د.علي عبدالرحمن غويل:
هناك خلل في تقييم الطلاب بمرحلة التعليم ما قبل الجامعي .. وأخطرنا الجهات المعنية بذلك
الثانوية العامة مقياس عادل للطلاب .. لو أجريت الامتحانات بالمعايير الصحيحة
جامعات مصر بخير .. ولن نسمح بتخريج أى طبيب غير كفء للتعامل مع أرواح الناس
أنصح الطالب غير الكفء بالبحث عن طريق آخر حتى لا يضيع سنوات من عمره
اطمئنوا .. “حمى الضنك” لا تؤدي إلى مضاعفات خطيرة ولا تسبب الوفاة
إضافة 15 سرير عناية مركزة للأطفال قبل نهاية العام الحالي .. ومستشفى صحة المرأة تدخل الخدمة في العام المقبل بطاقة 400 سرير
المناظير تعمل طوال الأسبوع .. والقضاء على قوائم الانتظار في عمليات القسطرة القلبية
حوار – عبدالرحمن أبوزكير :
فجر الاستاذ الدكتور علي عبدالرحمن غويل، عميد كلية الطب بجامعة جنوب الوادي بقنا، مفاجأة من العيار الثقيل، حيث أعلن أن نسبة النجاح بالفرقة الأولى في العام الجامعي الحالي 2022 / 2023 بلغت 28 % فقط، وقال أن ذلك يؤكد أن هناك خلل في مرحلة ما قبل التعليم الجامعي أدى إلى وصول هؤلاء الطلاب إلى كلية الطب دون امتلاكهم المواصفات المؤهلة للالتحاق بالكلية التي تخضع لمعايير الجودة والاعتماد . وأكد “غويل” في حوار صريح مع ” المساء ” أنه لن يسمح بتخريج أى طالب غير كفء من الكلية للتعامل مع أرواح الناس .. وإلى تفاصيل الحوار .
· الاستاذ الدكتور علي عبدالرحمن غويل عميد كلية الطب بجامعة جنوب الوادي بقنا .. دعنا نبدأ اللقاء بالحديث عن النتيجة الصادمة لطلاب الفرقة الأولى خلال العام الجامعي الحالي 2022 / 2023 بعدما أعلنت الجامعة أن نسبة النجاح 28 % فقط، ما حقيقة ذلك ؟
– بالفعل النتيجة كما ذكرت كانت صادمة للغاية لأنها لم تحدث من قبل، حيث إن اجمالي عدد الطلاب بالفرقة الأولى بكلية الطب بقنا هذا العام 514 طالب وطالبة، لم ينجح منهم سوى 146 فقط بنسبة 28 % مقارنة بالسنوات الماضية التى كانت تسجل نسبة نجاح بالفرقة الأولى ما بين 85 % إلى 90 % ، ويجب أن نؤكد أولًا أن كلية الطب بقنا هي كلية معتمدة، يتم وضع الكورسات بها طبقًا لمعايير الجودة، وكذلك أساليب التقييم وطرق التدريس تخضع لمعايير الجودة.
أضاف: وبالنظر لكل العوامل المؤثرة نجد ان جميع العوامل المؤثرة في النتيجة هي عوامل ثابتة لا تتغير سواء الاستاذ الذي يقوم بالتدريس أو أساليب التدريس أو أساليب التقييم أو مراجعة الامتحان وما بعد الامتحان؛ فكل هذه العوامل لم تتغير، وكان المتغير الوحيد في هذه المعادلة هو الطالب . وهذا ما دفعنا للبحث عن المشكلة بين الطلاب فتم عمل إحصائية للطلاب ووجدنا أنهم قادمين من مراكز بعينها ومن مدارس بعينها من داخل محافظة قنا ومحافظة مجاورة، وتم تقديم نتائج هذه الاحصائية للجهات المعنية، لأن النتيجة تؤكد أن هناك خلل ما في مواصفات الخريج الذي التحق بالكلية والتي لا تجعله قادرًا على التكيف واستكمال الدراسة في الكلية، فالعملية عبارة عن بناء متكامل وكلية الطب مبنية على الثانوية العامة ومرحلة ما قبل التعليم الجامعي، وعندما يكون هذا البناء غير مكتمل بشكل جيد يصبح صعب جدًا أن نكمل عليه مرحلة البناء، لأنه من المفترض أن يكون خريج الثانوية العامة قبل أن يلحق بكلية الطب يعرف لغة جيدًا وكذلك يعرف مواد علمية بشكل جيد حتى يستطيع التجاوب واستكمال الدراسة في الكلية، إلا إننا وجدنا سمة ما في مواصفات الخريج ما قبل التعليم الجامعي تحتاج إلى البحث والوقف على أسباب الخلل ، خاصة أن معظم الطلاب الراسبين والبالغ عددهم 368 طالبا وطالبة رسبوا في جميع المواد ولم يتعثروا في مواد بعينها، كما أن هناك 70 طالب من بينهم لم يدخلوا امتحانات الفصل الدراسي الثاني.
· ما موقف هؤلاء الطلاب الراسبين والبالغ عددهم 368 طالب وطالبة ؟
– تم توجيه الإرشاد الأكاديمي بالكلية للجلوس مع الطلاب ليوضح لهم الصورة وتوجيههم بشكل صحيح، وأمام طلابنا الفرصة لتحسين مستواهم من خلال امتحانات الدور الثاني ، أو إعادة السنة، ومن سيجد في نفسه المواصفات والكفاءة سيكمل دراسته بالكلية، ومن لم يجد في نفسه الكفاءة سيضطر إلى تغيير المسار بعد استنفاذ مرات الرسوب بالكلية، وفي كل الأحول لن نسمح بتخريج طالب من كلية الطب لا يمتلك مواصفات الطبيب الناجح لأنه سيتعامل مع أرواح الناس في النهاية .
· هل ترى أن هذه النتيجة تدعو لإجراء اختبارات قدرات لطلاب الثانوية العامة قبل الالتحاق بكليات الطب ؟
– اعتقد أن الثانوية العامة مقياس عادل وامتحانات عادلة لو أجريت بطريقة صحيحة وبالمعايير الصحيحة، بدليل أننا من قبل كان طالب الثانوية الذي يلتحق بكلية الطب والذي كان يتم تقيمه فعليًا من قبل التعليم ما قبل الجامعي، لم تكن لديه أى مشكلة، ولكن المشكلة ظهرت هذا العام وهذا ما يحتاج إلى مراجعة للأمور ومعالجة الخلل .
· ألا تتفق حضرتك معنا في أن ما حدث في لجان الكبار التي أوصلت طلاب لا يملكون مواصفات كلية الطب إلى هذا المكان؛ يتنافى مع رؤية مصر 2030 لتطوير التعليم ؟
– نحن لا نعرف ماذا حدث مع الطلاب في المرحلة الثانوية، ولكن الواضح أن هناك خلل في مواصفات التقييم للطلاب، ولذلك تم اخطار الجهات المعنية لتبحث عن أسباب هذا الخلل وتعمل على علاجها .
· وهل كانت هناك أى محاولات لاستنساخ ما يعرف بـ “لجان الكبار” في الثانوية العامة داخل كلية الطب ؟
– لا يمكن أن يحدث هذا في كليات وجامعات عريقة .. جامعات مصر بخير وكلياتها بخير، ولن يجرؤ أحد على ذلك.
· المجتمع الخارجي يشعر بالسعادة لشجاعة جامعة جنوب الوادي في إعلان النتيجة الصادمة خاصة أن الجميع يرى أن خريجي “لجان الكبار” أخذوا أماكن غيرهم نتيجة الخلل الذي حدث .. ماذا تقول لأولياء الأمور ؟
– نؤكد مرة ثانية أن جامعات مصر كلها بخير ولن نسمح أبدًا بخروج طالب بمواصفات غير مؤهلة للعمل كطبيب، فلكي تصبح طبيبًا ناجحًا يجب أن تمر بعدة اختبارات وتجتاز امتحانات عديدة تخضع لمعايير الجودة حتى تصبح طبيبًا يؤتمن على أرواح الناس.
· ما تقييمكم للوضع الطبي في مصر حاليًا .. وكيف ترى ظهور مرض “حمى الضنك” في مركز قوص بمحافظة قنا ومن قبل في سفاجا بمحافظة البحر الأحمر ، وما دور الكلية في مواجهة الأمراض ؟
– تطوير القطاع الطبي في مصر ضمن أولويات الدولة المصرية والذي يظهر جليًا في زيادة حجم الانفاق الحكومي على القطاع الصحي مما يساهم بدوره في الارتقاء بالصحة العامة للمواطنين من خلال تطوير ودعم الخدمات المقدمة لهم .. ونطمئن المواطنين بأن “حمى الضنك” هى مجرد حمى فيروسية تؤدي إلى حدوث التهاب في الصدر وإعياء شديد وأحيانا إسهال وألم في المعدة، ولكنها لا تؤدى إلى مضاعفات خطيرة، ويمكن تجنب الاصابة من خلال الوقاية من مواضع الناموس والبعوض الذي ينقل العدوي، وفي مصر لم يتم رصد أى مضاعفات خطيرة لحمى الضنك، فهي عبارة عن دور برد شديد واعياء قد يمتد إلى 10 أيام ولا يؤدى لأي مضاعفات خطيرة ولا يؤدى إلى الوفاة ، كما أن العدوى تنتقل عن طريق الناموس والبعوض ولا تنتقل من شخص لآخر .. ومع بداية ظهور حالات الإصابة في مدينة سفاجا بمحافظة البحر الأحمر، أرسلت جامعة جنوب الوادي قوافلها الطبية المجانية للتعامل مع الحالات ونشر التوعية الصحية بين المواطنين، بجانب إجراء الدراسات التحليلية حول الموضوع .
· ما مدى التعاون بين مستشفيات جامعة جنوب الوادي ومستشفيات وزارة الصحة بمحافظة قنا ؟
– التعاون موجود لتحقيق التكامل، فنحن منظومة صحية واحدة تخدم المجتمع كله، وكل العمليات التي لا تستطيع إجراؤها مستشفيات وزارة الصحة بالمحافظة تقوم بها مستشفيات الجامعة مثل جراحات الأوعية الدموية وجراحات المخ والأعصاب وجراحات القلب والصدر، والتي تجرى على مدار الأسبوع، والهدف من التنسيق والتكامل هو تحقيق أقصى استفادة لخدمة المواطن القنائي والمحافظات المجاورة . ويتم التنسيق في استقبال الحالات من أجل تحقيق هذا التكامل لتوفير أكبر وأفضل خدمة للمواطن، ونبذل قصارى الجهد لتقديم الخدمات العلاجية الفائقة، ولكن لدينا عجز في التمريض وسيتم حل هذه المشكلة قريبًا .
· متي يتم القضاء على مشكلة عجز أسرة العناية المركزة في مستشفيات جامعة جنوب الوادي ؟
– نعمل دائمًا على زيادة عدد الأسرة، كما أن الدولة تستثمر في صحة المواطنين بشكل جيد جدًا وتقدم دعم كبير للقطاع الصحي، حيث إننا نسابق الزمن حاليًا للانتهاء من تجهيزات مستشفى صحة المرأة والتي تستوعب 400 سرير مع مشارف العام المقبل وستؤدى إلى حل جزء كبير من المشكلة لأنها تحتوى على عدد كبير من أسرة العناية المركزة، ولكن لا نغفل أن الطلب على المستشفيات متزايد وعدد المرضى أكثر من المطلوب وهذا نتيجة الثقة في المستشفيات الجامعية وفي قدرتها على تقديم أفضل خدمة طبية للمواطنين، وقريبًا بإذن الله سيتم إضافة 15 سرير عناية مركزة للأطفال ومن المتوقع أن تدخل الخدمة قبل نهاية العام الجاري.
· هناك شكاوى متكررة من تعطل أجهزة أشعة الايكو وجهاز ديناميكا التبول وأجهزة وحدة المناظير ؟
– المناظير تعمل بكامل طاقتها لمدة 6 أيام في الأسبوع ولا تتوقف إلا يوم الجمعة فقط، لكن هناك أولوية في تريب الحالات حسب الحالة الطبية فالحالات الحرجة تدخل عمليات فورًا أما الحالات غير الطارئة فيحدد موقفها حالتها الطبية، كما أن أجهزة أشعة الايكو تعمل بكفاءة عالية ولدينا جهازين الأول في القسم والثاني في العيادات الخارجية، ولدينا فقط بعض أشياء بسيطة في قسم المسالك ينقصها تجديد عقود الصيانة لتصليحها وتعمل من جديد.
· ومتى يتم القضاء على قوائم الانتظار بشكل كامل خاصة بالنسبة لمرضى جراحات القلب والصدر ؟
– اعتقد أن بعض الحالات لم يعد فيها قوائم انتظار، ووحدة القسطرة القلبية تعمل بشكل متميز جدًا، وفي وقت من الاوقات لم يكن لدينا قوائم انتظار نهائيًا، وأدعوك لزيارة المستشفى ستجد أن قسط القسطرة القلبية يجرى ما بين 20 إلى 30 عملية في اليوم، وهناك حالات طارئة يتم اجراء العمليات لها وننتظر جواب نفقة الدولة أو التأمين، حفاظًا على صحة المواطنين، ولكن دخول الحالات يتم وفقًا للحالة الطبية ونحن نعمل جاهدين على تقديم أفضل خدمة طبية للمواطنين بعدما حققت مستشفيات جامعة جنوب الوادي انجازات طبية، ولو تذكرنا قبل 4 أو 5 سنوات لم تكن خدمة القسطرة القلبية ومناظير الجهاز الهضمي متوفرة وكان المريض يسافر إلى القاهرة او أسيوط للعلاج، الآن لم يعد أحد يرتحل لإجراء عمليات من هذا النوع خارج المحافظة، وسنبذل كل الجهد من أجل أن تكتمل الخدمات وتقديمها للمواطنين على أعلى مستوى من الكفاءة الطبية .
· أخيرًا .. بماذا تنصح طلاب الثانوية العامة الراغبين في الالتحاق بكلية الطب خلال الجامعي القادم ؟
– طلابنا لابد أن يكون فيهم معايير ومواصفات معينة للالتحاق بكلية الطب، فيجب أن يعرف الطالب لغة ومواد علمية بشكل جيد. وأقول لهم: “مفيش حاجة اسمها الطريق صعب أو كلية طب صعبة .. أبدًا أبدًا .. دي كلية من أجمل الكليات والدراسة فيها شيقة جدًا جدًا لمن يحبها . ولابد أن تكون لديك المواصفات التى تجعلك قادرًا على الدراسة، ونتمنى لطلابنا كل التوفيق .. ولطلابنا بالفرقة الأولى بكلية الطب نتمنى لهم أيضًا كل التوفيق في الدور الثاني وربنا يكرمهم بالنجاح، ونؤكد أن إدارة الكلية معهم، ومن يرى في نفسه الكفاءة فليكمل طريقه، ومن يرى أنه غير كفء تمامًا عليه أن يبحث عن طريق آخر حتى لا يضيع سنوات من عمره” .