ألقت ” على” فى مصرف مائى .. وكتمت أنفاس “البراء” داخل حوش المنزل
كتب– عبدالرحمن أبوزكير
جريمة بشعة شهدتها قرية الزوايدة، التابعة لمركز نقادة بمحافظة قنا، حيث استيقظ الجميع على نبأ العثور على جثة طفل لم يتجاوز العامين داخل حوش منزل الأسرة، ليلحق بشقيقه الذى عثر على جثته قبلها بأشهر قليلة داخل مصرف مائى بذات الناحية، وذلك قبل أن تكشف جهود أجهزة الأمن ملابسات الواقعة التى تبين قيام زوجة عم الطفلين بإرتكاب الواقعة بدافع انتقامى لتحصل على لقب “سفاحة الأطفال” بعد أن مات قلبها واستمعت لشيطانها لتنفذ مخططها الإجرامى في الخلاص من الطفلين.
“سفاحة الأطفال” .. كانت لا تفكر إلا فى الانتقام فهى ترى سلفتها أفضل منها فى كل شيء، الجميع يحبها ويراها المرأة المثالية التى لا تخطئ، وزوجها يحبها ولا يشهد منزلهم معارك مثل منزلها، حتى زوجها يعاملها بطريقة مختلفة تشعرها بالنقص، لتقرر بعد ذلك أن تحرق قلبها على طفليها وتدمر سعادتهم التى حرمت هى منها.
ترجع تفاصيل الواقعة حينما تلقت أجهزة الأمن بقنا، بلاغاً في شهر فبراير من عام 2019، بالعثور على جثة الطفل “البراء.ح.ع” البالغ من العمر عامين، ملقاة داخل حوض مياه بحوش مجاور لمنزل أسرته بقرية الزوايدة بدائرة مركز نقادة، فانتقلت أجهزة الأمن على الفور وبالفحص تبين أنه أثناء قيام إحدى السيدات من الجيران بملء جراكن مياه، اكتشفت جثة الطفل فأبلغت الأهالي الذين تجمعوا وقاموا باستخراج الجثة.
وعلى الفور كلف مدير الأمن وقتها بتشكيل فريق بحث للتحري حول الواقعة وضبط مرتكبها وكشف ملابساتها، إلى أن توصلت جهود مباحث المركز إلى أن وراء ارتكاب الواقعة زوجة شقيق والد الطفل المجنى عليه المدعوة “أسماء.أ.ع.أ” – 22 سنة – ربة منزل.
في ذلك الوقت كانت المتهمة تحاول أن تظهر حزنها على الطفل الفقيد، وهى تجلس وسط سيدات القرية تنتحب وتبكى الطفل بينما قلبها يضحك على سلفتها التى احترق قلبها، وكانت تظن أنها ستفلت من العقاب ولن يكتشف أحد فعلتها.
وبينما هى تجلس مع سلفتها والمقربين من العائلة الذين حضروا لمواساة الأم، فوجئت المتهمة بقوة أمنية يقودها مدير المباحث الجنائية، وقد ذهبت عنها الطمأنينة وحالة الأمان التى كانت تشعر بها والتى تبدلت فجأة إلى النقيض بمجرد وضع الكلبش في يديها .
تم إحالة المتهمة للنيابة العامة، حيث اعترفت أمام مدير نيابة نقادة بارتكاب الواقعة بدافع الانتقام من والدي الطفل لوجود خلافات عائلية بينهم، وقالت في تحقيقات النيابة : أنها تقيم بذات المسكن الذى يقيم فيه شقيق زوجها، والخلافات بينهم لا تتوقف، وفى يوم الواقعة وأثناء دلوفها داخل حوش خاصتهم مجاور لمنزل العائلة، شاهدت الطفل المجنى عليه وهو نائم فقررت التخلص منه انتقاماً من والديه.
وقالت: أنها أمسكت بالطفل وألقت به في حوض مياه داخل الحوش بعد أن كتمت أنفاسه وغادرت المكان لتبعد شكوك الاتهام عنها بعد أن تأكدت من وفاته.
وخلال تحقيقات النيابة انهارت المتهمة واعترفت بكيدها لسلفتها وزوجها، وكشفت عن مفاجأة من العيار الثقيل، حيث أقرت أنها وراء واقعة مقتل نجلهما “على” – شقيق الطفل المجنى عليه – والذى تم العثور على جثته فى عام 2017 ملقاة داخل الترعة بذات الناحية، بعد أن أبلغ والده وقتها عن اختفاء نجله في ظروف غامضة إلى أن تم العثور علي الجثة بعد مرور عدة أيام داخل جوال وملقاة بالترعة.
وأدلت المتهمة باعترافات تفصيلية وأقرت أنها وراء الواقعة وأقرت أنها يوم الحادث قامت باصطحاب الطفل “على” – عامين ونصف – إلى ذات الحوش الذى أغرقت بداخله شقيقه “البراء” في حوض المياه بعد أن شاهدته يلعب في الشارع وكتمت أنفاسه ووضعت الجثة داخل جوال وألقت بها في الترعة انتقامًا من والديه، وقيدت الواقعة برقم 396 لسنة 2019 إداري نقادة.
وبعد قضاء حوالى شهر داخل محبسها، وتحديداً فى شهر مارس من عام 2019 نجحت أجهزة الأمن بقنا فى إحباط محاولة المتهمة للانتحار داخل محبسها بمركز شرطة نقادة، رغبة في التخلص من حياتها، بعد أن قامت بتعليق حبل في ماسورة داخل دورة المياه محاولة استخدامه في الانتحار، إلا أن سجينة أخرى ترافقها في الزنزانة استغاثت بقوة التأمين وتم إحباط محاولة انتحار المذكورة التى بررت فعلتها بمرورها بحالة نفسية سيئة.
انتهت تحقيقات النيابة العامة إلى إحالة المتهمة إلى محكمة جنايات قنا، وبعد عدة جلسات استمعت خلالها المحكمة لدفاع المتهمة وشهود الواقعتين، أصدرت المحكمة حكمها بإعدام المتهمة.
صدر الحكم برئاسة المستشار فواز إبراهيم رئيس المحكمة وبحضور المستشارين دكتور محمود عبد المنعم القرموضى وماجد محمود حميد الرئيسين بالمحكمة وبأمانة سر احمد جمال ومحمد صلاح العدوى وصبحى حساني.
وجاء في حيثيات الحكم أن المتهمة قامت في الواقعة الأولى التي حملت رقم 8046 جنايات نقادة لسنة 2017 وبتاريخ 10 / 3 / 2017 ، بقتل الطفل “على.ح.ع” عمدًا مع سبق الاصرار، بأن بيتت النية وعقدت العزم على قتله وما إن رأته يلهو أمام الحظيرة المتاخمة لمسكنه حتى كممت فمه بيدها ووضعته داخل جوال وأحكمت غلقه وألقته فى المصرف القريب من مسرح الجريمة قاصدة من ذلك قتله فأحدثت به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتى أودت بحياته.
بينما في الواقعة الثانية، والتي تحمل رقم 4230 لسنة 2019 ، نسب إليها أن قامت بقتل الطفل “البراء.ح.ع” (شقيق القتيل الأول) عمدًا مع سبق الإصرار بأن بيتت النية وعقدت العزم على قتله، وما إن ظفرت به حتى تلقفته بين يديها وأسقطت رأسه فى حوض مياه وتركته قاصدة من ذلك موته بإسفكسيا الغرق، واعترفت المتهمة فى التحقيقات بارتكاب الجنايتين انتقامًا من أمهما وقيام والد الطفلين بمعايرتها بملابسها غير النظيفة، وأكدت تحريات المباحث صحة الواقعة.