سجل خمسة من النقاد هنا آراءهم في الدورة الثلاثين لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، نشرتها في صفحة ” تياترو” كما هي دون أي تدخل مني، عملا بمبدأ الحياد والموضوعية، وحتى لاأحتل، وحدي، هذه المساحة لكتابة رأيي في المهرجان.
أقول لك الحق إنني سعدت بالمهرجان وحضرت أغلب ندواته وعروضه، وإن شاب السعادة بعض من النكد.. ولكن مجرد إقامة المهرجان في حد ذاتها حاجة تفرح، مصرتمر بظروف اقتصادية صعبة، ورغم ذلك تقيم مثل هذا المهرجان الدولي الكبير، هي مصر الكبيرة دائما أيا كانت ظروفها.
ولأنها مصر فمن حقها علينا أن نشارك في تصحيح بعض الاعوجاج الذي نظنه حدث في هذا المهرجان الدولي الكبير والمهم، وذلك قبل أن نشكر القائمين عليه نظرا للجهود التي بذلوها رغبة منهم في إقامة مهرجان ناجح ومؤثر.
لاتظن أن العنوان أعلاه غرضه تخصيص المقال عن جمال ياقوت، لكنه مجرد مدخل للحديث عن أمور لم تعجبني في المهرجان، هذه الأمور تتعلق بفكرة الذاتية والشخصنة التي أظنها سيطرت على منظمي المهرجان.
ولنبدأ بجمال ياقوت الذي كان رئيسا للدورتين الثامنة والعشرين والتاسعة والعشرين، وقد عملت معه في الدورتين واختلفنا وهاجمته بشدة، فليس معنى أن تعمل في مهرجان أن تطبل وترقص له، يفعلها المغرضون وأبناء السبيل، والحمد لله أنني لست منهم، أو هكذا أظن.
لم يكلف القائمون على المهرجان خاطرهم ويقومون بدعوة الرجل لحضور الختام، أنا أيضا حرموني من حفل الختام بعد موقعة ليلى علوي، قرصة ودن أو شئ من هذا القبيل، ماهكذا تؤخذ الأمور ياأصحاب المهرجان، جمال ياقوت اجتهد وأصاب وأخطأ ، عادي، لكنه ليس عدوا لكم، ثم إنه مهرجان مصر وليس مهرجانكم، ولاأظن أن وزيرة الثقافة أصدرت لكم تعليمات باستبعاد جمال ياقوت، فلماذا هذه الحركات الصبيانية التي تخصم من رصيدكم؟
بعيدا عن جمال ياقوت واستمرارا لفكرة الشخصنة والذاتية أسأل : لماذا لم تشكل لجنة لاختيار العروض العربية، وأخرى لاختيار العروض الأجنبية، ولماذا تولت اللجنة العليا للمهرجان القيام بمهمة هاتين اللجنتين؟بعض الخبثاء يقولون إن ذلك تم حتى تأتي العروض التي على هوى اللجنة العليا، وأنا أكاد أصدقهم لأن هناك عروضا شاركت وهي لاتستحق المشاركة في أصغر مهرجان محلي يقيمه شبابنا في الأقاليم، ويكفي أن العرض الفائز بجائزة المهرجان مصري، وكذلك العرض الفائز بجائزة لجنة التحكيم الخاصة..العرضان اللذان لم يكن لكم يد في اختيارهما فازا بأرفع جوائز المهرجان.. ألا يدل ذلك على سوء اختياراتكم؟ وعلى أن لجنة اختيار العروض المصرية كانت أكثر حيادية وموضوعية منكم؟
أمر آخر وليس أخير لماذا نظل نمارس سلوك الفراعنة بالسعي إلى محو كل شئ فعله غيرنا من قبلنا، أقصد الفعاليات التي أقامها المهرجان السابق في الأقاليم من ورش، وعروض مشاركة في المهرجان، تحركت إلى بعض المحافظات وأعطت المهرجان حضورا مهما بعيدا عن العاصمة، فكرة بسيطة وغير مكلفة، لكن مادام من قبلنا فعلها فلنوقفها نحن.. شئ عجيب والله.
المساحة تضيق عن كتابة المزيد من الملاحظات، وبعض الملاحظات أظن مكانها الغرف المغلقة لو أردتم.
أحمل كل محبة وتقدير للدكتور سامح مهران رئيس المهرجان ولجنته العليا…. لكني أقول لهم: أيها الأصدقاء الأعزاء لستم آلهة لايأتيكم الباطل من بين أيديكم ولامن خلفكم ، عندكم مشاكل لاحصر لها، لايصح أن تفكروا وحدكم .. استطلعوا آراء الناس ودعكم من المطبلاتية..ادعوهم إلى ندوة موسعة ليقولوا رأيهم بصراحة.. ولتحضرها الوزيرة بنفسها بعيدا عن التقارير اللطيفة التى ترفع إليها.. هذا إذا كنتم جادين حقا.. هذا إذا كنتم تدركون أنكم بصدد عمل عام يخص دولة اسمها مصر وليس إرثا شخصيا.. هذا إذا كنتم مقتنعين أنكم بشر ولستم آلهة .