أثارت اختيارات اللجنة التي شكلتها هيئة قصور الثقافة لترشيح عروضها المسرحية للمشاركة في المهرجان القومي للمسرح المصري، ردود أفعال غاضبة بين عدد من صناع العروض المسرحية الذين لم تشملهم ترشيحات اللجنة.
وبحسب بيان الهيئة فقد شكلت لجنة عليا لمشاهدة العروض المسرحية لفرق الأقاليم لاختيار عدد ٦ عروض تشارك فى المهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته السادسة عشرة.
و قامت اللجنة بمشاهدة عدد خمسة عروض لكل إقليم وفقاً لترتيب تصعيدها من خلال لجان التحكيم الإقليمية تحقيقاً لمبدأ المساواة بين جميع الأقاليم .
و تشكلت اللجنة من : د أسامة أبو طالب ، د. عادل عبده، محمد بهجت ، د. هانى كمال، تامر كرم ، د. عمرو الأشرف ، وليد الشهاوى
ووقع اختيار اللجنة على عدد ستة عروض مسرحية للمشاركة فى المهرجان القومى للمسرح المصرى ، بواقع ٥ عروض لفرق الأقاليم والتجارب وعرض واحد لفرق النوادى ، وهى كما يلى :
السراج لقصر ثقافة طنطا ، يهودى مالطا لقومية الاسكندرية ، رضا لقومية الإسماعيلية ، عادلون لإقليمية بورسعيد ، سالب واحد لقصر ثقافة المحمودية ، مسافر ليل لنادى مسرح الأنفوشى .
واستقر رأى اللجنة على اختيار عرضى : “الدمية البرية” لقومية القاهرة و “اغتصاب” لقصر ثقافة الأنفوشى، وفقاً لترتيب اللجنة كعرضين احتياطيين.
أعضاء اللجنة جميعا من المسرحيين المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة، ولاأظن أن أحدا أملى عليهم شيئا لايتفق ووجهات نظرهم، لكن تبقى هناك مشكلة تتعلق بإقليم غرب ووسط الدلتا الذي أصدر بعض فنانيه بيانا جاء فيه:
“نُعرب نحن فريقي عمل عرضي “اغتصاب” لفرقة قصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية، و”مشعلو الحرائق” لفرقة قصر ثقافة الشاطبي، عن رفضنا التام للقرارات الإدارية المفاجئة والمستحدثة لإدارة المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة، والتي تم تطبيقها بشكل مفاجئ مما ألحق الضرر بنا وبالمجهود والوقت المبذول منا لتقديم أعمال مسرحية تليق بأسماء صناعها، وبجمهور الإسكندرية العظيم وبهيئة قصور الثقافة العريقة، حيث قدمت تلك العروض للجمهور و لاقت استحساناً كبيراً منهم ومن النقاد، وكذلك لجنة التقييم المُشكلة من الهيئة ذاتها، وقد حصل العرض المسرحي “اغتصاب” على أعلى تقييم على مستوى الإقليم، وحصل “مشعلو الحرائق” على ثاني أعلى تقييم، ولأن آلية اختيار وترشيح العروض للمشاركة في المهرجان القومي للمسرح المصري ،والذي نحرص على المشاركة فيه سنوياً -كونه واحداً من أهم الفعاليات المسرحية على مستوى مصر والعالم العربي- قد تغيرت هذا العام تنفيذاً لقرارات مجلس الوزراء بترشيد النفقات فبالتالي تم إلغاء المهرجان الختامي لفرق الأقاليم واستبداله بمشاهدة العروض مصورة بالصوت والصورة من خلال لجنة تُشكل من قبل الهيئة، فقامت الهيئة بترشيح خمسة عروض لكل إقليم عدا إقليم غرب ووسط الدلتا الثقافي والذي تتبعه الفرق المذكورة أعلاه، حيث قررت الهيئة ترشيح ستة عروض مسرحية منه، وذلك بسبب اعتذار لجنة التقييم الأولي واستبدال اثنن من عناصرها، وجاء ذلك في بيان إدارة المسرح، وذلك ما نستنكره بشدة، لأنه في حال تم اختيار خمسة عروض فقط للترشح للمشاركة في المهرجان القومي فإن أحد هذين العرضين ( اغتصاب ومشعلو الحرائق) على الأقل أن لم يكن كلاهما يجب أن يشارك في المهرجان، لأن أحد العروض التي تم اختيارها من هذا الإقليم( يهودي مالطا) قد تم اختياره رغم تقييمه بدرجة وضعته خارج العروض الخمسة الأولى، وبالتالي منحته هذه الآلية فرصة أخرى لينافس العروض الخمسة الأولى بل وتقرر لجنة اختيار العروض مشاركته في المهرجان القومي على حساب العرضين المذكورين أعلاه!
وتساءل البيان:إذن فما دور لجنة التقييم؟ ولماذا لم تعلن إدارة المسرح عن تعديل الآلية فور تغيير لجنة التقييم منذ ما يقرب من شهرين وأكثر؟ لماذا تستهين إدارة المسرح بجهود الفرق المسرحية وصناعها إلى هذا الحد؟
وختم البيان:لا ننتظر إجابة حيث أننا نعلم بأنه لا منطق لما حدث وإنما وجهات نظر قد تخدم البعض وتضر البعض الآخر، نعلن نحن المتضررين رفضنا التام لما حدث، وندق ناقوس الظلم لعل القادم يخلو من الفساد والفاسدين”
انتهى بيان صناع عرضي (اغتصاب ومشعلو الحرائق)ويبقى السؤال: لماذا لم تطبق الهيئة على إقليم غرب ووسط الدلتا ماطبقته على الأقاليم الأخرى؟وهل تعمدت الهيئة مجاملة عرض يهودي مالطا فعلا؟
وبعيدا عن البيان فإن آلية اختيار العروض عن طريق الفيديوهات، ظالمة ولايمكن لأي لجنة، أيا كانت قدراتها، الحكم بشكل جيد على هذا العرض أو ذاك، لسببين : الأول أن التقييم الموضوعي لأي عرض لايمكن أن يتم إلا بمشاهدته على المسرح، أما السبب الآخرفإن هناك عروضا يمكن أن تكون جيدة ويظلمها التصوير خاصة أن صناع العروض يقومون بالتصوير بأنفسهم و على نفقتهم الشخصية، وفي الغالب لايستعينون بمتخصصين في هذا الأمر مما يضر بعروضهم المصورة، صحيح أن المهرجانات الدولية تعتمد بشكل أساسي على مشاهدة العروض مصورة، وذلك لأن راغبي المشاركة في هذا المهرجان أو ذاك من عدة دول ومن المستحيل مشاهدة العروض في مواقعها، ولكن ماذا عن مهرجان محلي؟