفضيلات هذه الفئة ودوافعها الأساسية، للتواصل مع الجيل وضمان نجاح شركاتهم في المستقبل من خلال تلبية احتياجاتهم الناشئة.
أكثر من نصف المشاركين في البحث يفضلون الدفع الرقمي
يتفوق أفراد جيل ما بعد الألفية في استخدام التكنولوجيا، وهو ما يؤثر على اختيارهم تجاه المدفوعات الرقمية. وقد أظهرت الأبحاث أن هذه الفئة تفضّل طرق الدفع الرقمية، مع احتلال بطاقات الدفع ومحافظ الهاتف الجوّال المرتبة الأولى من حيث الشعبية.
وقد قال المشاركون في الاستطلاع إنهم يعتقدون أنّ الخيارات التي تقدمها طريقة “اشترِ الآن وادفع لاحقًا” (Buy Now, Pay Later) ملائمة للدفع إذا كانت السلع باهظة الثمن. وأظهر البحث أن أكثر ما يدفع اهتمام جيل ما بعد الألفية بهذه الطريقة هو عدم وجود فائدة على المدفوعات، وغياب التعامل الورقي، وتخفيف الضغط المادي .
كانت الغالبية العظمى من المشاركين، في البلدان الثلاثة التي جرى فيها الاستطلاع، على دراية بتطبيقات التحويل من نظير إلى نظير (Peer to Peer Transfer Apps)، وبلغت نسبة الوعي بذلك 92٪ في مصر، بسبب التوفّر المبكر لشبكة الدفع الفوري الوطنية. وقد ادعى غالبية المشاركين في دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر استخدام تطبيق التحويل من نظير إلى نظير مرة واحدة على الأقلّ.
وأظهر البحث أيضًا أن نسبة الوعي بالمدفوعات التي يمكنها أن تتم من داخل التطبيقات (In-App Payments) مرتفعة. ومع ذلك أشار المشاركون في الاستطلاع أن هذه الطريقة تتنافس مع طرق الدفع الأخرى شائعة الاستخدام وأنه يجب على التجار التفكير في استخدام الخصومات لجلب المزيد من عمليات الشراء نحو تطبيقات أجهزة الجوال.
ومن فئات الدفع من داخل التطبيقات التي رحب بها المشاركون كانت التطبيقات الشاملة (Super Apps). وقال المشاركون في الاستطلاع إنّ هذه التطبيقات الشاملة، والمتوفرة حاليًا فقط في دولة الإمارات العربية المتحدة، ملائمة ومريحة بشكل خاص، وهو ما يؤدي إلى زيادة الوعي والإقبال عليها.
ويقول أعضاء جيل ما بعد الألفية إنهم يهتمون بمنافع تحليل بيانات المستخدمين الشخصية ومزايا التخصيص لإضفاء الطابع الشخصي أكثر من اهتمامهم الخصوصية. وقد وجدت الدراسة أن هذا الجيل أقل قلقًا تجاه مشاركة البيانات من الأجيال السابقة، وأنه على استعداد لمشاركة بياناته إذا كان ذلك يوفر لهم تجربة تسوق أفضل.
وقال أحد المشاركين من جيل ما بعد الألفية في الاستطلاع: “أنا أدرك أن ملفات تعريف الارتباط (Cookies) تتعقب مواقع الويب التي أزورها وتستهدفني بالإعلانات حسب ذوقي واختياري. [لكنني] أحصل على محتوى ذي صلة حول ما قد يثير اهتمامي، مما يجعل تجربتي عبر الإنترنت أكثر أفضل لكونها متكيفة مع تفضيلاتي الشخصية”.
إلاّ أن المشاركين من جيل الألفية أعربوا عن قلقهم الأكبر بشأن مشاركة البيانات. وقال أحد المشاركين من جيل الألفية: “أنا حريصٌ للغاية ومتردد في مشاركة بياناتي، أشعر بعدم الأمان وأفضل دخول مواقع الويب التي أعرفها فقط. وحتى على المواقع المعروفة، لا أشارك معلوماتي”.
الدوافع الكامنة وراء هذا السلوك
للوصول بنجاح إلى جيل ما بعد الألفية، يجب على التجار أن يفهموا السلوكيات التي يمكن قياسها بشكل كمي لهذا الجيل، ولكن الأهم من ذلك معرفة دوافعهم.
وكون جيل ما بعد الألفية هو أول جيل وُلد في العصر الرقمي الذي نعيشه اليوم، فهم لا يعرفون إلا عالمًا بهواتف ذكية وإنترنت، على عكس الأجيال التي سبقتهم.
وقد أدى ذلك إلى تعريض جيل ما بعد الألفية لقضايا عالمية كثيرة في وقت مبكر جدًا من حياتهم بسبب كونهم يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط، وهو ما أدى إلى زرع شعور عميق بالمسؤولية الاجتماعية يظهر في اختيارهم للعلامات التجارية وأماكن العمل. ولجذب انتباه جيل ما بعد الألفية، على التجار فهم قيَمهم وأولوياتهم وتطوير استراتيجية للمسؤولية الاجتماعية للشركة لتكون مطابقة لذلك.
من الجدير بالذكر أن جيل ما بعد الألفية واحد من أكثر الأجيال ريادةً في مجال الأعمال، ولاسيما في الشرق الأوسط. وهذا الفكر الريادي مدفوعٌ برغبتهم في الاستقلال المالي.
ولذلك من المفيد للتجار الذين يستهدفوا جيل ما بعد الألفية تقديم برامج الولاء للمستهلكين وخطط المكافآت التي تعتمد على التوفير، والتسويق للتخطيط المالي كعامل جذب لأساليب الدفع الحديثة.
ويقدم المستند التقني “فهم جيل ما بعد الألفية” معلومات قيّمة حول الطريقة التي يفكر بها هذا الجيل. فمن أجل استهداف جيل ما بعد الألفية بشكل فعال، يحتاج التجار إلى فهم هذه الشريحة. ومن شأن ذلك مساعدة التجار على بناء أعمالهم بطريقة تجذب هذا الجيل الفريد والمعقد والديناميكي وكذلك اغتنام الفرص المستقبلية.