عقدت السفيرة سها جندي وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، اجتماعا عبر “الفيديو كونفرنس “، للتعرف على برنامج الطروحات المقدم من قبل الحكومة المصرية، وكذلك خطة تخارج الدولة من عدد ضخم من المشاريع الاستثمارية الناجحة في مصر، وذلك بمشاركة السيد أيمن سليمان، المدير التنفيذي لصندوق مصر السيادي، والدكتور فخري الفقي، رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، والسفير أحمد شاهين قنصل مصر في لوس أنجلوس، وبمشاركة عدد من أبرز رجال الأعمال المصريين في الخارج، ضمن سلسلة من الاجتماعات التي تعقدها وزارة الهجرة لتعريف رجال الأعمال المصريين بالخارج بكافة الفرص الاستثمارية المتاحة في دولتهم الأم.
من ناحيتها، صرحت السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة، أن دعوتها لعقد اجتماع يضم مجموعة من أبرز رجال الأعمال والمستثمرين المصريين بالخارج، بجانب مشاركة أيمن سليمان المدير التنفيذي لصندوق مصر السيادي، يأتي إنطلاقا من حرصها على تعريف مستثمرينا بالخارج بكافة الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر خلال الفترة الحالية، وتعد أبزر تلك الفرص هو برنامج الطروحات الذي أطلقته الحكومة المصرية هذا العام، في إطار وثيقة سياسة ملكية الدولة، التي تبحث عن فتح آفاق جديدة للاستثمارات الأجنبية.
وأشارت وزيرة الهجرة إلى أن هذا الاجتماع للتعريف بإمكانيات الصندوق السيادي والطروحات المصرية وفرص الاستثمار، يأتي ضمن سلسلة من الاجتماعات تعقدها وزارة الهجرة افتراضيًا للمستثمرين المصريين في الخارج للتعريف بمناخ الاستثمار وفرص الاستثمار بحيث تدعو له أهم الجهات المرتبطة مع مناخ الاستثمار والوزراء الذين تتعامل وزاراتهم مع الملف، بطرح فرص كتيرة للاستثمار المباشر ، في إطار استراتيجية التواصل مع المصريين في الخارج وإتاحة فرص الاستثمار في بلدهم وأن يعرفوا كافة أشكال الفرص التي تطرحها الدولة، ليكون لهم فرص متساوية مع المستثمرين الأجانب والمستثمرين المصريين في الداخل للاستفادة من كبرى المشروعات المهمة التي تطرحها الدولة في مشروعات ناجحة في السوق المصري وخارجه، وتحقق أرباحًا ولا تعاني أي خسارة.
وأكدت وزيرة الهجرة أن حرصها على أن يكون لمستثمرينا بالخارج نصيب من المشاركة في برنامج الطروحات الحكومية، يأتي تلبية لرغبتهم الدائمة في ضخ استثماراتهم في المشروعات الوطنية التي تقام على أرض مصر، وزيادة قاعدة مشاركتهم في جهود التنمية، ويحتاج ذلك إلى التعريف بالفرص الاستثمارية المتاحة حاليا وكذلك القطاعات الاقتصادية الواعدة، و مجالات الاستثمار المهيأة لهم والتي يمكنهم العمل فيها بشكل مباشر.
وأشارت وزيرة الهجرة، إلى أهمية “شركة المصريين بالخارج للاستثمار” وما يتم بذله من جهود من أعضاء المجلس التأسيسي للشركة، لتحديد مجالات عملها ووضع الأطر المحددة لها، موضحة أن مؤتمر المصريين بالخارج المزمع انعقاده يوم 31 يوليو الجاري، سيشهد الحديث عن تفاصيل هذه الشركة، كما طلبت سيادتها استعراض كل المجالات المطروحة للاستثمار أمام المصريين بالخارج، وتوفير نفس الفرص والمميزات الخاصة بتخارج الحكومة المصرية لهم، مؤكدة أهمية مشاركة البيانات لهذه الفرصة الاستثمارية للمساهمة أيضا في الترويج لها خارجيا.
من جانبه قدم أيمن سليمان المدير التنفيذي لصندوق مصر السيادي، عرضًا وافيًا تضمن خطط الصندوق في التعامل مع الأصول التي آلت ملكيتها إليه، وآليات مشاركة القطاع الخاص والشركات المزمع طرحها فى البورصة المصرية، وآليات جذبهم للسوق المصرية، وكذلك ما تم في عمليات طرح 32 شركة مملوكة للدولة على مدار عام كامل، لمستثمرين استراتيجيين، أو تم عرضها للاكتتاب العام في البورصة المصرية، أو كليهما.
وفي السياق ذاته، استعرض المدير التنفيذي لصندوق مصر السيادي، الفرص الاستثمارية التي يقدمها الصندوق والقطاعات الاقتصادية التي يعمل عليها، مؤكدا أن الصندوق يعمل على قطاعات مبنية على نظرة المستقبل للاقتصاد المصري والقطاعات سريعة النمو، وبجانب دوره في إتاحة الفرصة للاستثمار المباشر وخلق فرص استثمارية مع القطاع الخاص، مضيفا أنه تم اختيار القطاعات التي يعمل عليها الصندوق من خلال ثلاثة محاور رئيسية وهي الاقتصاد المصري القديم والحديث والفرص الواعدة في الاستثمار.
وتابع أيمن سليمان أن القطاعات الاقتصادية للصندوق تضم السياحة، والتصنيع خاصة التصنيع الزراعي والدوائي والتكنولوجي، والبنية الأساسية و”الهيدروجين الأخضر”، وتحلية المياه، والمناطق اللوجيتسية والخدمات، وقطاع الخدمات المالية والشمول المالي، والأغذية والزراعة بشكل عام مع التركيز على المشروعات التي لديها كفاءة عالية لاستخدام المياه، بجانب قطاعات الأمن الغذائي والدوائي والتعليم والرعاية الصحية والتجارة والشمول المالي، وبعض القطاعات الأخرى التي لديها قدرات تصنيعية وتصديرية.
وأشار سليمان إلى أن قطاع الزراعة والصناعات الغذائية يعد من أبرز القطاعات المهيأة للاستثمار فيها خلال الفترة الحالية من خلال شركة الصالحية للاستثمار والتنمية، وهي من بين برنامج الطروحات الحكومية الذي يضم 32 شركة مملوكة للدولة، حيث إن الشركة تمتلك نحو 21 ألف فدان، وتنتج جميع المنتجات الزراعية والخضراوات، بالإضافة إلى تربية الدواجن والأبقار الحلوب وعجول التسمين، ويتم تصدير نحو 70% من منتجاتها، والباقى يتم بيعه فى السوق المحلية بعدد من محافظات الجمهورية، وتعد فرصة مهمة أمام المستثمرين المصريين بالخارج للاستثمار بهذا القطاع الهام.
وأضاف أن هناك فرصة ذهبية أمام المستثمرين المصريين بالخارج، للاستثمار في الشركة الوطنية لإنتاج وتعبئة المياه الطبيعية “صافي” التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، وتمتلك فرصا واعدة للنمو في السوق المصري، مؤكداً على “المرونة” فيما يخص النسبة المطروحة من الشركة أو المدى الزمني للطرح، هذا بجانب القطاع السياحي الذي يحتاج لمزيد من الاستثمارات لمضاعفة الغرف الفندقية بما يتناسب مع خطط الدولة لاستيعاب عدد سائحين أكبر، كذلك المشاركة في بعض المشروعات الخضراء التي يستثمر بها الصندوق السيادي بما في ذلك مشاريع الهيدروجين الأخضر وتحلية المياه.
وأضاف “سليمان” أن الصندوق السيادي يسعي للتعامل بشكل عام مع المؤسسات أكثر من الأفراد ومن ثم فان الشركة الاستثمارية للمصريين في الخارج ستكون هي الجهة الرئيسية المنوطة بالتعامل مع الصندوق السيادي لتمثل استثمارات المصريين مع الكتير من المؤسسات في الدولة.
وقال الدكتور فخري الفقي رئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن الصندوق السيادي قادر على جذب مزيد من الاستثمار ورؤوس الأموال الأجنبية، وعلينا العمل لخلق رافد سادس من روافد النقد الأجنبي لمصر، والمتمثل في استثمارات المصريين بالخارج، ويحتاج ذلك لتوضيح وعرض الفرص الاستثمارية والمشروعات المتاحة للاستثمار فيها، وتقديم مزيد من التسهيلات والمحفزات لمستثمرينا بالخارج، لتشجيعهم على ضخ رؤوس أموال في وطنهم، مؤكدا أهمية قطاع السياحة، كونه يقوم على تصدير الخدمات المصرية على أرض مصرية، ولذلك يجب تعظيم فرص الاستثمار في هذا القطاع الهام.
وأكد السفير أحمد شاهين قنصل مصر في لوس أنجلوس، أهمية الدور الذي تقوم به السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة من دعوة المستثمرين المصريين بالخارج وخاصة في الولايات، للاستثمار في مصر، وما قامت به من زيارة لكاليفورنيا كانت سببا في إقناع رجال أعمال مصريين للاستثمار في مصر، وهم فقط يحتاجون لمعرفة مجالات الاستثمار المتاحة حاليا للتداخل فيها.
من جانبه تناول أحد المستثمرين المصريين في الخارج في مجال الخدمات الصحية في كندا، والخبير في مجالات الذكاء الاصطناعي في القطاع الطبي، عن رغبته في نقل جزء من استثماراته إلى مصر، في مجال في تقديم الخدمات الرقمية في المجال الطبي، بجانب العديد من الخدمات في مجال رعاية المسنين، والرعاية بمرضى الجروح والجراحات التكميلية، باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يمكن من تقديم التشخيص باستخدام التقنيات الرقمية وعلاج أمراض السكر وما ينشأ عنها، كما أوصى بتدخل الصندوق السيادي لتذليل العقبات التي من شأنها عرقلة حركة تدفق الاستثمارات الأجنبية في مجال القطاع التكنولوجيا الصحية.
وفي ختام اللقاء أكدت السفيرة سها جندي وزيرة الهجرة استمرار عقد لقاءات مماثلة للمستثمرين المصريين في الخارج مع الجهات والمؤسسات ومختلف الوزارات التي تقدم منتجات للشراكة وتطرح مشروعات التنمية لاطلاع الراغبين في الاستثمار في مصر علي المستجدات والتيسيرات وآليات المشاركة.