منذ حوالي أربعين عاما بدأت الإدارة العامة للمسرح بقصور الثقافة في تنظيم عدة ورش تدريبية في أغلب المحافظات، جاءت الورش بنتائج مبهرة انعكست على مستوى المسرح في الاقاليم، ولاأدرى لماذا توقفت هذه الورش ولصالح من تحديدا.
لاأحد ينسي بالتأكيد ورشة التمثيل التي قادها الراحل دكتور عبد الرحمن عرنوس في قصر ثقافة قنا أواخر تسعينيات القرن الماضي، وكيف أثرت هذه الورشة بشكل إيجابي على فناني المحافظة وانعكست في أعمالهم المسرحية.
ومن منا ينسي الورشة التي نظمها الراحل دكتور محمود نسيم في 2007 بفندق انديانا في التمثيل والإخراج والديكور والملابس وكان هناك مشروع تخرج بل تم تعيين كل شباب وبنات الورشه كموظفين في الهيئة بقرار جرئ أصدره دكتور احمد نوار رئيس الهيئة وقتها.
كذلك حمل مصمم الديكور دكتور صبحي السيد حقيبته ذات يوم وتجول في العديد من محافظات مصر مثل المنيا وقنا وسوهاج والاسكندرية والاسماعيلية يعطي ورشا في الديكور والملابس.
كما نظمت إدارة المسرح ورشه علي هامش مهرجان المسرح التجريبي عام 2001
ولك أن تعرف أسماء المتدربين في عام 2003 لتندهش حقا، حيث أن أغلبهم أصبح الآن نجما في مجاله، ومنهم على سبيل المثال لاالحصر:دكتور جمال ياقوت، المخرج محمد مرسي، المخرج والكاتب شاذلي فرح، المخرج سامح الحضري ، المخرج شادي الدالي ، المخرج محمد الدرة، المخرج اسامه عبد الرؤوف،محمود مختار، الكاتب حسام الدين عبد العزيز
كانت هذه الورش تقام صباحا وظهراوعصرا ، يشاهد المتدربون عروض المهرجان التجريبي وينتظمون في التدريب على التمثيل والإخراج والملابس والديكور
ومن منا ينسي ورشه دكتور صبحي السيد لمدة عامين كاملين إبان كان مديرا عاما للمسرح،وكانت الورشة عبارة عن اكاديمية مصغرة للتدريب علي الاخراج طوال عامين كاملين ونتج عنها مهرجان الشباب الاول. وكذلك ورشه التأليف التي أقامها المخرج عادل حسان عندما كان مديرا عاما للمسرح وكان بها العديد من المؤلفين الشباب
السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا اختفت هذه الورش الجادة والفاعلة ولصالح من؟
تحتاج إدارة المسرح في الفترة القادمة إلى استعادة دورها كإدارة مسئولة عن المسرح في أقاليم مصر، وأن تكون إدارتها من داخلها وليس من خلال وسطاء تحكمهم مصالحهم الصغيرة.. أعرف أن المخرج هشام عطوة رئيس الهيئة السابق كانت لديه طموحات كبيرة لتطوير عمل الإدارة، وأعرف كذلك أن لجنة من القيادات بالهيئة التقت المتقدمين لشغل منصب مدير عام إدارة المسرح ، وأن اللجنة حسمت اختيارها بالفعل. فمتى يكون هناك مدير لهذه الإدارة التي تضم عشرات المسرحيين المهمين، ليضع معهم خطة تطوير عمل الإدارة واستعادة دورها في الورش التدريبية التي بتوقفها خسر المسرح الإقليمي الكثير من حضوره وتألقه، وبخاصة في المدن البعيدة التي لاتحظى بأي اهتمام يتعلق بالتدريب والتثقيف.
تحتاج إدارة المسرح إلى طفرة في أدائها واهتمامها بالمسرح في الأقاليم، وأن يكون مديرها القادم صاحب قرار ولديه خطة للتطوير يتم التوافق عليها من قيادات الهيئة، ولندعه يعمل لتنفيذ خطته دون إملاءات من أي صاحب مصلحة يسوءه أن تكون الإدارة فاعلة ومستقلة.