هل وزارة التربية والتعليم جادة في الإصلاح والسعي الى القضاء على الدروس الخصوصية من ناحية ومواجهة شبح “قديم ومتجدد” اسمه الكتاب الخارجي من ناحية أخرى؟!
السؤال شائك والقضية متشابكة ومعقدة لأنها تهم كل بيت من بيوت المحروسة، فالدروس وأيضاً الكتب الخارجية لم تعد قاصرة على الثانوية العامة، وان كانت تتضخم وتتحول الى وحش كاسر ومخيف في الثانوية باعتبارها البوابة الى الجامعة والمستقبل حسبما ترى معظم الأسر التي لاتنظر حولها أو أمامها أو حتى خلفها لترى الصورة بوضوح وأن المستقبل لايرتبط بالمجموع في الثانوية أو باسم الكلية التي سيلتحق بها نجلك ولكن بعوامل أخرى كثيرة لامجال الآن للخوض فيها!!
هناك حلقة مفقودة في لغز الكتاب المدرسي والخارجي.. جميع ــ أو معظم ــ التقارير الإعلامية التي تناولت القضية من خلال عدد من الخبراء توصلت الى أن الفروق بين الكتابين طفيفة ومحدودة للغاية وتتمثل “أو تقتصر” على الأسئلة والتدريبات الموجودة في نهاية كل فصل، فما الذي يمنع المسئولين والقائمين على التعليم قبل الجامعي من حل تلك الإشكالية التي تبدو بسيطة ولكن ماخفي كان أعظم، فهناك بالتأكيد أسباب لاستمرار هذا اللغز الذي يرهق الأسرة المثقلة أصلاً بالأعباء.
بعض الخبراء المنتمين الى معسكر الوزارة يرددون مقولة “مضحكة” وعفواً لاستخدام هذا اللفظ حيث يرددون أنهم يحرصون على ترك بعض الأمور في الكتاب المدرسي بدون توضيح بحجة تنمية ملكة البحث والتنقيب لدى التلاميذ، وهو قول يحتاج الى مراجعة لأنهم لايحققون الهدف ــ اذا كان ذلك هو الهدف ــ مما يدفع أولياء الأمور بايعاز من المدرسين الخصوصيين الى شراء الكتاب الخارجي ووضع “المدرسي” على الرف!!
“المضحك”.. وعذراً لاستخدام اللفظ للمرة الثانية أن أباطرة الكتاب الخارجي يبررون ارتفاع الأسعار بهذا الشكل “المتوحش” بارتفاع أسعار الورق والأحبار وتكلفة الطباعة، وهو قول مبالغ فيه وغير منطقي لسبب بسيط وبديهي يتمثل في تفاوت الأسعار بشكل كبير بين المراحل الدراسية وهو مايعني أن القصة لاترتبط بالورق والأحبار وانما بالبحث عن المزيد من الأرباح على طريقة باعة الخضراوات والفاكهة وحتى “الفراخ” الذين يستغلون الموجات الحارة لتحقيق أرباح خيالية مبالغ فيها بحجة زيادة تكلفة الإنتاج رغم اعترافهم بتراجع أسعار العلف.
الكرة في ملعب المسئولين بالتربية والتعليم وفي مقدمتهم الوزير د. رضا حجازي، للبحث عن طريقة توافقية لتعديل الكتاب المدرسي ترضي جميع الأطراف.. تتناسب مع ذوق وقدرات واستيعاب التلاميذ حتى لايصبح غير ذي جدوى خاصة في ظل الإرتفاع الشديد في أسعار الكتب الخارجية بصورة ترهق أولياء الأمور.
أما مسألة القضاء على الدروس الخصوصية، فتلك قضية أخرى تحتاج الى كلام كثير ونقاشات وتفكير خارج الصندوق ليس مجاله الآن.
***
عزيزي الطالب الحاصل على الثانوية العامة:
عليك أن تفهم أن حصولك على الثانوية بأي مجموع ليس نهاية المطاف بل مجرد بداية لتحديد مصيرك.. لامجال للاحباط ان كان المجموع قد خذلك، ولابد أن تعلم أن هناك من حصلوا على الدرجات النهائية في الثانوية ومضت السنون ولم يحققوا النجاح بالصورة المرجوة والتي كان يتوقعها الغريب قبل القريب، بينما نجح آخرون رغم مجموعهم الأقل نسبياً لأنهم قرروا مواصلة التحدي وعدم الإستسلام للإحباط، ليلحقوا بما لم يحققوه في الثانوية خلال المرحلة الجامعية.
أيمن عبد الجواد
[email protected]