العنوان ليس مطروحاً من باب التهويل أو على سبيل الإثارة المطلوبة في الكتابة الصحفية لتشويق القاريء ودفعه الى القراءة، ولكنه سؤال موضوعي من واقع مانشاهده من تطورات مذهلة في مجالات واتجاهات مختلفة وبصورة متسارعة وغير مسبوقة.
بداية وقبل أي كلام فان يوم القيامة من الأمور التي احتفظ به المولى عز وجل لنفسه ولم يخبر بها أحداً حتى الملائكة أو الأنبياء المقربين، لكن لها شواهد وعلامات صغرى وكبرى، وقد ظهرت جميع ــ أو معظم ــ العلامات الصغرى كما قال علماء الشريعة ولامجال لتكرارها أو حصرها أو اعادة ما ذكره وكتبه العلماء في هذا المجال وهو متاح على الشبكة العنكبوتية لمن أراد الرجوع إليه.
على أي حال فإن مقالي ليس له علاقة بالعلامات التي أحصاها العلماء من وحي النصوص الشرعية الثابتة، وانما بما ذكره العلماء في اتجاه آخر حول العمر الإفتراضي للكرة الأرضية التي تجمعنا باختلاف ألواننا وأجناسنا وألسنتنا.. الأغنياء والفقراء.. من يخضعون للريجيم القاصي للعلاج من التخمة ومن يموتون جوعاً في أرض الله الواسعة.
العلماء يطالبون الناس بالتعايش مع درجا ت الحرارة العالية التي نعاني منها الآن لأنها لن تكون استثناء أو موجة حارة وستمضي بل ستعيش معنا طويلاً وسنضطر الى التعايش معها الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً ، فالأرض تعاني من ظاهرة تسمى “النينو” وهو مصطلح غير متداول ويعني ارتفاعات غير مسبوقة في الحرارة تؤثر على نمط الحياة على وجه البسيطة بسبب الإنبعاثات الحرارية على مر السنين.
الأخطر أن العلماء يؤكدون أن تلك التغيرات المناخية ستستمر معنا “مع البشرية” لفترة طويلة قد تصل الى مائتي عام فالأمر مرتبط بعمر الغازات التي انتقلت الى الغلاف الجوي مثل ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروز وغاز الميثان وغيرها، بشرط أن تبدأ البشرية من الآن في العلاج الفوري وتنفيذ توصيات مؤتمرات المناخ وآخرها COP 27 الذي عقد بمدينة شرم الشيخ.
ومايزيد من حجم المشكلة أن الدولة الصناعية الكبرى لاتهتم أصلاً بالمناخ.. أي أن الإنبعاثات تأتي من عندها بينما لاتحرك ساكناً للشروع في العلاج أو على الأقل سداد فاتورة مواجهة الظاهرة باعتبارنا نعيش في عالم واحد ومايحدث في دولة واحدة يؤثرة في الكرة الأرضية كلها.
العلماء “يحذرون” من أن غاز يسمى “الدفيئة” وصل الى أعلى معدلاته منذ مليوني سنة، وهذا يعني أن هناك تغييرات واسعة ستطرأ على نمط الحياة حيث ستجف العديد من البحيرات والأنهار حول العالم ومن ثم يقل الإنتاج الزراعي ومايترتب عليه من شيوع المجاعات، وتلك أيضاً من علامات الساعة.
علاج التغيرات البيئية والمناخية لن يتحقق بمجرد عقد اجتماعات أو مؤتمرات وطرح التوصيات، وانما بالتفاعل الحقيقي والإستجابة للصرخة التي أطلقتها ــ وتطلقها ــ البشرية لانقاذ مايمكن انقاذه قبل فوات الأوان، وارتفاع الحرارة غير المسبوق مجرد مؤشر لما هو قادم من تطورات.
نسأل الله أن يلطف بالبلاد والعباد.
***
بالتوازي مع التغيرات المناخية فإن التطور العلمي خلال العقود الأخيرة يتلاحق بصورة غير مسبوقة وازداد خلال السنوات القليلة الماضية وأصبحنا نسمع ونقراً جديداً كل يوم عن التطور المذهل في مجال الذكاء الإصطناعي ومايعنيه من السير نحو المجهول سواء ممن يرون الجوانب الإيجابية من التيسيروتحسين جودة الحياة أو ممن يرون أن هذا التطور مخيفاً وسيؤدي الى مشكلات جمة من بطالة وطغيان للآلات والسيطرة على وظائف الملايين من البشر سينضمون الى طوابير العاطلين.
وعلى طريقة أفلام الخيال العلمي الأمريكية، سيكون الروبوت في كل مكان ويؤدي جميع المهام، من الأمور المنزلية الخاصة بربة البيت الى كافة الأمور الحياتية وربما الجلوس معك على المقهى ليطرح عليك فكرة أو حتى نكتة، ولكن الفارق بينكما أنك عاطل بينما هو قد حصل على وظيفتك.
المقال ليس لاصابتك باليأس والإحباط ولكن للبحث والتأمل وتخيل شكل المستقبل، والإجابة على سؤالي:”هل اقترب يوم القيامة” ؟!
أيمن عبد الجواد
[email protected]